وفاة العلّامة ابن دير الزور “خليل ملا خاطر” في المدينة المنورة
فريق التحرير|
توفي العلّامة السوري المحدث والمحقق “خليل ملا خاطر” في المدينة المنوَّرة، بالمملكة العربية السعودية، عن عمر ناهز 85 عامًا، قبل فجر اليوم، الجمعة، 4 أغسطس 2023 م، حيث صُلي عليه صلاة الجنازة بعد صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف، ودُفن في مقبرة البقيع.
وولد خليل بن إبراهيم بن مُلَّا خاطر بن مُحَيمِيد الخضر العزَّامي الذي ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، في مدينة دير الزور السورية في منطقة الفرات 1938 م، لأسرة علمية عريقة من جهة أبيه وأمه. فجده لأبيه (الشيخ ملا خاطر) من العلماء القراء، انقطع لإقراء القرآن الكريم أكثر من أربعين سنة، وجده لوالدته (الشيخ وَيْس ابن الشيخ أحمد الكبير) من علماء الفرات المعدودين.
حفظ القرآن على جده وهو صغير، وتخرج بشيوخ مدينته دير الزور، ومن أشهرهم: الشيخ محمد سعيد المفتي (قرأ عليه في الفقه الشافعي ثم الحنفي وفي النحو والصرف والبلاغة والعَروض والمنطق والتجويد والفرائض) ولازمه أكثر من عشر سنوات، والشيخ حسين رمضان، والشيخ عبد الوهاب الراوي الرفاعي.
انتقل إلى دمشق للدراسة في كلية الشريعة بجامعتها، ومنها حصل على الإجازة (الليسانس)، وأخذ خارج الجامعة عن عدد من علماء دمشق من أشهرهم: عبد الوهاب الحافظ دبس وزيت، ومحمد سعيد البرهاني، ومحمد الهاشمي التلمساني.
التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف في مصر، فحصل منها على درجتي الماجستير، ثم الدكتوراه، في تخصص علوم الحديث الشريف، قبل أن يستقر في المملكة العربية السعودية 1966 م للعمل في التعليم الجامعي، فدرَّس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مدينة الرياض قرابة 13 عامًا، ثم انتقل إلى المدينة المنورة عام 1399 هـ / 1979 م للتدريس في المعهد العالي للدعوة الإسلامية (كلية الدعوة حاليًّا)، قسم الدراسات العليا.
ثم عاد إلى الرياض للتدريس في الدراسات العليا من قسم السُّنة في كلية أصول الدين، بجامعة الإمام.
وفي عام 1405 هـ / 1984 م رجع إلى المدينة المنوَّرة، أستاذًا للحديث النبوي الشريف وعلومه، في كلية التربية فرع جامعة الملك عبد العزيز، إلى تقاعده.
وأشرف خاطر على عدد كبير من الرسائل الجامعية لمرحلتي الماجستير والدكتوراه، وناقش عددًا أكبر منها، وأسهم في تحكيم البحوث المقدَّمة للترقيات العلمية، وللمجلات العلمية المحكَّمة.
اقرأ: دور الدين في بناء الحضارة الإنسانية؛ قراءة في فكر مالك بن نبي
أعماله العلمية
خلَّف أكثر من ستين كتابًا بين تأليف وتحقيق، من أشهرها:
- مكانة الصحيحين (صحيح البخاري وصحيح مسلم)
- السُّنة النبوية وحي
- ثلاثيات الإمام الشافعي
- السنن، للإمام الشافعي، تحقيق وتخريج
- الإسناد: أهميته وأقسامه وعناية علماء الأمة به
- الحديث المتواتر
- حديث الآحاد، المشهور، العزيز، الغريب
- الحديث المعلَّل
- الأمانة العظمى ونبيها صلى الله عليه وسلم
- الرحمة المهداة عظيم قدره صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه عز وجل، (ملخَّص لمئة خصلة انفرد بها صلى الله عليه وسلم عن بقية الأنبياء السابقين عليهم السلام)
- محبة النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته بين الإنسان والجماد
- دلائل النبوة في غزوة الأحزاب
- العلوم والإيمان (ملخص لما جاء في بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من الإعجاز العلمي)
- مشروعية صيام ست من شوال والرد على منكري ذلك
- فضائل المدينة المنورة
- مختصر فضائل المدينة المنورة
- مكانة الحرمين الشريفين عند المسلمين: ما اتفقا فيه من الفضائل والأحكام
- ساكن مكة المكرمة منزلته ومسؤوليته
- ساكن المدينة المنورة منزلته ومسؤوليته
- مكانة الصحابة وأثرهم في حفظ السنة وواجب الأمة نحوهم
- الإصابة في صحة حديث الذبابة
- زواج السيدة عائشة ومشروعية الزواج المبكر والرد على منكري ذلك
- مقدمة شرح صحيح مسلم للإمام النووي، شرح وتعليق وضبط وتخريج
- حقوق الوالدين القسم الأول بر الوالدين
- مناقب الامام الشافعي، لابن الأثير الجزَري، تحقيق
- مسألة الاحتجاج بالشافعي فيما أُسند إليه والردُّ على الطاعنين بعِظَم جهلهم عليه، لأبي بكر الخطيب البغدادي، تحقيق
- بيان خطأ من أخطأ على الشافعي، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق وتخريج
- الإمام ابن الجوزي محدثًا، ومنهجه في كتابه الموضوعات، إعداد قسم الله علي محمد مريود، إشراف خليل ملا خاطر
- التنبيه على الأوهام الواقعة في الصحيحين من قِبَل الرواة: قسم البخاري، لأبي علي الغسَّاني الجياني، تحقيق محمد صادق آيدن، إشراف خليل ملا خاطر
- منهج الذهبي في كتابه ميزان الاعتدال في نقد الرجال، إعداد قاسم علي سعد، إشراف خليل ملا خاطر
ومن المشاريع التي عمل عليها طويلًا ويُرجى أن ترى النور قريبًا:
- تحقيق كتاب (الشافي في شرح مسند الشافعي) لابن الأثير الجزري، ويُتوقع أن يكون في نحو عشرين مجلدًا.
- جمع أحاديث الإمام الشافعي رحمه الله تعالى.
- جمع أصح الصحيح من الأحاديث الشريفة، التي جاءت بالأسانيد التي يسميها علماء الحديث (أصح الأسانيد).
وقد تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعت عدة شخصيات علمية ووسائل إعلامية العلامة خاطر، مقدمة خالص عزائها ومواساتها للأمة الغسلامية ولذويه وأحبابه وتلامذته، داعية الله عزوجل أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته على ما قدم للأمة الإسلامية من علم جليل وتحقيق واسع وكتب إسلامية ومحاضرات علمية، وفيما يلي جملة من التفاعلات على موقع إكس “تويتر سابقًا”:
