مقالات

جريمة التطبيع لحساب من ؟

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

تعاني أمتنا أخطر هجمة ،تستهدف بنيتها ومقدساتها ،بما يطلق عليه ( عملية التطبيع ) بين ما يطلق عليه ( دولة إسرائيل ) وحكومات يطلق عليها ( دول أو إمارات …عربية ) ، وذلك على إثر فوز دونالد ترامب بمنصب رئيس للولايات المتحدة الأمريكية ، واطلاقه مشروع ماسمي ( الابراهيمية ) ،والذي في اعتقادي ما هو إلا امتدادا للحروب الصليبية التي اتخذت بعد زرع الكيان الصهيوني في فلسطين طابعاً عقديًا خفيًا يهدف لتدمير بنية الأمة ،عن طريق خداعها بدين ابراهيم عليه السلام ، وهو ما لقي تجاوبا كبيرًا من إمارة ابن زايد ، حيث قام على الفور ببناء مكان واحد لعبادة المسلمين والنصارى واليهود ،في خطوة لزعزعة عقيدة أمة الاسلام ،وكان قبل ذلك قد بنى معبدًا للهندوس مع صنم . و ما لبث ابن زايد أن رحب بالصهاينة، وأقام معهم علاقات مفتوحة ضاربًا عرض الحائط بالمقدسات الاسلامية وبحقوق شعبنا في فلسطين تحت شعار التطبيع . والتطبيع بالإنجليزية( Anormalization) ، أي من يطبع، يصنع ( Anarmalaize) أي علاقات طبيعية . وتطبيع العلاقات مصطلح سياسي يشير إلى جعل العلاقات ( طبيعية) ، بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان ، حيث تعود العلاقات طبيعية وكأنه لم يكن هناك خلاف أو قطيعة سابقة. وهنا يكمن الخطر ، فالتطبيع الذي جرى بين إمارة ابن زايد و البحرين ومملكة المغرب هو مع ما يطلق عليه ( دولة اسرائيل ) التي وجدت بقوة الدول التي ربحت الحرب على دول المحور ( المانيا وإيطاليا واليابان ) ، والتي سيطرت على منظمة الأمم المتحدة باعتبارها تقود مجلس الأمن القوة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة . ومعلوم أن منظمة الأمم المتحدة حلت محل عصبة الأمم التي فشلت بقيادة العالم ، وأن النظام الذي أنشئت بموجبة المنظمة الدولية ، إنما هو ما أطلق غليه ( ميثاق الأمم المتحدة ) بمعنى النظام او الدستور الذي تسير عليه هذه المنظمة .

لوعدنا إلى ميثاق الأمم المتحدة هذا وفتشنا بين طياته لما وجدنا أي نص يسمح للمنظمة الدولية بمصادرة أراضي شعب واعطائه لشعب أو فئة أخرى ، وبالتالي فإن قرار منظمة الأمم المتحدة بأخذ قطعة من فلسطين ( والتي هي آصلا جزء من بلاد الشام قبل ساكس بيكو )، وإعطاء هذه القطعة إلى يهود منتشرين في ساير بقاع الأرض ليشكلوا لهم فيها دولة باسم ( إسرائيل) ، أقول :بأن هذا القرار قد صدر من جهة لا تملك إصداره أصلاً نوبالتالي فهو قرار معدوم من الناحية القانونية نجم عن هذا القرار تهجير لقسم من شعبنا الفلسطيني ، بقوة إرهاب عصابات صهيونية من أمثال ، هاغانا ، وشتيرن وسواها والمذابح التي ارتكبت من قبل المنظمات الصهيونية ، والعسكريين الذين كانوا يخدمون في بداية تأسيس هذا الكيان ، وبالتالي فجريمة تهجير الفلسطينيين من بلادهم هي جريمة مستمرة حتى الآن، ولا تسقط بالتقادم ، وتتحمل منظمة الأمم المتحدة المسؤولية الأولى عنها فضلا عن الكيان المخلوق وكذلك الدول التي تدعمه وتمنع أهل البلاد من العودة إليها .

ثم أن التوصيف للمنظمة الدولية ( الأمم المتحدة ) بموجب ميثاقها هي منظمة علمانية ، وإنشاء دولة دينية يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة . ولو فرضنا جدلا بصحة قرار الأمم المتحدة بإنشاء كيان اسرائيل ، فان المنظمة أعطت هذا الكيان قطعة محددة من فلسطين وخصصت الفلسطينيين بالقسم الآخر ، وبالتالي فان الأراضي التي احتلتها اسرائيل بعد عام ١٩٤٨ وحتى الآن تعتبر أراض محتلة في القانون الدولي ، وقد أصدر مجلس الأمن العديد من القرارات بإلزام هذا الكيان بالانسحاب من الأراضي المحتلة ، وطبعا لم تجد هذه القرارات طريقها للتنفيذ بسبب الدعم الدولي غير المحدود لكيان الارهاب في فلسطين ، وجميع الأراضي التي احتلت وخاصة عام ١٩٦٧ العام الذي وقعت فيه مؤامرة تسليم الجولان لكيان الصهاينة وخسارة الجبهة المصرية ، وقسم كبير من فلسطين ، جميع هذه الأراضي هي أراض محتلة يحق للفلسطينيين الدفاع عنها بكافة وسائل الدفاع ومنها استعمال القوه ، حتى بمواجهة المدنيين الذين جاؤوا مع الاحتلال ، كل ذلك وفق معاهدات جنيف الأربعة. وأعود الآن لهذه الهجمة التطبيعية التي لا تشمل فقط الكيان الصهيوني الغاصب وانما تشمل أيضا خدمة لهذا الكيان ، تشمل أكثر العصابات الحاكمة في العالم اجراما ، هي عصابة الآسد في سورية والتي تلقى الدعم العربي والدولي ، خدمة لأمن وسلامة ، المدللة ( اسرائيل ) واحتفاظها بالجولان المحتل !؟ وهكذا يكون من طبع مع كيان الصهاينة في فلسطين ومن يهيئ نفسه للتطبيع يكون قد ارتكب جرما يتناقض مع ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعونا للجهاد لإسترداد مافقدناه من أرض المسلمين ، وكذلك جريمة شرعنة إنشاء الكيان الإسرائيلي في فلسطين ، واكساء قرار منظمة الأمم المتحدة بذلك صفة الشرعية وكذلك احتلال الأرض الإسلامية .
والسؤال لحساب من هذه الجريمة ؟هذه خلاصة للقضية الفلسطينية وللمشاريع الصهيونية التي تنفذ بأياد أسمها ( عربية ) أو مسلمة ، لا أستطيع أن أسميها ، وأنصح من سيذهب إلى التطبيع أن ينزع عن نفسه هذين الأمرين ( العروبة والاسلام ) والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى