
خاص رسالة بوست||
يصادف اليوم، 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، ذكرى الكشف عن مجزرة مستنقعات معشور، وهي الجريمة التي أقدمت عليها سلطات خامنئي الإرهابية وبأوامر مباشرة من المجرم المقبور قاسم سليماني لتصفية المنتفضين الأحوازيين عن بكرة أبيهم ومن دون رحمة، وهي المجزرة التي لم يكن لها مثيل طيلة أربعة عقود من سلطة (ولي الفقيه) الخمينية/خامنئية الفاشية في إيران.
لقد كانت الأوضاع في عموم إيران تشي بالتصعيد الشعبي ضد سلطات طهران، وبالغضب العارم عند الشعوب غير الفارسية، بشكل خاص، والشعب الفارسي أيضا، بشكل عام، وفي خضم هذه الأوضاع اندلعت مظاهرة في منطقة الجراحي العربية، التابعة لمدينة معشور، على إثر سياسات التفريس الهمجية والتجويع والتعطيش للعرب في عموم الأحواز، فخرج المئات ينددون بانتهاكات سلطات خامنئي، فأغلقت السلطات جزءًا من طريق ميناء معشور الرئيسي، وأقدمت الوحدة الخاصة التابعة لقوات التعبئة (الباسيج) المدعومة بالحرس الثوري الإيراني، وهي المجموعة الأولى التي أرسلت للمكان من قوات القمع التي وصلت إلى الحي، وفور وصولها فتحت نيران أسلحتها المباشرة وهاجمت المتظاهرين السلميين، بشكل لم يكن يتوقعها المتظاهرين.
ووفق المصادر الإيرانية الرسمية حينها، كان المجرم سليماني قد أوعز لقوى القمع في الحرس الثوري للقيام بقمع دموي ضد المنتفضين وبسرعة فكانت (المجزرة الأولى)، وقعت معظم عمليات القتل على الطريق الواقع بين بلدتي الجراحي والكورة باتجاه مدينة معشور.
ولم تتأكد المعلومات حينها عن إحصائيات محددة عن عدد الضحايا الأوليين لإحداث تلك المجزرة المروّعة، لكن التقارير فيما أشارت فقط بالقول إلى مقتل العشرات من المتظاهرين.
بعد ذلك فر من تمكن من المتظاهرون إلى المستنقع المائي الذي كان يحيط بالطريق خوفا من أن تنال البقية إطلاق النار الكثيف من قوات الحرس الثوري الدمويين الذي كان ينطلق من أسلحة الرشاشات الثقيلة!
وفي هذه الأثناء، وصلت أيضًا إلى المكان بعض ناقلات الجند المدرعة التابعة للجيش والحرس الثوري لمحاصرة المنتفضين وتصفيتهم. وعلى الفور تم تطويق المتظاهرين ثم فتحوا نيران رشاشاتهم الثقيلة باتجاه المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل وجرح المئات من الأشخاص، الذين بقوا محاصرين في تلك الزاوية من المستنقع.
في هذا الوقت، كانت اتصالات الإنترنت قد تم تعطيلها متعمدا لساعات من قبل سلطات طهران، لكن خلال يومي 19 و20 نوفمبر 2019، بعد ما انتشرت رائحة الجثث في المدينة، عرف الكثير من الناس أن جريمة كبيرة قد تم ارتكابها في مستنقعات معشور.
لقد كانت الأجواء الأمنية اليرانية شديدة ومسعورة، تفاجأ أهالي المدينة وذوي القتلى الذين ذهبوا ليلا لتفقد أبنائهم، فصدموا بحجم الجريمة المروعة التي لم يتصوروها، فكانت مئات الجثث المتناثرة والمشوّهة تغطي منطقة المستنقع.
وبعد أن عاد النظام الاتصال بالإنترنت، انتشرت المزيد من المعلومات والصور عن الاحتجاجات في مدينة معشور الأحوازية، وأظهرت الصور الملتقطة أن الآليات العسكرية كانت قد أطلقت نيرانها الثقيلة على المنتفضين الفارّين إلى المستنقع بقذائف الهاون والرصاص الحي، وكانت الصرخات ما تزال تعلو من المكان.
تعود الصورة لأحد الضحايا (مجزرة معشور) التي قامت بها قوات الحرس الثوري ضد المنتفضين العرب في منطقة مستنقعات معشور، إذ لم يتم التعرف على جثته نتيجة التشوّه الكبير لجثمانه، ولم يتم التعرف على اسمه.
وبعد لجوء المتظاهرين إلى المستنقعات القريبة من معشور، بدأت قوات من الشرطة القمعية وبمساعدة مدرعات الجيش والحرس الثوري بإطلاق النار على المستنقعات، ومن ثم أشعلت هذه القوات النار في الأخشاب وقصب المستنقعات حتى تحولت الجثث إلى رماد. وبحسب المعلومات المحلية فقد قُتل في هذه الجريمة ما بين 209 إلى 400 شخصا.
وفي وقت لاحق، وكعادة سلطات خامنئي المجرمة، أدّعى كاذبا عضو كبير في الحرس الثوري الإيراني بأن تنظيم داعش هو من قام بالهجوم على هذه المنطقة! وليس قوات الحرس الثوري.