فضائح الانقلاب من زامبيا إلى نيوجرسي

النظام الانقلابي المصري، نظام “مسجل خط” يمارس أعمال البلطجة واللصوصية فى الداخل والخارج دون رادع، وقد كان اللصوص فى الماضي يتمتعون ببعض الأخلاق التى اشتهرت عنهم وبعض هؤلاء اللصوص كان يفخر بأنه لم يسرق جارا ولا فقيرا ولا امرأة، وأنه كان صادق الوعد راعيا للعهد، وكان منهم من يردد بأن اللص أحسن حالا من الحاكم المرتشي والقاضي الذي يأكل أموال اليتامى والتاجر الذي لا يؤدي زكاة أمواله للفقراء والمساكين.
لكن هذا النظام الفاشل الفاسد لم يراع حتّى أخلاق اللصوص. فبعد فضيحة طائرة الكنز التي تم التحفظ عليها فى زامبيا قبل ثلاثة أسابيع وعليها كميات من السبائك الذهبية والأسلحة والذخيرة كشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، في تقرير لها نشرته أول أمس الجمعة قالت فيه: إن مسؤولين بوزارة العدل الأمريكية قالوا: إنه تم توجيه تهماً بالرشوة إلى السيناتور الديمقراطي”روبرت مينينديز”وزوجته، “نادين أرسلانيان” بسبب تورطه في مخطط فاسد يشمل سبائك ذهب، ومبالغ كبيرة من النقود، واستخدام منصبه لمساعدة دولة أجنبية بصورةٍ سرية، بالإشارة إلى مصر.
حيث قام مسؤولون مصريّون في سنة 2018 بطلب تدخل السيناتور الأمريكي بشأن وضع المساعدات العسكرية الأمريكية.
وبالطبع فإن هذه المساعدات تعود إلى الأمريكان فى صورة رشاوى وسبائك ذهبية ودولارات والسم أنها معونة أمريكية للشعب المصري!
وقال مسؤولون إنه من المقررأن يمثُل السيناتورأمام محكمة (مانهاتن) يوم الأربعاء القادم.
ووجّهت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهامات إلى السيناتور الديمقراطي “بوب مينينديز”، وزوجته بـ “الفساد والرشوة مقابل خدمات غير مشروعة للسلطات المصرية و3 رجال أعمال آخرين هم:
وائل حنا: صاحب شركة لإصدار شهادات الأغذية الحلال، وفريد دعيبس: وهو مستثمر عقاري في نيوجيرسي، وخوسيه أوريبي: رجل أعمال، شاركوا “مينينديز” في أعمال الفساد.
ووفق لائحة الاتهام، “عُثرعلى أموال نقدية بمئات آلاف الدولارات وسبائك ذهبية في منزل مينينديز، وأشارت إلى أن الرشاوى شملت الذهب والنقود وأقساط الرهن العقاري، وسيارة فاخرة”.
وقال ممثلو الإدعاء، إن حنا أدرج نادين مينينديز وزوجته في المقابل على جدول رواتب شركته.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية حجبت 195 مليون دولار في عام 2017، وألغت مساعدات إضافيةً قدرها 65.7 مليون دولار حتى يطرأ تحسن في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر.
وقال ممثلو الادعاء: إن مينينديز أخبر حنا في اجتماع عام 2018 بمعلومات سرية حول وضع المساعدات. وذكرت لائحة الاتهام المنشورة، أن حنا أرسل رسالة نصية إلى مسؤول مصري مفادها أنه “رُفع الحظر على الأسلحة الصغيرة والذخائر إلى مصر”.
وأن الحكومة المصرية منحت في عام 2019، إحدى شركات حنا ترخيصاً حصرياً لتصديرالأغذية الحلال من الولايات المتحدة إلى مصر على الرغم من افتقارها إلى الخبرة في شهادات الأغذية الحلال واستخدم حنا عوائد تلك الصادرات لدفع الرشاوي بحسب لائحة الاتهام.
وكانت تقارير إعلامية أمريكية ذكرت بأن وائل حنا كان يورد “حلال ميت” لمصر بناء على تعليمات من متنفذين فى حكومة الانقلاب لمنع أى شركة أخرى أو مؤسسة من استيراد اللحوم ولاحظت المباحث الفيدرالية الأمريكية أن وائل حنا لاعلاقة له باللحوم أوتجارتها ومع ذلك يصدراللحوم منذ أربع سنوات، ويا بخت من كان النقيب عمه!
كما كشف ممثلو الادعاء طلب مينينديز من مسؤول بوزارة الزراعة الأمريكية السماح للشركة بالاحتفاظ بوضعها. ولم يمتثل المسؤول لمطالب مينينديز و تدخله الغير قانوني.
واتهم الادعاء العام السيناتور مينينديز وزوجته بـ”تلقّى رشاوى من رجال الأعمال الثلاثة مقابل خدمات غير مستحقة لهم ومساعدة السلطات المصرية عبر تقديم مسؤولين مصريين عسكريين واستخباريين ودبلوماسيين للسيناتور مينينديز، ونقل معلومات عن مساعدات واشنطن للقاهرة، وعن موظفي سفارتها بالبلد العربي”.
وقال مكتب المدعي العام في مانهاتن: إن مينينديزتلقى مئات الآلاف من الدولارات في صورة أموال وسبائك ذهبية مقابل استخدام سلطته ونفوذه كعضو بارز في مجلس الشيوخ يمثل ولاية نيوجير من أجل مساعدة الحكومة المصرية والتدخل في تحقيقات تجريها سلطات إنفاذ القانون مع رجال الأعمال.
اقرأ: عقود إيرانية لاستثمار النفط في البوكمال وحمص
والتقى”روبرت مينبديز” المتهم بتلقي رشى من عباس كامل- مدير مخابرات الانقلاب في واشنطن على عشاء خاص في أحد فنادق واشنطن وسلمه مقالة تتضمن أسئلة المشرعين المتوقعة بشأن مرور طائرتين سعوديتين أقلتا فريق اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي بالقاهرة من أجل أن يستعد للإجابة على هذه الأسئلة في لقائاته بالمشرعين في اليوم التالي، وقد تلقى مينيديز سبائك ذهب من رجل الأعمال المصري وائل حنا بعد يومين من هذا اللقاء وفق لائحة الاتهام التي أعلنت الجمعة (وإشارات إلى كامل بالمسؤول الاستخباري المصري رقم 5).
وتضمنت لائحة الاتهام صورة لسبائك ذهبية ضبطها المحققون في منزل مينينديز بالإضافة إلى مظاريف مليئة بالنقود عُثر عليها داخل سترات تحمل اسم مينينديز ومعلقة في خزانته. وقال ممثلو الادعاء: إنهم عثروا على أكثر من 480 ألف دولار نقدا في منزله.
وكان الحقوقي المصري ومدير المبادرة المصرية حسام بهجت كشف عن خطأ بسيط وغير متوقع ارتكبه السيناتور رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي روبرت منينديز أوقع به ودفع الأجهزة الفيدرالية لاقتحام منزله والعثور على سبائك ذهبية و مئات الآلاف من الدولارات وبالتالي توجيه لائحة اتهام رسمية له بتسريب معلومات حساسة للنظام المصري والدفاع عنه داخل الكونجرس.
ونشر الحقوقي حُسام بهجت صورة من لائحة الاتهام الموجهة لروبرت منينديزـ والتي كشفت أنه فورعودته هُو و زوجته نادين أرسلانيان من زيارة لمصر في ١٧ أكتوبر ٢٠٢١ دخل على موقع“جوجل ”وسأل: “كم يساوي كيلو الذهب؟”، ليثير شكوك المحققين ويقوموا بتفتيش منزله على الفور ليجدوا السبائك الذهبية.
نظام فاسد لا يعنيه إلا البقاء فى السلطة بالرشاوى ورعاية البلطجية، من زامبيا إلى أمريكا، وهذه نتيجة طبيعية للاستبداد والفساد ورعاية الفاسدين.
المستبد امثال السيسي وبشار يسعى لدمار بلاده وافقارها وتشريد أهلها في سبيل البقاء على كرسي الحكم لكل ظالم نهاية