سلسلة شيوح الأزهر29- عبد الرحمن الشربيني

تولى المشيخة يوم السبت 12 محرم سنة 1323هـ/ 1905م
استقال في ذي الحجة عام 1324 هـ/ 1907 م. فكانت مدة ولايته عامين
توفي بالقاهرة سنة 1326 هـ/ 1908 م
اسمه ونسبه:
هو الشيخ التاسع والعشرون في سلسلة شيوخ الأزهر
الإمام الأكبر شيخ الإسلام بالديار المصرية عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الشربيني المصري، الشافعي. (الأعلام للزركلي 3/ 334، معجم المؤلفين 5/ 168، فهرس الفهارس 1/ 64)
ينسب إلى شربين التابعة لمحافظة الدقهلية وهي قريته التي ولد ونشأ بها.
مولده
لا يعرف سنة مولده على وجه التحديد، فتاريخ مولده غير معروف.
نشأته وتعليمه:
نشأ الشيخ عبد الرحمن الشربيني في قريته شربين التي نُسِبَ إليها، وحفظ القرآن الكريم، ثم قدم إلى القاهرة تمهيدًا للالتحاق بالأزهر، الذي درس به علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، على يد كبار مشايخ عصره وظهر نبوغه.
توليه التدريس في الأزهر:
ورشحه أساتذته للتدريس بالأزهر الشريف، وكان فاهمًا لمشكلات الدراسة والتدريس ويميل إلى دراسة أمهات الكتب والمتون، وكان يحمل الطلبة على التعمق في أصول أمهات الكتب، ودراسة هذه المصنفات.
وكان متعمقًا في الدراسات الدينية، متمرسًا بأساليب المراجع القديمة، فاهمًا لمشكلاتها، وكان يحمل الطلبة على التعمق في أصول أمهات الكتب، ودراسة هذه المصنفات حرصًا منه على تخريج علماء بارعين، ومع غزارة علمه إلا أنه لم يصنف كثيرًا.
مكانته ومنزلته:
قال رشيد رضا: الشيخ عبد الرحمن الشربيني أعلم علماء الشافعية بلا خلاف. (مجلة المنار 7/ 637)
وقال العلامة أحمد الحسيني في كتابه مرشد الانام (مخطوط) : الشيخ عبد الرحمن الشربيني علامة عصره وفريد دهره الذي لم يكن له شريك في وقته، شيخ الشيوخ وقدوة الأكابر، وصاحب التصانيف، ورب التحقيق والتدقيق، وكان فريداً في التقوى والصلاح، وبعد أن عدد الحسيني مؤلفات المترجم قال: والحق يقال وإن كان بيني وبينه خلاف في بعض المسائل لم نتفق عليها لكنه كان وحيد دهره بعد شيخنا العلامة الإنبابي. (معجم المطبوعات العربية والمعربة 2/ 1110)
صفاته وأخلاقه:
قال محمد رشيد رضا: الشيخ عبد الرحمن الشربيني شيخ الجامع الأزهر، مشهور بالتقشف والزهد، والعزلة، والإعراض عن أهل الدنيا. (مجلة المنار 8/ 839)
فقيه شافعيّ ، أصولي مصري ، بياني، مشارك في بعض العلوم. (معجم المؤلفين 5/ 168، الأعلام للزركلي 3/ 334)
وكان ورعا زاهدا لم يتزلف لكبير. (الأعلام للزركلي 3/ 334)
وكان الشيخ عازفًا عن الدنيا وزاهدًا فيها وكان مؤمنا بفكرة المحافظة على القديم، مشفقًا على الأزهر من التطور “المذموم” فيهجر علوم الدين إلى علوم الدنيا.
وكان كغيره من العلماء الذين يقدمون العلم على المنصب، ويعرفون لأهله حقهم، فالشيخ الشربيني شيخ الجامع الأزهر يدخل مع الطلبة على الشيخ الأشموني حتى يلثم يده، وكان الأشموني ربما قال له: إزيك يا عبد الرحمن؟ فيسعد بذلك. (مقالات موقع الدرر السنية 1/ 50)
ولم يكونوا يدعون للعدو ثغرة يدخل منها إليهم، ويجعلون خلافهم إذا اختلفوا بينهم، هذا هو الشيخ الأمير كانت بينه وبين الشيخ القويسني جفوة بلغت الحاكم، وزاره الأمير فسأله عنها، وأوهمه أن القويسني أخبره بها، وكان يريد معرفة حقيقتها ليزيلها، فقال الشيخ الأمير: ليس بيننا إلا الخير، وما أظن الشيخ القويسني حدثك بشيء من هذا. وأثنى عليه ومدحه، ونزل من عند الحاكم فمر به على ما كان بينهما، وأنبأه بما كان فقال القويسني: صدقت في ظنك ما قلت للحاكم شيئًا. قال الشيخ الأمير: هكذا أهل العلم يسوون أمورهم بينهم. أما مظهرهم فيجب أن يكون قدوة في التآلف إمساكًا على عروة الإسلام، وحفظًا لكرامة العلم، وزال بذلك ما كان بينهما. (مقالات موقع الدرر السنية 1/ 50).
ولايته مشيخة الأزهر:
هو الشيخ التاسع والعشرون في سلسلة شيوخ الأزهر.
فبعد أن قدَّم الشيخ علي الببلاوي استقالته من المشيخة في التاسع من المحرم سنة 1323هـ، الموافق 15 مارس سنة 1905م، أقيل يوم السبت 12 منه (موسوعة الأعمال محمد الخضر حسين 12/ 1/ 127، مجلة الرسالة 52/ 36)
ولما وجد الحكام في الشيخ الشربيني عزوفًا عن الدنيا وزهدًا فيها، اتجهوا إليه بأنظارهم وأفكارهم، وأرادوا إسناد الأزهر إليه، ظنًا منهم إنه سيشغله زهده عن أمور المشيخة، وهذا يتيح لهم أن يبسطوا سلطانهم على الأزهر، ويطلق يدهم في شئون الأزهر وطلابه.
فعرضوا عليه تولي المشيخة مرارًاً وهو يعتذر عن عدم قبوله هذا المنصب الكبير ورعاً منه. (كنز الجوهر ص 170)
فأصر الخديوي على الشيخ بأن يقبل، وأخيرًا استجاب الشيخ الشربيني تحت إلحاح الخديوي عباس حلمي الثاني وقبل المنصب، فأصدر الخديوي قرارًا بتولية الشربيني مشيخة الأزهر في 12 محرم 1323 هـ/ 1905 م، وأقام الخديوي حفلا كبيرًا بهذه المناسبة، خلع فيه كسوة التشريفة على الشيخ الشربيني، وألقى الخديوي خطبة بهذه المناسبة محتفيًا بالشيخ الشربيني . (معجم المطبوعات العربية والمعربة 2/ 1110، مجلة الرسالة 50/ 67)
فولي الشيخ عبد الرحمن الشربيني الشافعي مشيخة الجامع الأزهر (موسوعة محمد الخضر حسين 12/ 1/ 127، مجلة الرسالة 52/ 36، الأعلام للزركلي 3/ 334، معجم المؤلفين 5/ 168)
الشيخ محمد شاكر وكيلاً عن الشيخ الشربيني:
مرض الشيخ عبد الرحمن الشربينى فترة أثناء توليه المشيخة، أواخر سنة 1324هـ، وانتدب الشيخ محمد شاكر شيخ المعهد الإسكندري للقيام بأعباء مشيخة الأزهر نيابة عن الشيخ عبد الرحمن الشربيني شيخ الأزهر حتى تم شفاء الشيخ الشربيني وتولى مهام منصبه. (الأزهر وأثره في النهضة الأدبية الحديثة 2/ 187)
موقفه من فكرة إصلاح الأزهر:
باشر الشيخ عبد الرحمن الشربيني مهامه فحد من حركة الإصلاح والتجديد في الأزهر، ووقف ضد إدخال العلوم الحديثة للأزهر، ومما يؤكد على ذلك أن الشيخ الشربيني كان زاهدًا في الدنيا معرضًا عن زخارفها، وإنه وقف ضد العلوم الحديثة اعتقادًا وخوفًا من أن يتهاون الطلبة في دراسة العلوم الدينية والعربية والتحقيق والبحث فيها، وكان يخشى أن تصرفهم العلوم الحديثة عن البحث في المصادر والأصول الإسلامية، وتستنفد طاقاتهم، فلا يولون العلوم الشرعية واللغوية ما يستحقانها من اهتمامٍ وعنايةٍ، ويصبح الأزهر مثل باقي المدارس التابعة لنظارة المعارف )وزارة التربية والتعليم حالياً).
موقفه من التمسح بالقبور:
قال رشيد رضا في مجلة المنار بعد أن ساق بعض الأدلة على هذه المسألة:
وإنني أقول لمن لا يفهم البرهان، ويقدم قول الدجالين على السنة والقرآن:
إذا أردت أن تعرف أنني ناصح لك ومحق في نهيك عن التمسح والتبرك بأعمدة الرخام وبالأبواب والأقفاص وبالآبار والأشجار والتماس الخير من ذلك فانظر إلى أكابر العلماء كشيخ الجامع الأزهر ومفتي الديار المصرية والأستاذين الشيخ عبد الرحمن الشربيني والشيخ محمد بخيت والشيخ محمد أبي خطوة وأضرابهم أو من هم دونهم في العلم كشيخ الجامع الحسيني نفسه هل تجد واحداً منهم فعل ذلك؟
أليس لك عقل يدلك على أن هذا لو كان من الدين أوكان فيه نفع في الدنيا أو الآخرة لسبقوك إليه لأنه سهل لا كلفة فيه عليهم. فإن زرت القبور فزرها كما يزورون؛ يكن لك عذر، لأن للعلم بالدين والعمل به مرتبتين: العلم بالدليل والبرهان , وتقليد العلماء الموثوق بهم لمن يعجز عن فهم دينه بالدليل. وكل ما أنكرناه فإنما يقلد فيه جهلاء العامة بعضهم بعضًا. فحسبنا الله ونعم الوكيل. (مجلة المنار 3/ 819)
استقالته:
ظل الشيخ الشربيني متمسكًا بأن يبعد الأزهر عن أهواء الساسة والحكام، ومنع كل محاولات الخديوي للسيطرة على الأزهر الشريف، والاستيلاء على أوقافه وأمواله وشئونه من وراء ظهر الشيخ الشربيني، فأبى عليه ذلك.
وقدَّم استقالته في ذي الحجة عام 1324 هـ/ 1907 م. (معجم المطبوعات العربية والمعربة 2/ 1110)
فأقيل بأمر صدر يوم الأربعاء 16 ذي الحجة سنة 1324(مجلة الرسالة 50/ 67)
تولى مشيخة الأزهر لمدة سنتين
وقيل: استقال سنة 1327 هـ، (موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين 12/ 1/ 127، مجلة الرسالة 52/ 36)
وقيل استقال في ذي الحجة عام 1325هـ/ 1907م ولا يصح
الولاية بعده:
عين الشيخ حسونة النواوي شيخًا للأزهر مرة أخرى، بعد إقالة الشيخ عبد الرحمن الشربيني من المشيخة (مجلة المنار 10/ 71)
وفاته:
بعد استقالة الشيخ الشربيني رُتِّبَ له 15 ديناراً مصرياً في الشهر من الأوقاف الخيرية ليكمل مرتبه 25 ديناراً. (مجلة الرسالة 50/ 67)
حتى توفي الإمام عبد الرحمن الشربينى بالقاهرة سنة 1326 هـ/ 1908م. (معجم المؤلفين 5/ 168، الأعلام للزركلي 3/ 334، ، ملتقى أهل اللغة 13/ 633)
مؤلفاته:
- تقرير على حاشية ابن قاسم على حمل الغرر البهية لشيخ الاسلام زكريا الانصارى فى شرح منظومة البهجة الوردية ، في تسعة اجزاء في فروع الفقه الشافعي، (معجم المؤلفين 5/ 168، معجم المطبوعات العربية والمعربة 2/ 486)
- تقرير على حاشية شرح تحفة الاخوان في علم البيان. (معجم المؤلفين 5/ 168)
- تقرير على حاشية البناني على شرح المحلي على جمع الجوامع للسبكي ط في أصول الفقه. (الأعلام للزركلي 3/ 334، معجم المؤلفين 5/ 168)
- تقرير على حاشية “عبد الحكيم” على شرح السيالكوني على شرح القطب على الشمسية في المنطق.
- فيض الفتاح على حواشي شرح تلخيص المفتاح (بلاغة) وهو تقرير على مواد المطول شرح تلخيص المفتاح ط. (معجم المطبوعات العربية والمعربة 2/ 1110، الأعلام للزركلي 3/ 334، معجم المؤلفين 5/ 168، ملتقى أهل اللغة 13/ 633)