سياسة

كيف يفسر الصراع الدائر في الجزيرة السورية والفرات؟

د. خالد المسالمة

كاتب وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب


إن الصراع الدائر في الجزيرة السورية والفرات هو صراع بين مشروعين:
الأول بين مشروع وطني سوري لبناء دولة عصرية مدنية في سوريا لجميع مواطنيها، تحمي وتعترف بحقوق المواطن. يقودها نظام سياسي متطور، يتناسب مع طبيعة العصر، فيه مترسخ فيه مبدأ فصل السلطات التنفيذية التشريعية القضائية، وبعيداََ عن أي نوع من أنواع المحاصصات الطائفية والعرقية في مؤسسات الدولة، تستمد السلطات شرعيتها من قبل الشعب وصندوق الاقتراع. وهذا المشروع هو الذي تتبناه الجماهير السورية الحرة الثائرة، وتعبر عن مرتكزاته من خلال الأهداف المعلنة لثورة الحرية والكرامة السورية الباسلة.

اقرأ: يوم مؤلم للعراقيين.. رحيل الفنان “ياس خضر” بعد ساعات من وفاة “كريم العراقي”

الثاني وبين مشروع آخر، انعزالي انفصالي، عبثي تقوده عصابة شوفينية عرقية حاقدة، تعرف عن نفسها بحزب العمال الكردستاتي والدارة الذاتية (قسد). ويرتكز مشروع هذه العصابة على أسس انعزالية وانفصالية، وإقصائية، من خلال فرض هيمنة وسيطرة فئة وأقلية عرقية على بقية فئات المجتمع، والتأسيس لحروب أهلية عبثية طويلة الأمد، تؤدي إلى تمزيق المجتمع السوري وتحطيم الدولة السورية على جميع المستويات، وذلك عبر استعمال أساليب الغطرسة واستعمال قوة السلاح، وسيادة منطق الإرهاب.

تابعنا في فيسبوك

ومن خلال الاستقواء والاستعانة بقوى إقليمية ودولية، لا تريد خيراََ للشعب السوري، ولا لشعوب المنطقة، كالكيان الإيراني والكيان الصهيوني المعادية لشعوب المنطقة بشكل مباشر، وكذلك الاستقواء بقوى عدوانية متنفذة في مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.


هذا المشروع العدواني المتخلف، الذي تقوده عصابة قسد وعصابة حزب العمال الكردستاني الإرهابي يشابه إلى حد كبير المشروع الطائفي الذي أسس له المقبور حافظ الأسد في سوريا، واستمر في تخريب المجتمع السوري وإضعاف الدولة السورية طوال تلك العقود المنصرمة. وكان وما زال أغلب قادة هذا المشروع الانفصالي قد نشؤوا ودربوا على يد أجهزة أمن نظام حافظ وبشار الأسد، وما زالت علاقتهم مستمرة ووثيقة مع بعضهم البعض حتى الآن.

تابعنا في تويتر

فإن أي إضعاف لمشروع عصابة قسد هو بالتأكيد يصب في مصلحة الشعب السوري والثورة السورية، وفي مصلحة شعوب المنطقة أيضاََ.

في هذا الصراع الدائر في الجزيرة السورية والفرات لا مكان للحياد، وبصرف النظر عن تفاصيل الأحداث.

فالقوى الوطنية السورية مدعوة للمشاركة بقوة لاضعاف وإنهاء مشروع الغدر والخيانة في الجزيرة السورية والفرات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى