ثقافة وأدب
قصيدة “الرحيل”

جاء الرحيل وقد نأت بنا الإبلُ موتى بصورة أحياء ونحتفلُ ولا اسم ليلى عاد يُطربُ الليلَ ولا الهوى إن لاح البدر يكتملُ أسماؤنا غرباءٌ في خرائطهم تشتّت الشملُ صرنا كلنا دولُ من ماتَ في غرق أو مات في المنفى كلاهما موتى و الموتُ يشتملُ ومن يجرُّ جراح الحال في الخالف والدمعُ صار جواباً حين ينسألُ كأخْوة من صدام الحسم والسيف قد صال في ميدانهم وقد خُذلوا قد كنْتُ أدري بأنّ الوقتَ يقتلني لكنْ بسيفك لمْ يدركْ هنا العقلُ قد كنتَ نبع الحياة والهدى قسما ما كنتُ أدري بسهم الهجر ينسملُ
قد أحرق الأحشاء والفؤاد معاً
نجوم وجدي والأقمارُ قد أفلُ
شعرتُ في حينها السماء قد سقطت
عليّ والضيق والنيرانُ تشتعلُ
علمتُ في رؤيا المنام أنّ سنى
نيرانُ بعدكَ في الأكفان تنغزلُ
نصبتُ سيل الدموع في الجفون منى
لعلّ عيني على الفراق تحتملُ
فلستُ أقوى على الفراق لو وهلة
فكيف حالي واللقاء مرتحلُ
لم يبقَ غير منام الحبّ يجمعنا
قد ضاقت الأرضُ ، أم لم تنفع السُبلُ
هو الغريبُ غريب الحال والشكوى
ميتٌ وإن كان بين الناس ينتقلُ
كلُّ البلاد مقابرٌ بعينيه
يرى مديد العيش كلّه فشلُ
هو الغروب على سهم الهوى شمسا
رماه ليلٌ ثقيلٌ ما لهُ أملُ
وكلّ مرء أخفى جرحهُ خوفاً
فالقتلُ ديدنهم والحبُّ معتقلُ