مصر بين القدر والقدرة

إن الظلم الذى يلاقيه الكرام الأحرار فى مصر الإنقلاب بل في كل انحاء العالم هو جزء من منظومة الظلم التي تدير العالم ضد كل ما هو قيمي، خاصة ما يستند إلى الإسلام بالقتل والاعتقال تارة وبإثارة الفتن وافتعال الحروب وابتزاز الحكام تارة أخرى وبالحصار والتضييق تارة ثالثة، وسيبقى العار الأكبر من نصيب حكام ونخبة هذه الأمة فى هذا العصر بأفعالهم الايجابية لتمزيق الشعوب، وامتصاص ثرواتهم وإهدار دمائهم وإهانة كرامتهم ومن نصيب الشعوب ذلك بصمتهم على ما يحدث أو تبريرهم لجرائم حكامهم الخونة خوفا أو ضعفا، ولا حل لكل المظلومين إلا بعودة الثقة ، النفس ومحاصرة الخونة بين جنباتهم وأنفسهم واليقين بنصر الله ماداموا أهلا لهذا النصر ” وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم”..
إن ما يحدث في مصر لايمكن فصله عما يحدث بالعالم من حولنا فمن يحكمنا ليس حرا ولا كريما ولا شجاعا ولا شريفا ولا صادقا، والمراد أن تنتشر تلك الصفات المعلولة بين كل الشعب بشكل قهرى تتعاون فيه مؤسسات الدولة للأسف الشديد في التعليم والثقافة والفن والإعلام وتترجمه مؤسسات أخرى مثل الصحة والتموين والكهرباء والإدارة المحلية والمواصلات وغيرها تحت شعار (ودت الزانية لو زنت كل النساء).
وتتدخل القوة الخشنة جيش وشرطة إذا ظهر من يرفض أو يعارض عمل هذه المنظومة كما رسم لها، أو إذا تعالي صوت من يقاوم ويحرض فقط علي الصبر والصمود وحسن الخلق والتوجه إلى الله أو من يطالب بالاهتمام بحق الشعب فى حريته وثروته وسلطته الحقيقية فسوف يتكفل به القضاء المسيس، والذي خان أمانة حمل العدالة لكل شعب مصر.
إن المظالم التي تحدث فى مصر وضحاياها لمن أيدوا ورقصوا علي دماء الأبرياء ودافعوا عن أفعال سلطات الانقلاب منذ يوليو 2013 هي إثبات لحقيقة “من أعان ظالما سلطه الله عليه”، وأن دماء الأبرياء لعنة تصيب كل من شارك فى إهدارها وبرر لها وشجع عليها وصمت عنها ” إن ربك لبالمرصاد ” فاعلموا أن الله مع المتقين ومع الصابرين ومع الصادقين وأن مع العسر يسرين، أما الشهداء وقافلة الشهداء التى لا تنتهى فهي تمام الأداء وفسحة المجاهدين وجزاء الصابرين فلا حزن إلا لفراقهم ونسأل الله أن نلحق بهم فى جنات النعيم.
#ثقوا_بأنفسكم_تقهروا_عدوكم