فنجان سياسي

المتغيرات الدولية والداخلية على المسرح السوري… إلى أين يتجه شمال سوريا؟


فراس العبيد/
ارتبط “اليوم” المسرح السوري، بالمتغيرات الدولية؛ خاصة وبشكل مباشر، مع “تداخل وتبادل اﻷدوار” بين اللاعبين، ودون شك “حالة التخبط” الذي تعيشه “فصائل المعارضة” المسيطرة والتي استطاعت “وبكل قوة” رهن رقبتها، وبيع قرارها في سوق النخاسة، لكل متردية ونطيحة.
لا أريد الخوض كثيرا؛ في التحليلات، كما جرت عادة المحللين، في هذا “الفنجان السياسي المر”، واكتفي فقط باﻹشارة، إلى بعض المسميات لبعض الفصائل التي شهد لها بالعمالة، والتواطؤ، عن قصد أو غير قصد كما هو حال “العمشات” “تحرير الشام” حتى أنك بالكاد تجد اسمًا إﻻ ارتهن للخارج.
وحتى لا ندخل في معمعة الكلام عن دور الدول المحورية في الصراع، والسياسات التي جعلت من الملف السوري “ورقة ضغط” على طاولة القمار السياسي، نعيد اﻷذهان إلى المشهد الداخلي “شبه المنهار”، في أحسن اﻷحوال.
فالمسيطر على المشهد في إدلب، هم “هيئة تحرير الشام والتي تعيش اليوم ذروة الصراع الداخلي، في صفوفها، خاصة بعد التسريبات التي تؤكد أن هناك اعتقالات كبيرة في صفوف الهيئة ليصل العدد إلى أكثر من 700 شخصية، بتهمة العمالة والتجسّس، ولكل الدول المتدخّلة في سورية وللنظام النصيري أيضاً.
وبعد كل المقدمة الطويلة السابقة، فإن الملف اﻷبرز الذي يجب النظر إليه على الساحة ظهور اسم جديد “درع الثورة”، الذي نفذ مؤخرا عمليات اغتيال بحق قيادات “أمنية” تتبع لـ”هيئة تحرير الشام” ونصبت الحواجز ووثقت بالفيديو عملياتها.

من هم سرايا درع الثورة … ما قصتهم… الملف لا يزال جديدا لكنه يشير إلى أن الساحة ستدخل مرحلة فوضى مسلحة وهو ما لا يريده الغرب…

ملاحظة:

الصورة توضح لحظة توقيف الأمني أبو صهيب سرمدا واعتقاله، والصورة الأخرى قبل إعدامه بلحظات… من طرف سرايا درع الثورة.
وما يهمنا في هذا المنعطف؛ أن اﻷيام حبلى بالكثير، فإن سلمنا بأن مسار التطبيع والتسليم للنظام النصيري ممكن، تؤكد الكثير من المؤشرات استحالته، فالعالم “المجتمع الدولي” وأتحدث هنا عن التحالف الصهيو – صليبي، ينظر إلى خطورة الموقف، وﻻ يريد أوﻻً انهيار “تحرير الشام”، ومن جهة أخرى؛ يخشى “الفوضى” بالتالي؛ وعلى اﻷرجح العودة إلى الوراء “حرب البرغوث/العصابات” وتجديد مشهد الجنوب السوري في الشمال.
كثيرا ما أدندن حول مسألة “حرب الكمائن” والتي أراها مرحلة قادمة، طويلة اﻷمد، مقدماتها موجودة، ومؤشرات حدوثها ممكنة وقريبة.
باتجاه الهدوء المؤقت، حتى يتم ترتيت اﻷوراق، مجدداً، ففي كل يومٍ مفاجآت، تؤكد أن الرعاية الربانية تقف خلف اﻷحداث على المشهد الشامي، قال تعالى: ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).
بالمجمل؛ كل المتغيرات لصالح المجاهدين في الشام، في مرحلة “الغربلة”، و”الفتنة” حتى تظهر “الطائفة المنصورة” التي لا يضرها من خالفها ولا من خذلها.
عملياً؛ القرار النهائي بيد “الغرب”، فهو الذي سيفتح على نفسه بوابة “جهنم”، وما يصنعه من عوائق لمنع “المارد اﻹسلامي من النهوض” مجرد “تنويم” أو تكبيل لن يطول وهذا اﻷمر نعتمد عليه من خلال قراءة في نصوص الشريعة “ووعد الله تعالى”، بعيدا عن كل أشكال المؤامرات، وما يحاك للمسلمين في الشام.
وعدتنا أمريكا بالهزيمة ووعدنا الله تعالى بالنصر… فلننتظر أي الوعدين سيتحقق.
والله غالب على أمره
تنويه:
ما أكتبه فنجان سياسي قد يكون فيه مرارة الطعم العربي، لكنه مجرد إشارات ﻻ تعتمد على مطوﻻت المحللين وإغراقاتهم في التفاصيل والمقدمات والنتائج.
فانظر رحمك الله إلى وعد الله وما يجري وتأمل ليس في كلامي، وإنما في ما يدور حولك من خلال “العيش في ظلال القرآن”، واحجز لنفسك مقعداً مع “الطليعة”… و”على ثرى دمشق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى