سوشال ميديا

يوم مؤلم للعراقيين.. رحيل الفنان “ياس خضر” بعد ساعات من وفاة “كريم العراقي”

فريق التحرير|

لم تمض ساعات فقط على وفاة الشاعر الغنائي “كريم العراقي” ليفجع محبو الطرب العراقي بوفاة الفنان “ياس خضر”.

حدثان أحزنا عشاق الشعر والفن وعمق الكلمات كون القامتين تعبّران عن مدى التصاق العربي بأرضه وتاريخه ولا سيما العراقيين الذين يرون بموتهما أن العراق جرح جرحاً من الصعب التئامه.

أمس الجمعة في الأول من أيلول، سقطت ورقة الشاعر كريم العراقي في أحد مستشفيات أبو ظبي، في الإمارات العربية بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز 68 عاما، كان قد سبق ذلك تداول مقطع من حفل العراقي كاظم الساهر في بيروت وهو يتمنى لصديقه كريم الشفاء، قائلًا لجمهوره: (ادعو له) مشيرًا أنه كتب بعض أشهر أغنياته ومن بينها “المستبدة”، قبل أن ينعاه أمس بكلمات على خلفية سوداء تختزل حزن فراق «الصديق ورفيق الدرب».

حصد كريم العراقي جوائز عدة، من بينها «جائزة أفضل أغنية إنسانية» سلّمته إياها منظمة «يونيسف» عن قصيدة «تذكر» بصوت كاظم الساهر، وهي تحاكي وجع أطفال العراق (1997)؛ و«جائزة الملك فيصل العالمية» (2019)، كما كتب عدة أغان كان لكاظم الساهر النصيب الأكبر بها (أكثر من 50 أغنية)، بعضها اشتهر في العراق والوطن العربي، فضلاً عن عشرات القصائد الغنائية الأخرى لفنانين عراقيين وعرب.

تعد قصيدته الشجنية «الشمس شمسي والعراق عراقي»، من أجمل ما كتب، إضافة إلى قصيدته الشهيرة “أمي يا أم الوفا” التي غناها سعدون جابر والتي امتد تأثيرها لسنوات طويلة، وصولاً إلى قصيدته المشهورة والتي تتناقلها الألسن:

بيتٌ من الشعر أذهلني بروعتِهَ … توسّدَ القلب مذ أن خطَّه القلمُ
أضحى شِعاري وحفّزني لأُكرِمَهُ … عشرينَ بيتاً لها من مِثلِهِ حِكَمُ
لا تشكُ للناس جرحاً أنت صاحبُهُ … لا يؤلم الجرح إلا من به ألمُ
شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاسِ مَنْقَصَةٌ … وَمَنْ مِنَ النَّاسِ صَاحٍ مَا بِهِ سَقَمُ

من جهتهم، فقد تفاعل العراقيون رسميًا وشعبيًا مع وفاة العراقي، إذ نعاه رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، في منشور على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقا)، فضلا عن نعيه من قبل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي أمر بنقل جثمانه ليوارى الثرى في العراق.

صوت الأرض (الخضر) يلحق كريم

تضاعف حزن العراقيين مع وفاة صوت الأرض كما يلقب، الفنان العراقي ياس خضر، بعد إعلان نقابة الفنانين، مساء الجمعة، وفاة خضر عن عمر يناهز 85 عاما.، حيث بدأت مراسم تشييع جثمان ياس خضر من مبنى النقابة من الساعة 12 ظهر اليوم السبت.

وكان الفقيد قد نقل مؤخرا إلى أحد مستشفيات العاصمة بغداد بعد تعرضه منذ فترة إلى أزمة صحية في القلب.

ويعد المطرب خضر ركيزة قوية جداً من ركائز الأغنية العراقية الأصيلة، حيث له المئات من الأغاني التي لحنها ملحنون عراقيون وعرب، وباتت معظم أغانيه تعد من روائع الغناء العراقي الأصيل، لأنه كان يحرص على غناء الأغاني الطربية، الأمر الذي جعل أغانيه تحظى بشهرة كبيرة داخل وخارج العراق، وهو حتى قبل دخوله إلى المشفى خلال أزمته الصحية الأخيرة كان يتهيأ لتسجيل 3 أغان جديدة.

ونعت النقابة الفنان الراحل في منشور لها عبر حسابها على فيسبوك: «ببالغ الحزن والأسى تنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل صوت الأرض الفنان ياس خضر، الذي وافته المنية السبت في بغداد إثر مرض عضال، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان.. وإنا لله وإنا إليه راجعون».

وأضافت النقابة في منشورها أن الفنان الراحل لحّن له في التسعينيات طالب القرة غولي (البنفسج) من كلمات الشاعر مظفر النواب، وأتت أغنية (مرينا بيكم حمد) للشاعر النواب أيضاً ثم إعزاز للشاعر زامل سعيد فتاح صاحب الوصف الكبير عندما يقول: (إعزاز عدنا ومنهو ينكر رمش عينه ويا هو أكرب من جفن للعين لينه). وكان أداء ياس خضر في هذه الأغنية أداء متميزاً.

وظل ياس ينتقل من ملحن إلى آخر ليكون أداء حنجرته فيقدم أغنية (ولو تزعل)، ثم إلى الموسيقي نامق أديب القليل الإنتاج ليعملا لحن (تايبين)، التي انتشرت سريعاً لتصبح على كل لسان، ثم يعود بعدها لأحضان القرة غولي الموسيقية لتكون (جذاب) لحن الموسم بعدما أدتها المطربة مائدة نزهت ولم تلق تذوقا جماهيريا.

وتابعت أن مشوار ياس خضر مضى مع رحلاته وصل إلى بقاع بعيدة عن العراق، إذ وجود الجاليات العربية والعراقية في لندن وأستراليا وأميركا بعد أن صار له جمهور كبير ومحبون في كل دول الخليج العربي.

ومن أبرز أغاني ياس خضر «مجروحين»، «الدنيا ما تسوى زعل»، «ما ودعوني»، «غصبا على الروح»، «مغربين»، «على شط الفرات»، «يا حسافة».

وياس بن خضر بن علي القزويني الحسيني هو مطرب عراقي، ولد في مدينة النجف عام 1938، وهو أحد أبرز مطربي جيل السبعينيات.

بدأ مسيرته الفنية عندما التقى بالملحن محمد جواد أموري، وكان اللقاء ثمرة إنتاج أغنية “الهدل”، ونجحت الأغنية نجاحا كبيرا، وغنى بعدها “أبو زركة”.

وقدم ياس خضر أغنية “المكير” مع الملحن كمال السيد، من كلمات الشاعر زامل سعيد فتاح، وامتدت شهرة “خضر” إلى أستراليا ولندن وأمريكا، بعدما صارت له جماهيرية في جميع دول الخليج العربي.

ومن أشهر أغنياته: “الهدل” 1988، “أبو زركة” 1988، “مجروحين”، “حن وأنا أحن”، “إعزاز”، “آه يا ليل”، وغيرها من الأغاني والألبومات.

وتفاعل رواد التواصل الاجتماعي حزنا على وفاة نخلتي العراق الفنيتين، في يوم واحد وفيما يلي جملة من تغريدات المحبين على موقع إكس (تويتر سابقاًَ):

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى