ثقافة وأدب

كيف تُقوي أسلوبك اللغوي؟

عبد الرحمن قارف

كاتب جزائري
عرض مقالات الكاتب

الحمد لله رب العالمين، وبعد..

فإنَّ مما تُعانيه الساحة العلمية والأدبية العربية في هذا الزمن ندرة مَن يكتبون بالأساليب الإنشائية العالية، ويستورِدون الصور البيانية السامية، ويستحضرون التراكيب البلاغية المتلالية، احتذاءً حذوَ كُتَّاب العربية الفحول، وأمراء بيانها الكِبار ذوي أعظمِ الدواوين والآثار، فصرنا نقرأُ نصوصا باهتة جامدة ليس فيها ما يهتزُّ له القلبُ ويستيقظ به الفِكرُ، يكتبُها مَن يظنون أنفُسَهم أهلَ الأدب، ولم يعلموا أنَّ هذا مما تستحي منه العرب، ولا يستسيغه قارئ ذو حظٍّ قليلٍ مِن الأدب. وعلى هذا سار أكثرُ الكُتاب في شتى الفنون والعلوم، ونشأت أجيالٌ بأكملها على قراءتها، فانحطَّ مستوى البيان لديها تبعًا لانحطاط مستوى اللسان، فلا بلاغة في الإنشاء كما لا فصاحة في الكلام، وإذا كُنا لا نتسامحُ -مِن باب أولى- مع مَن يتصدَّرون بمثل تلك الأساليب الضعيفة الساحةَ الأدبية العربية، فإننا بعد هذا لا نتسامح مع غيرهم مِن أصناف الكُتَّاب، وإن كان أدعياء الأدبِ أحقُّ بالتقريع وأحرى بالتوبيخ؛ لأنهم ركبوا أمواجًا لا يُحسنونَ خوضَها فضلا عن إتقان ركوبها، وتقحَّموا ميادينَ لا يعرفون معالِمَها، وولَجوا معامِلَ ليس لهم أدوات تبلُغ بهم فيها طائلا.

وليت شعري: مَن ذا الذي يكتُبُ في التاريخ والأدب والشعر مِن المعاصرين كما كان يكتُب ابن خلِّكان وأشباهه، أو ابن حزم وأشباهه، فضلا عن أشباه ابن خلدون والمقري والصفدي؟!.. اللهم إلا القليل جدا!

ومَن ذا الذي يكتُب في الفقه والتفسير والطب والفلك والهندسة والطبيعة والجغرافيا والفلسفة مِن المعاصرين كما كان يكتُب علماء الأمة في زمنَيْها الأول والأوسط دون الأخير؟!.. اللهم إلا النزر اليسير!

وبعد هذه التوطئة القصيرة التي قصدتُ منها لفتَ نظرَ الكاتِب المسلم الصاعد إلى واقع الكتابة العربية المؤسف اليوم، دعونا نأخذ بيد هذا الكاتب الذي يحمِلُ همَّ السُّمُـو بقلمه إلى ما كانت عليه أقلامُ الأدباء الفحول، قديما وحديثا، ليستمتِع هو بالكتابة استمتاعَ القارئ بالقراءة بعد أن يُسطِّرَ نصوصا لوحاتُ البيان فيها غيرُ منزورة، وسلامة اللغة فيها غيرُ مهجورة، وهذا ما سنرسُم له الطريقَ إليه بإذن ربِّ العرب.

أولا: قراءة القرآن الكريم والحديث الشريف

فالقرآن الموحى به إلى نبينا صلى الله عليه وسلَّم هو كلامُ الله المُعجِز للبشر، وقد أنزِلَ بلسانٍ عربي مُبين لا لحنَ فيه ولا زلل، ولا نقص فيه ولا خلل، والكلامُ في إعجازه البلاغي الدامِغ و منطقه اللغوي البالغ اضطلع به عددٌ مِن علماء البيان واللغة قديما وحديثا، ونحن نُحيل القارئ في هذا إلى كتاب تاريخ آداب العرب لجاحظ هذا العصر، الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي رحمه الله.

أما الحديث النبوي فهو الوجهُ الثاني للوحي الإلهي، وهو دونَ القرآن منزلةً، ولكنه يشترك معه في الإعجاز والبلاغة دون أن يُماثِلَه فيهما، وقد كان صاحبها عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم أفصحَ مَن تكلَّم، وأبلغَ مَن نطق، وقد قال الجاحظ: “لَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ بِكَلَامٍ قَطُّ أعَمّ نَفْعًا وَلَا أصْدَق لفْظًا، وَلا أعْدَل وزنًا، وَلا أجمَل مَذْهبًا، وَلَا أكْرَم مَطلبًا، وَلَا أحْسَن مَوْقِعًا، وَلَا أَسْهَل مَخرَجًا، وَلَا أفْصَح عَنْ مَعْنَاه، وَلَا أبْيَنَ عَنْ فَحْوَاه، مِنْ كَلَامِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”. هذا ومَن أراد إدراكَ قيمة الحديث النبوي ِمن الناحية اللغوية فليرجع إلى كتاب الرافعي المذكور آنفا.

ولذلك ما على الكاتب الصاعد إلا أن يتدبَّرَ طويلا ملِيًّا في وحيَيْ الله تعالى؛ القرآن والحديث، فيبتدئ في هذا بحفظ ما يستطيعُه مِن الآيات والأحاديث، ويتأمَّل في كل ما يقرؤه منهما ويحفظُه، ويُمعِنَ النظرَ في غريب ألفاظهما ويلجأ في شرحها ومعرفة معانيها إلى كتب التفسير كتفسير الزمخشري والطاهر بن عاشور ورشيد رضا، وشروح الحديث ومعاجم العربية.

ثانيا: إدمان النظر في آثار فحول أدباء العرب

وهذا ثاني شرائط تملُّك الأسلوب القوي العالي، ويستطيعُه كلُّ أحدٍ ما لم يكُن خامِلا كسولا، أو قانِعا بالفتات ملولا، فإذا ما كان على هذه الصفات فلا يطمعنَّ في شيء مِن ذلك، ولْيشتغِل بحِرفة أخرى تنفعه خيرٌ له مِن الخوضِ في الأدب الذي لن يُعطيهِ بعضَه حتى يُعطيه الطالِبُ كُلَّه، وإلا صارَ هذا الطالِبُ هاذِرا مِن أدعياء الأدب الهذَّارين في هذا العصر!

والآثارُ المكتوبة لأدباء العرب قديما وحديثا تُعدُّ ولا تُحصى كثرةً، فمنها المنثورُ ومنها المنظوم، ويبدو لي أنَّ أكثرَ الكُتَّاب اليوم لا يميلون إلى الشعر كثيرا، بل هم يميلون إلى النثر ميلا، ومع هذا فلا ينبغي أن يُستغنى عن النظر في القصائد الشعرية البليغة، بل ينبغي أن يُتكلَّفَ العكوفُ عليها لأطول ما يُستطاع، فالشِّعرُ ديوانُ العرب كما قال عمر بن الخطَّاب، وهو مِن أخصِّ خصائصهم وأعظم معارفهم، وفي النص المنظوم مِن صور الفصاحة والبلاغة والبيان العربي ما لا تجده -كثيرا- في النص المنثور. وقد كنتُ واحدا ممن ينفرون مِن الشعر القديم وبعضِ الحديث ويستثقلونه لِما يحويه مِن ألفاظٍ غريبة صعبة ومعانٍ مُستغلقة مُبهمة، فاستغنيتُ عنه بالنثر إلى حين، فلما وقعتْ عيناي على بعض القصائد المِلاح، وفهمتُ ألفاظها وتبصَّرتُ معانيها مِن دون الرجوع إلى المعجم العربي، تغيَّرت قناعتي وألزمتُ نفسي النظرَ في كل ما أستصعِبُه مِن القصائد، فأصبحتُ أتذوَّق الشعرَ تذوُّقا وإن لم أتمكن مِن فهم بعضه، ولكن أيُّ شعر؟ إنه شِعرُ الفصحاء والبلغاء ذوي القصائد الخالدة، لا شِعرُ أهلِ الركاكة وفقرِ الألفاظ وضَعف المعاني!

هذا، وقد اصطلح أهلُ الصنعة الأدبية على انتخاب جملةٍ مِن الآثار والمُصنفات القديمة التي بالعكوف عليها تكمُلُ مَلَكةُ الكاتب عمومًا، والأديب خصوصا، ويتحصَّلُ له منها حُسن التأليف بسلامة اللغة وجمال الأسلوب المُتضمِّنِ ألوانَ السجع والبديع دون إفراط فيها، ونحن نذكر مِن تلك المصنفات القديمة بعضًا مشهورًا في ميدان الأدب واللغة موصًى به، وبعضًا آخرَ غيرَ مشهور مِن اختيارنا، وهي على الترتيب الزمني:

01- النوادر، لأبي زيد الأنصاري المتوفى عام 215هـ – 831م.

02- البيان والتبيين، لأبي عثمان الجاحظ المتوفى عام 255هـ-869م.

03- الكامِل في الأدب، لأبي العباس المبرد المتوفى عام 286هـ – 899م.

04- كتابُ الفصيح، لأبي العباس ثعلب المتوفى عام 291هـ – 904م، وقد أُلِّف في شرح هذا الفصيح أكثرُ مِن 15 شرحٍ.

05- الزَّهرة، لأبي داود الأصبهاني المتوفى عام 296هـ – 909م.

06- أدبُ الكُتاب، لابن قتيبة الدينوري المتوفى عام 322هـ – 934م.

07- نهج البلاغة، المنسوب إلى علي بن أبي طالب، وقد جمعه الشريف الرضي المتوفى عام 404هـ – 1013م، مع العلم بأنَّ أكثرَه لا يصِحُّ نسبتُه إلى علي رضي الله عنه، وإنما هو -على التحقيق- موضوعٌ عليه ولا تصِحُّ نسبتُه إليه. ولكنه في الأخير نافعٌ جدا في الغاية التي نحن بصددها.

08- كتاب الأغاني، لأبي الفرج الأصفهاني المتوفى سنة 356هـ – 976م، وهو كتابٌ عظيمٌ مشهورٌ مِن كتب الأدب، وينبغي أن يُستفادَ فيه مِن الناحية الأدبية واللغوية حصرا مثلم هو عليه الحال مع نهج البلاغة، ولا يؤخذ منه شيء في أمور الاعتقاد والحديث والأحكام والتاريخ إذ أنَّ أكثرَ ما فيه منها باطل مرفوض.

09- طوق الحمامة، لابن حزم الأندلسي المتوفى عام 456هـ – 1064م.

10- صيد الخاطر، لابن الجوزي المتوفى عام 597هـ – 1201م .

11- المقدمة، لابن خلدون المتوفى عام 808هـ – 1406م.

12- نفح الطيب مِن غصن الأندلس الرطيب، للمقري التلمساني، وقد قيل في هذا الكتاب: “مَن لم يقرأ نفحَ الطيب فليس بأديب”.

13- وحي القلم، لمصطفى صادق الرافعي المتوفى عام 1365هـ – 1937م.

14- الرسائل، للرافعي أيضا.

15- فيض الخاطر، أحمد أمين المتوفى عام 1373هـ – 1954م.

16- الآثار، لمحمد البشير الإبراهيمي المتوفى عام 1385هـ – 1965م.

17- جمهرة المقالات، لمحمود محمد شاكر المتوفى عام .

18- قصص من التاريخ، لعلي الطنطاوي المتوفى عام .

فما أحسنَ أن يجمع الكاتبُ الصاعدُ في مطالعاته اليومية بين تلك الكتب المذكورة! وما أحسنَ أن يُدمِنَ النظرَ فيها ويُديمَ العكوفَ عليها ولو على مدى ساعتين في اليوم، ساعة في النهار وأخرى في الليل!

وأوصي الكاتب المُبتدئ أن يبتدئ القراءةَ بمؤلفات الشيخ علي الطنطاوي، فإنَّ أسلوبَه فيها على طريقة السهل المُمتنِع، إذ هو أسلوبٌ سهلٌ في غير سذاجة، وصعبٌ في غير تعقيد، ومع هذا فلا تجد فيه إلا الألفاظ الفصيحة والتراكيب الفنية البديعة والمعاني العميقة، وكثيرٌ مِن تلك الألفاظ عاميٌّ قد أشار الشيخ إلا أنَّه مِن الفصيح.

وإنَّ بروز ثمرة هذه المطالعات في الكتابة منوطٌ بمُعدَّل قراءة الكاتب في يومه، فإنه كلما طالت مدة القراءة تعجَّلت الثمرةُ بالبروز، والعكسُ صحيح. ولا ننسى دورَ الكتابة واستمرار إعمال القلم في التعجيل بإبراز تلك الثمرة، فخيرُ ما يفعله الكاتبُ إذًا أن يقرأ كثيرا ويكتبَ كثيرا. أما مَن يقرأ ولا يكتُب أو يكتُب ولا يقرأ فإنه لن يُحصِّلَ شيئا ذا بال، وسـيمكث في هذا الغاية قاعِدا ويبقى طائرُه أحصَّ الجناح ويقعُ على زِمكِّه كلما حاول الطيران (كما يُعبِّر الأمير شكيب أرسلان).

ثالثا: معرفة قواعد النحو والصرف

فمِن نكد هذا الزمان أنْ رأينا دورَ النشر ومطابعها يُغرِقون المكتبات بعناوين ذوات مواضيع أدبية، فإذا ما تصفَّحتَ واحدا منها هالكَ ما فيها مِن أخطاء في النحو وأغلاط في الصرف، هذا وهي التي مرَّت -كما يُزعَم- على مَن يُسمَّونَ “مُدقِّقين لُغويين” في تلكم الدور، فماذا لو خرجت تلك الكتب مِن كُتَّابِها الحُذَّاق مباشرةً إلى القُرَّاء دون واسطة أولئك المُدققين المزيَّفين؟!

على أننا قد قرأنا لكثير مِن أولئك “الكُتاب” وهم يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك حيث يحضُرُ أهلُ التدقيق اللغوي الحقيقيون ويغيبُ أدعياؤه، فرأيناهم في اللغة -نحوًا وصرفًا وبلاغةً وبيانًا- أضعفَ مِن بعض تلاميذ الابتدائي، وأحطَّ مِن بعض كُتاب الأعاجم المُبتدئين في تعلُّم العربية والكتابة بها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ونحن نهيبُ بالكاتب الصاعد إن رامَ كتابة نصٍّ علمي أو أدبي صحيحٍ مقبولٍ أن يتعلَّم أساسيات وقواعد عِلمَي النحو والصرف، ولا داعي بعدها للغوص في دقائقهما إذ أنَّ هذا زائدٌ عن الحاجة المطلوبة. فما على ذاك الكاتب إلا أن يلجأ إلى مُتصفح الشبكة غوغل Google ويبحث عن كتب المداخل إلى النحو والصرف، وسيجد ما تقرُّ به عينُه إن شاء الله.

هذا، ويحسُن بنا أن نشير إلى كونِ القراءة المُسبقة لكُتب الأدب القديمة المشهورة تُعينُ على تقويم الأسلوب اللغوي وتصحيحه لدى الكاتب وإن لم يكُن ذا حظٍّ كافٍ مِن معرفة القواعد النحوية والصرفية، وهذا بسبب تطبُّعِه على النصوص الفصيحة واستعارته أساليب أصحابها الصحيحة، فهو لذلك قد وُفِّق إلى معرفة مباني الألفاظ والكلمات، وإلى معرفة مواضعها في التراكيب والسياقات، فإذا ما تعلَّم النحوَ والصَّرفَ تعلُّمًا كافيا كَمُلَ لديه الأسلوبُ بإذن الله.

رابعا: تحصيل التأثيث اللغوي

ونعني بالتأثيث اللغوي إظهار كمٍّ كبيرٍ مِن المفردات الفصيحة في النص، سواء كانت معروفةً لدى القارئ المُعاصر أو لم تكُن كذلك، وتقتضي الأمانة أن نعزوَ الفوائد إلى مُفيِدها؛ إذ أنَّ أولَ مَن أفادنا هذه الجزئيةَ المهمَّةَ هو شيخُنا الأصولي والكاتب البارع أبو محمد سعيد هرماس النائلي الجلفاوي الجزائري حفظه الله، وهو الذي وظَّف ذلك التأثيث في كُتبه الماتعة التي قرأناها، فزادتها جودةً وقَبولاً لدينا، وهو ما تجدُه بديهةً في كتب عمالقة الأدب العربي.

والتأثيث اللغوي ضرورةٌ أدبيةٌ تقتضيها معركتُنا ضد الجمود والتخلُّف الجاثمِيْنِ على صدر الأدب العربي المعاصر، ومِن صورِهِما هذا الفقر المُدقِعِ في الألفاظ حين يكتُبُ الكاتِبُ ويُعبِّرُ “الأديبُ” ويتكلمُ الصحفي ويُلقي المُذيع ويتحدَّثُ السياسي، فإنَّ كلَّ هؤلاء وغيرهم لا يعرفون في وصف الشيء الحسن إلا صفة أو اثنتين أو ثلاثة على الأكثر، ولا لوصف سيـئِه إلا مثل ذلك، ولا للتعبير عن فعلٍ ما إلا بواحد أو اثنين أيضا، فهي ألفاظ تتكرَّرُ في استعمالاتهم اليومية ولا تتبدَّل رغم أنَّ ما في قواميس العربية مِن مرادفاتها قد لا يُطاقُ إحصاؤه!

والسبيلُ إلى تحصيل ذك التأثيث هو عكوفُ الكاتب على قراءة الكتب التي تتوفَّرُ عليه، وتصفُّح معاجم العربية على غِرار: القاموس المُحيط للعلَّامة اللغوي الفيروز آبادي، أو كتابَيْ: الفصيح لثعلب، والنوادر لأبي زيد الأنصاري المذكورَيْن، وكل العناوين التي بسطناها مِن قبل يتوفَّر على تأثيث لغوي هائل.

وبعدُ، فهذه رسالةُ مِن أربع توصيات موجزةٌ مُجملةٌ توخَّينا منها إيفاد مَن يرومُ حيازة الأسلوب اللغوي الماتع في زمن انحطاط اللسان العربي عامَّتِـه، نسأل الله القدير أن يحصل بها الانتفاع، ولا ينسانا كل مَن قرأها مِن صالح دعائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى