غير مصنفمقالات

كتب عليكم القتال أم القتل؟

الكاتب: مبارك المطوع

نائب رئيس اتحاد الحقوقيين الدولي
عرض مقالات الكاتب

امتاز الإسلام بوضوح المفاهيم، ودقّة المصطلحات، ففي الوقت الذي شرّع فيه حق الدفاع عن النفس، ومقاتلة العدو الصائل، فإنه منع الاعتداء وإزهاق الأرواح ظلمًا، وعندما ننظر لما يجري حولنا في أرجاء أمتنا العربية والإسلامية من قتل وقتال ودمار، ونقرأ كتاب الله ونتلو آياته و أحكامه نجد كثيرًا من الآيات مفهومة لعامة الناس وخاصتهم لا تحتاج  إلى تفصيل، فخاطبكم بقوله سبحانه (كُتب عليكم القتال وهو كره لكم) والخطاب لمن آمن بالله.

إذًا؛ هو أمر مكتوب أي مفروض ومقرر، بل أكثر أنه أمر محتوم، أو أننا سوف نلاقيه ولو تحاشيناه، فهو كالموت مهما تفرون منه فإنه ملاقيكم.

فالقتال أو الموت مرتبطان، لكن قد يكون باختيارك أو الإقبال عليه رغمًا عنك، ولما كُتب أصبح فرضًا عليك كالصلاة والزكاة والصوم والحج، ولن تعفى منه سواء كنت عاجزًا كشلل أو تعاني إعاقة أو مرض.. إلخ

تابعنا في فيسبوك

وهنا نجد هذه الصفات في كل من يتحاشى ويفر من القتال، كمن يتهرب من التجنيد الإجباري بطرق احتيالية، والأمر الذي لا يدركه هؤلاء، أنه بالرغم من كل هذه الوسائل من التهرب والذرائع، وخشية الموت لا يؤخر من أجلهم ساعة، وأن الذي يفرّون منه فإنه ملاقيهم.

لذلك؛ نجد أن كثيرًا من البلدان والدول التي عطّلت هذا الحكم يكثر فيها الموت بطرق أخرى، إما من التخمة في الأكل أو زيادة الوزن أو الفقر أو الأمراض عامة، حتى أصبح الكثيرون  يلجؤون للمخدرات والأدوية على أمل التخلص مما هم فيه من مصائب.

و لو دققنا في حياة هذه الدول؛ لرأينا أن حيواتهم اقتصرت على اللهو والطعام و الشراب لا أكثر، ولو أمعنا النظر في الإحصائيات لوجدنا أن من يموت منهم أكثر ممن يموتون في الحروب، هؤلاء غرهم حبّ الدنيا، وطول الأمل والخوف من الموت ومن لقاء الله والسعي لتأجيله!.

وما دام أن الموت مقرر ومحتم ،والقتال مكتوب، فإنك ستلقاه سواء رضيت أم أبيت أقدمت أم هربت ،منعت منه أم سمح لك لن يفيدك في إطالة أجلك

تابعنا في تويتر

لكن ما يستغرب اليوم؛ أن كل الدول التي امتنعت عن المواجهة للعدو الأزلي الذي اغتصب أرض الأمة، ودنّس المسجد الأقصى، وعاث في الأرض دمارًا وفسادًا، أضحت تتسابق للصلح و السلام معه، وباتت المشاريع  عليه تترى، وهو يرفض! لا بل يذكي نار الحروب في كل أرجاء بلادنا، وبذلك نكون قد طبقنا أمر الله في القتال، لكن وللأسف بين بعضنا بعضًا تحت ما يسمى مكافحة الإرهاب فبات يضرب البريء المسلم قبل غيره.

وهكذا فقد كتب القتل والقتال ولكم حرية الاختيار، لكن كان لا بد من الاختيار قبل فوات الأوان حيث بتنا نرى حال هذه الأمة، وقد أصبحت أضحوكة لعدوهم الذي يحرش بينهم ويظهر على أنه صديق، فيمدهم بالسلاح بالمليارات ليقتلوا بعضهم بعضًا بعد أن استطاع أن ينسينا أمر الله بقتال العدو لهذه الأمة وأشغلنا بأنفسنا.

اقرأ: السويداء.. إلى أين، و ماذا بعد؟

بات لزامًا علينا اليوم وأولى بنا ثم أولى أن نعود لكلام الله عز و جل قولاً و عملاً، وعلينا الأخذ برأي علماء الأمة و حكمائها، فنحن اليوم حرّفنا كلام الله، وأصبح بدلاً من “كتب عليكم القتال” إلى “القتل” ومن يراجع الحروب الماضية، وبالذات حرب الخليج الأولى (العراق_إيران) والثانية غزو الكويت، يجد أنه قد قتل فيها ملايين البشر، وخسرت الأمة بسببها المليارات، ولا تزال نار القتل مشتعلة، وتتوسع بدليل الحرب العالمية العربية القائمة الآن (عالمية باشتراك معظم دول العالم).

و في الختام، نقول: ما مصير شعوب الأمة وجيوشها القتل أم القتال، ونحن لا نزال نرى قتلهم لبعضهم والعدو يتفرج مسرورًا، وينهب أموالهم، وهم يساقون للقتل، فإلى متى؟!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى