مقالات

“أبو رغال”.. في العراق الجديد

علي الوزني- كاتب عراقي||

في التاريخ الإنساني تعتبر الخيانة جريمة عظمى لما لها من أثر عظيم في خراب الأنفس ودمار الشعوب وتلاشي الحضارات.


وأشهر خيانة في التاريخ العربي والإسلامي كانت في عام الفيل وهي خيانة (أبي رغال) الذي باع الأرض والعرض والمقدسات، هذا الخائن تواطأ مع أبرهة الحبشي الذي أتى ليهدم الكعبة المشرفة حتى لا يجد الناس أمامهم إلا (القليس) وهو بيت من ذهب بناه أبرهة ليقدسه الناس ويحجون إليه، فلم يأتِ إليه أحد وبقيت الكعبة المشرفة مقصد الزيارة للناس جميعًا فاستشاط أبرهة غضبًا، وقرر أن يهدم بيت الله فجهز جيشًا جرارًا ومعه أفيال ضخمة للمساعدة في الهدم، ولكنه لايعرف طبيعة الطرق الصحراوية الوعرة التي توصله إلى مكان الكعبة، فكان لزامًا عليه أن يتخذ دليلًا عالمًا بهذه الأرض. يرافقه ويدلّه على مكان الكعبة المشرفة يكون من أهل المكان، فلم يجد من يعاونه إلا الخائن (أبي رغال) الذي رافقه بالفعل، وعبر به الطرق ودله علي المداخل والمخارج، حتى إذا ما اقترب من مكة وقبل أن يصل للكعبة المشرفة شاء الله أن يمرض الخائن (أبى رغال) ويموت ويدفن.


ولما رد الله أبرهة خائبًا وحمى الله بيته الحرام، ذهب الناس إلى قبر ( أبى رغال )وأخذوا يرجمونه بالحجارة كلما مروا عليه وكانت هذه عادةً العرب مع كل خائن.
والآن يوجد عدد كبير من أحفاد أبو رغال في عراقنا المنكوب، يكملون مافعله جدهم من إشاعة الفتنة وسوء الخلق وهدم الأنسان والأوطان.


من هؤلاء الخونة المارقين من الوطنية والدين كما يمرق السهم من الرمية، الدعي المتداعي خلقًا ونسبًا المدعو (ر.س) الذي امتلأ قلبه وصدره غلاً على كل ما هو أصيل عراقيًا وعربيًا وإسلاميًا، فتغذت جوارحه على هذا الصديد المتقيح فصار أقبح الناس مسلكًا وأسوأهم خلقًا.


وقد وضح ذلك في (نهيقه) مقاله الأخير علي موقع (براثا) الفارسي المجوسي التابع للحرس الثوري الإيراني، إذ أراد (ر.س) حفيد (أبو رغال) أن يفتت وحدتنا ويزهق روح عروبتنا وأن يدنس حضارتنا، حيث يعتبر أن عروبة العراق جريمة، ومسلمي العراق من أهل السنة وصمة.

تابعنا في تويتر


ثكلتك أمك!! فالعراق على مر التاريخ استمد عظمته وأمجاده من عروبة أهله، وزاده الإسلام عظمةً ومجدًا في كل شيء ورحمة الله على هارون الرشيد.
أما الذين ناصبوا العراق العداء طوال تاريخه وحتى الآن محاولين عبر حروب ضارية القضاء عليه فهم أهلك وعشيرتك من الفرس المجوس، وعندما (تنهق) زورًا وبهتانًا وتقول: “إن حكام العراق الحاليين استلموا العراق خرابة”، نقول لك بلسان حال العراقيين الذين (قتلهم الضيم)، ثكلتك أمك!! فالعراق كدولة كان يشار لها بالبنان والتقدير بشهادة الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة، فمؤسسات العراق من حيث الإنشاء والتجهيز والأداء كانت تضاهي مؤسسات الدول الكبرى أو تزيد، في الصحة والتعليم والثقافة والرياضة والصناعة والجيش والشرطة، والسلم والأمن الاجتماعي كل ذلك كانت بلاد الرافدين تتميز بأعلى درجات الجودة والرقي شهدت بها مشاركاتهم في كل المحافل الدولية.


ولما أوتي بكم يا ( أبا رغال) وأسيادكم وملاليكم دمرتم كل شيء ومازلتم تنهبون وتبيعون الأرض والعرض أيها القوادون،
كما استأسدت علينا الضباع والقرود فانتهكت حرماتنا وحدودنا، وتشتت شملنا، وجفت أنهارنا، وذبح علماؤنا.
تحت حكم سادتك وملاليك يا أبا رغال تحولت مؤسساتنا الوطنية العملاقة إلى مسخ وخرابات بإياديكم النجسة الهدامة وعقولكم الفاسدة وقلوبكم الخبيثة.
وآخر جرائمكم المضحكة المبكية، هي تحويل أكبر مصنع في الشرق الاوسط لإنتاج الأسلحة الألية ماركة ( برتا ) الايطالية تابع لهيئة التصنيع العسكري العراقية إلى مصنع لإنتاج (الطرشى) بتعليمات إيرانية.


تحت حكم سادتك وملاليك أوصلتم العراقي المعروف على مر التاريخ بالعزة والكرامة والنخوة، أوصلتموه للمهانة والانكسار والتبعية، حتى جعلتم أراذل ايران من زوار العراق يتباهون ويقولون أن العراقيين طيبين (خوش أوادم) لأنهم يقبلون أحذيتنا ويتمسحون بها.
ثم إننا نعرف لماذا وكيف سولت لك نفسك يا (أبا رغال ) أن تسب العروبة وأهلها، ففاقد الشيء لا يعطيه، فكيف تعطي لخير أمة قدرها وأنت دعي متداعي النسب والدين والهوية الوطنية.
نعلم أنك لا تنسى ما فعله بكم الجيش العراقى الباسل في القادسية الثانية، وأنك لا تنسى أيضًا أن من ذكرتهم من العرب، ولا سيما مصر العربية العظيمة كانوا في خندق واحد وكتف بكتف حتى انتصر العراق على أحد ألد أعداءه وأعداء أمته إلى قيام الساعة، كما وقف رجال العراق في خندق الشرف كتف بكتف مع إخوانهم المصريين والعرب حتى انتصروا على العدو الصهيونى في أكتوبر ١٩٧٣.


وبما أننا جئنا على ذكر (أم الدنيا) مصر الحبيبة، وقد بنيت (نهيقك) كله مدافعًا عن أسيادك وملاليك من طغمة الفساد والجهل، ومستنكرًا حصول شركة مصرية تسمى هورس للسياحة على حكم دولي نهائي يلزم وزارة النقل والخطوط الجوية العراقية بدفع مبلغ يزيد على المليار دولار كتعويض لما لحق بهذه الشركة من خسائر، وما فاتها من كسب.

تابعنا في فيسبوك


فبدل أن تجلس مجلس الأمين الشريف فتلوم وتسب سادتك وملاليك لأنك تعلم أنهم السبب الرئيس في هذه الخسارة، بفضل ذممهم الخربة وعقولهم الفارغة، اخترت (النهيق)، وحتى تعلم أنك وسادتك وملاليك أجرمتم وتجرمون بحق العراق، و سأبين لك من مقالك (نهيقك) حجم الجرم الذي ارتكبته، وهو ترديدك لنعيق الفاسدين في وزارة النقل العراقية.
((إن هذا الحكم باطل لأن الشركة المصرية لم تكن مشهرة عند توقيع العقد))، وإليكم الرد من داخل كلامك.


أولًا: قلت أن الشركة المصرية وقعت العقد مع الحكومة العراقية عام ٢٠٠١، ثم تم توثيق العقد لدى المؤسسات الدولية الرسمية المعنية بهذه العقود.
ثانيًا: قلت أن الشركة المصرية استلمت مقر الخطوط الجوية العراقية في مصر، وبدأت بالاتصال مع شركات السياحة الدولية الكبرى في أنحاء العالم، وعقدت اتفاقيات للتعاون لتفويج السياح على الخطوط الجوية العراقية.
ويكفي هاتان النقطتان لكشف أن سادتك وعشيرتك لا يصلحون للقيادة، ولا يؤتمنون على وطن، لأنهم مثلك ناقصوا عقل ودين.


ألم يعمل عقلك ولو للحظة لتسأل كيف تسمح مؤسسات قانونية دولية رسمية بالتصديق على عقد الشركة المصرية مع الحكومة العراقية؟، إلا إذا كان موقف شركة هورس المصرية القانوني سليمًا تمامًا ، ويتوافق مع القانون الدولي.
ثم كيف تقبل شركات السياحة العالمية أن تبرم عقود بملايين الدولارات مع شركة هورس المصرية، إلا إذا كانت هذه الشركة تتمتع بوضع قانوني ولوجستي يضمن لهم تفعيل هذه العقود، وتحقيق نسب الأرباح المقدرة لها.


ولو كان لدى سادتك الذين نكبوا العراق منذ الاحتلال (الامريكى- الفارسي) مثقال ذرة من عقل أو ضمير، لتمسكوا بوكالة الشركة المصرية، ولو كانت تهمهم مصلحة العراق ما ألغوها من طرف واحد، بل كان عليهم تفعيل العقد والاستفادة القصوى من حجم التعاقدات الضخمة التي أبرمتها شركة هورس المصرية مع شركات السياحة والسفر العالمية، مما يوفر للعراق جملة من الفوائد الكبيرة منها: تشغيل طائرات الخطوط الجوية العراقية بكامل طاقاتها، عمل صيانة وتجديد دوري للمطار وللطائرات بعد سنوات الحصار والحظر، فتح أبواب العراق للسياحة العالمية مما يوفر فرص عمل للعراقيين، وهناك أبعاد إيجابية جدًا على المستوى الثقافي والتجاري كانت ستعود بالنفع الكبير على العراق كدولة وحضارة وعلى حياة العراقيين معيشيًا.


وما يؤكد أن كل ما كنا نتمنى أن يأتي للعراق من خير هو حقيقي وواقعي تمامًا، ليس فقط ثقة في حسابات الشركات الدولية التي رحبت بالتعاون مع الشركة المصرية، ونعلم أن هؤلاء الناس لا يفكرون ولايتحركون إلا بناءً على حسابات دقيقة للمكاسب والخسائر.


لكن ثقة أيضًا في اسم صاحب شركة هورس المصرية السيد عماد السعيد الجلدة، ولو عدنا لتعامل هذا الرجل مع العراقيين أيام الحصار (النفط مقابل الغذاء) ووقتها كان العراق يتعامل مع كل شركات العالم تقريبًا، إلا أن هذا الشاب المصري كان تعامله مختلفًا تمامًا، حيث احتاج العراق بعض السلع الغذائية كانت تطرح على البطاقة التموينية فتفرد هو بتوفير هذه المواد عبر أفرع شركاته المنتشرة وقتها في عدة دول أوروبية بدون أي مقابل وبأسرع وقت.


والسيد عماد السعيد الجلدة ليس رجل أعمال فقط، بل هو سياسي معروف أيضا، وقد استثمر هذا لخدمة العراق وأهله على مستويات عديدة فعلى المستوى الإنساني لم يقم أحد من خارج العراق بزيارة مستشفياتها والتبرع بشحنات من المستلزمات الطبية و الهدايا لأطفال العراق.


وهو أول من كسر شوكة الحصار الجوي والثقافي والرياضي والسياسي على العراقيين من خلال تجسير طائرات على حسابه الخاص حملت وفودًا دينية من علماء الأزهر الشريف جابوا مساجد العراق وإقامة المسابقات بجوائز قيمة طوال شهر رمضان، ومنهم الوفد الثقافي من الفنانين والكتاب والصحفيين شاركوا العراقيين معاناتهم ونقلوها لكل العالم،
ومنها الوفد الرياضي الذي حمل منتخب مصر وتم إقامة مباريات مشتركة بينه وبين شقيقه العراقي، إضافة إلى الوفد السياسي الذي حمل كل رموز السياسة في مصر والعالم.


لهذا أطلقت الصحافة العراقية عليه وقتها سفير المحبة بين وادي النيل ووادي دجلة والفرات.
رجل الأعمال والسياسي المصري وصاحب شركة هورس المصرية السيد عماد السعيد الجلدة، كان يستطيع استثمار حجم السياحة في مصر التي وصلت لـ١٢ مليون سائح، ووضع برامج سياحية لزيارة العراق بالتعاون مع شركاءه حول العالم،
وكان يستطيع بالتعاون مع الشركات العالمية أيضا تحديث الأسطول الجوي العراقي ليعود الطائر الأخضر بهيًا قويًا محلقًا باسم العراق في سماء العالم، بدلًا من غربان عمار الحكيم (فلاي بغداد).


ولكن في ظل حكم عمائم الملالي هيهات هيهات أن يرحموا العراق، فهؤلاء لا هم لهم إلا جمع المال الحرام ولوكان بأحطّ أساليب الخيانة والعه .
لقد دمروا البلاد والعباد، وحل الخراب، وساقوا العراق وأهله إلى نار المجوس زمرا.
والأكثر قبحًا وأعظم جرمًا هو ادعائهم ظلمًا وكذبًا وافتراءاً انتسابهم لحضرة آل البيت الطيبين الأطهار -سلام الله عليهم- الذين هم منهم براء وهم خصمهم يوم القيامة، يوم لا يستوي الخبيث والطيب.


ألا لعنة الله على أبي رغال الخائن واحفاده في كل زمان ومكان.
وأنتم يا رجال العراق النجباء الشرفاء.. لا تيأسوا من روح الله فنصره للعراق وأهله على هذه الطغمة الظالمة قريب جدًا. يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله… ويومئذ يرجم العراقيون أبا رغال العراق وأسياده وملاليه حيثما وجدوهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى