قراءة في كتاب “صفعات في وجه النسويات.. رؤية نقدية على ضوء الشريعة”

باسل المحمد- مدير الأخبار
كثيرة هي المؤلفات التي تصدت لفكرة “النسوية”، من حيث تبيان فسادها، وخطرها على الأسرة والمجتمع، إلى جانب الحديث عن طريقة وصولها وانتشارها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، إلا أن ما يميز هذا كتاب “صفعات في وجه النسويات.. رؤية نقدية على ضوء الشريعة” للكاتب بسام محمد سعيد بنيان، هو اتباعه طريقة مميزة في مواجهة الفكر النسوي تتمثل في كشف التناقضات والانحرافات التي وصلت إليها الحركة النسوية في الغرب وفي البلاد العربية.
يتدرج المؤلف في كتابه من تعريف النسوية لغة واصطلاحاً، ويقسمها إلى عدة مصطلحات منها النسوية العربية والنسوية الإسلامية.
وبعد ذلك يقدم عرض تاريخي لتطور هذا الفكر، وكيف وصل إلى بلادنا من أوروبا في القرن التاسع عشر.
الحركة النسوية، آفة من آفات العصر، بل أخطرها.
وبعد أن انتشر الفكر النسوي بين المسلمين بشكل لم يعد يطاق، وتأثر البعض أو الكثير من الذكور والإناث بهذا الفكر النسوي الممنهج.
ويؤكد الأستاذ بسام أن دافعه لتأليف هذا الكتاب هو انتشار هذا الخطر (وهذه الآفة) أصبح لا بد من مجابهته وبكل قوة، لا بالرفق واللين، فكان (صفعات في وجه النسويات) كرد قوي.. والصفعات، رمزية تغبر عن قوة الرد.
والكتاب: يتضمن الدفاع عن المرأة المسلمة، وتحذيرها من أن تقع ببراثن خصومنا الأعداء، وهو إلى جانب ذلك خطوة (وسيلة) لمحاربة الفكر النسوي من الذكور والإناث.
ومن أبرز القضايا التي يناقشها الكاتب الأهداف التي تسعى إليها النسوية، وهي بحسب الكاتب:
-تقويض الأسرة، وبالتالي المجتمع المسلم بدءاً من تغيير شكل الأسرة، من (ذكر، أنثى) إلى (ذكر، ذكر) أو (أنثى، أنثى)، ثم استبعاد الرجل نهائياً، بهذا التغيير تم تسمية (المثلية) لتلطيف العبارة بينما هي : لواطة أو سحاق.
وبعدها تأتي مرحلة “الجندر”، وهي رغبة واختيار نوعية الجنس، إما أن يكون ذكراً أو أنثى .
-توظيف الدين، وذلك بليْ أعناق النصوص الشرعية، لتصبح صالحة للاستدلال عليها في دعواهم وكتاباتهم، وإذا استعصت هذه النصوص على التفسير والتأويل استبعدوها، وبحثوا عن غيرها.
ويرى الكاتب أنه تم تصدير هذه الحركة إلى بلاد العرب والمسلمين، باستقواء المرأة اقتصاديا وسياسيا وأسريا واجتماعيا، من خلال منظمة الأمم المتحدة.
إلى جانب ذلك طرح الكتاب نماذج من أبناء وبنات جلدتنا، ممن سوّق لهذا الفكر النسوي الممنهج والخطير، الذين أوّلوا النصوص الشرعية تأويلا منحرفاً كي يخدموا هذا الفكر الخطير.
وطرح الكتاب حلولاً منطقية، للحيلولة دون انتشار أسس هذا الفكر الخطير (الوافد القديم بثوب جديد).
كما تعرض الكتاب لما يعرف باتفاقية مؤامرة “سيداو” المدعومة من قبل الحكام والحكومات لتطبيق هذه الحركة، وما تهدف إليه.

الكاتب بسام محمد سعيد بنيان
وركز الكتاب على أن يكون الحل للوقاية من هذا الوافد الخطير مؤسساتي وليس فردي.
إلى جانب ذلك يفرد المؤلف فصلا من كتابه للحديث عن أبرز وجوه النسوية وممثليها في الوطن العربي ويذكر على سبيل المثال اسم الداعية عابدة مؤيد العظم.
ويتكئ المؤلف على النصوص الشريعة أيضا في محاربة هذا الفكر، إذ يكرر النقطة الجوهرية في هذا الموضوع وهي إن في دين الله وشرعه، هناك جنسان فقط (ذكر، أنثى) .. ولا يوجد تصنيف ثالث أبداً.

وفي الختام، يرجو المؤلف أن يكون قد وُفق بهذا الطرح، مع التأكيد على أنه مستمر في طريق محاربة هذا الفكر المدمر للمرأة والعائلة والمجتمع المسلم.
الكتاب يتألف من 126 صفحة من القطع الوسط، وهو من إصدار الدار العالمية للطباعة والنشر.
والمؤلف بسام محمد سعيد بنيان له العديد من المؤلفات الإسلامية والدعوية والتوجيهية، منها:
-خطوة خطوة حتى تفوز بالولد الصالح.
-منهج التفكير الإسلامي.. معايير وضوابط
-التبين في فهم الجزء الثلاثين للناشئة
-ما يسمى الإعجاز العددي في القرآن تكلف واضح وتعسف بيّن