شرفُ الصِّحافةِ أن تظلَّ شريفاً…..
لا تقبلُ التزويرَ والتَّزييفا

لا تكتوي بالنَّار رغمَ سُعارِها…..
لا تَعرفُ التأجيلَ والتَّسويفا

لا تَرتضي سَبْقاً إذا ما لم يكنْ…..
بالصَّدقِ في تَبيانه موصوفاً

لا تشتري ذُلَّ الحياةِ منافقاً….
لتكونَ بين الخائنينَ وصيفاً

تقتاتُ من دمِكَ الحقيقةُ نورَها….
لتزيل ظُلماً قاتماً وكثيفاً

ترنو إليكَ الشمسُ وهْي كسيرةٌ…..
أنْ قدْ رأتْ فيكَ الصمودَ مُطيفاً

يمتاحُ منكَ الصَّبرُ عزَّةَ نفسِه…..
فتراهُ نحوَ الصابرين شغوفاً

يا وائلُ الدَّحدوحُ أبشِرْ إنّهمْ…..
قد قدَّموا في جُرمِهمْ معروفاً

هم أكسبوكَ به الرِّهانَ فحسبُهمْ…..
ذلّاً بأنّك لا تزالُ عنيفاً

وهبوا عُلاكَ شهادةً وشهادةً…..
وشهادةً نقشَتْ سَناكَ حُروفاً

فغدا ثلاثتُهمْ هناك مشاعلاً…..
فوق السحابِ مع النجومِ صُفوفاً

قد نال أهلُك ما رجَوه كرامةً…..
رغمَ الفراقِ بحُرقةٍ محفوفاً

(معليشْ) عزيزي إنّ ربّي قادرٌ…..
فدعِ (الأونرْوا) تندبُ (اليونسيفا)

حسِبوا بأنّك قد تلينُ لقصفِهمْ….
وتعيشُ عن قولِ (الهدى) مكتوفاً

وبأنّ حقَّكَ سوف يغدو باطلاً…..
وربيعَ صدقِكَ قد يصيرُ خريفاً

ما زعزعوا من قِيْدِ صبرِكَ شعرةً…..
بل أورثوكَ صَرامةً ووقوفاً

لم يجرحوا منك الكرامةَ إنَّما……
فضحوا فظاعةَ عُهرِهم مكشوفاً

لم يكشفوا عنهم قناعاً إنَّما…..
كشفوا ضمير العالمين ضعيفاً

يا وائل الدّحدوحُ فاصبرْ واحتسبْ…..
فالصبرُ يُورِثُ أهلَه تشريفاً

والصّابرون أجورُهمْ محفوظةٌ…..
واللهُ خيرٌ حافظاً ولطيفاً