تقارير

الإمارات تصعد من لهجتها تجاه الأسد: يجب معالجة قضايا اللاجئين والكبتاغون

فريق التحرير |

قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، إن عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية هو قرار صائب، لكن “في المقابل لا بد أن نرى من دمشق توجهاً لمعالجات قضايا تهم جيرانها كاللاجئين والكبتاغون”.

وأضاف المستشار الإماراتي إن القرار الاستراتيجي العربي بعودة سوريا إلى محيطها هو قرار صائب، مشيرًا إلى أن الإمارات كان لها “باع كبير” في إعادة سوريا إلى الحاضنة العربية.
وأوضح قرقاش خلال كلمة بجلسة “المنطقة العربية: السيناريو والمستقبل” في منتدى “الإعلام العربي” اليوم، الأربعاء 27 من أيلول، أن إعادة سوريا هي بداية إعادة الدور العربي إلى سوريا، بحسب ما نقلته صحيفة “العين” الإماراتية.
وأشار إلى أن القرار السوري يحتاج إلى دعم من القرار العربي، لكن في المقابل يجب أن تظهر سوريا توجهًا لمعالجة بعض القضايا، وهذا لن يكون إلا بدور وقرار عربي.
المستشار الإماراتي قال، إنه “ليس هناك حل سحري، لكنها مسألة مؤسسات وممارسات”، وإن الدور العربي لن يكون فاعلًا على نحو مفاجئ، بل يحتاج إلى وقت.

تابعنا في تويتر

نظام الأسد يخيب آمال العرب
وخلال الأيام الماضية، تعالت الأصوات العربية الناقدة للنظام السوري، لعدم تجاوبه مع الملفات التي حملتها المبادرة العربية لإعادة تطبيع العلاقات، وفي مقدمتها مكافحة تهريب الكبتاغون وصناعته، وعودة اللاجئين، والانخراط في الحل السياسي.
الأسبوع الماضي، أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن شكوكه مما إذا كان رئيس النظام السوري بشار الأسد مسؤولاً بشكل كامل عن البلاد، وذلك في ضوء”المشكلة الكبرى” المتمثلة في تهريب المخدرات والأسلحة إلى الأردن.
وقبلها بأيام، قالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية إن النظام السوري لم يقدّم التسهيلات الأمنية والسياسية المطلوبة لوقف تصدير الممنوعات، وعلى رأسها الكبتاغون، إلى دول الجوار من جهة، وامتناعه عن التجاوب مع المتطلبات المؤدية للانتقال بدمشق تدريجياً إلى مرحلة الدخول في الحل السياسي لإنهاء الحرب في سوريا.
وأوضحت أن النظام يسعى باستمرار إلى رمي مسؤولية عدم استقباله للاجئين على عاتق المجتمع الدولي، بذريعة عدم تجاوبه مع دعوته للمساهمة في إعمار سوريا.


تجميد عربي للاتصالات مع الأسد
وكانت وكالة “نوفوستي” الروسية للأنباء نقلت الأحد الماضي عمن سمّته “مصدراً مطلعاً”، أن اللجنة الخاصة التابعة لجامعة الدول العربية المعنية بالملف السوري “جمّدت اتصالاتها مع ممثلي الحكومة السورية”، زاعماً أن التجميد سببه “الضغط المباشر من الولايات المتحدة”. وأشار المصدر إلى أن “خطط الدعم المالي لسورية وإعادة إعمارها بعد الحرب تعرقلت بشكل كبير بسبب العقوبات الأميركية، وتحديداً “قانون قيصر” المعتمد عام 2020.
إلا أن المعطيات السياسية تؤكد أن تعنّت النظام ورفضه التعاطي الإيجابي مع المبادرة العربية تجاهه، والتي أُطلقت في مايو/ أيار الماضي، تقف وراء تعثر الخطوات العربية.

تابعنا في تويتر


علاقة متينة بين نظام الأسد والإمارات
و حافظت الإمارات على علاقةٍ مفتوحة نسبياً مع دمشق حتى في أوج الحرب، مع رحلاتٍ جوية منتظمة توفر ملاذاً آمناً نادراً لدائرة الأسد الداخلية. كما صارت الدولة الخليجية بمثابة محل الإقامة شبه الدائم لشقيقة الأسد بعد اغتيال زوجها، آصف شوكت
في غضون ذلك، عزَّزت أبو ظبي تفاعلها الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي مع النظام السوري، وبدأ ذلك بإعادة فتح سفارتها في دمشق عام 2018 للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة، وقد خرج “أنور قرقاش”، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي آنذاك قائلا إن قرار العودة “إلى العمل السياسي والدبلوماسي في دمشق جاء نتيجة قراءة متأنية للتطورات، وإن إعادة تفعيل الدور العربي كان ضروريا بسبب التعدي الإيراني والتركي على سوريا”.
هذا وأعلنت الخطوط الجوية السورية في أواخر يونيو/حزيران الماضي عن استئناف رحلاتها المباشرة إلى دبي، كما عجَّلت أبو ظبي لتقديم مساعدات لمناطق النظام إبّان ذورة جائحة كورونا، إذ تدهورت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في أرجاء سوريا بسبب “كوفيد-19”.
وفي مطلع مارس/آذار 2022، زار حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم معرض سوريا في إكسبو وكتب من هناك تغريدةً عن أهمية سوريا بالنسبة للعالم العربي والحضارة، مؤكداً على ضرورة حمايتها. وفي مذكراته، كتب الشيخ محمد عن إعجابه بـ”الشاب بشار الأسد ورغبته في بناء سوريا”. كما سلط الضوء على “أهمية سوريا بالنسبة للعرب أجمعين”، بحسب ما نقله تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.

تابعنا في فيسبوك


كانت زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات وفي آذار من هذا العام، 15وبالتزامن مع ذكرى الثورة السورية تعتبر أول زيارة لدولة عربية منذ بدء الثورة ضد النظام قبل نحو 11 عاماً، وهي أحدث حلقة في سلسلة مبادرات دبلوماسية تقودها الإمارات، لإحياء عدد من الدول العربية علاقاتها مع الأسد رغم الرفض الأمريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى