وفاة أبو التاريخ “محمد الجوادي” بعد صراع مع السرطان

فريق التحرير|
توفي الباحث المصري المعارض والطبيب، “محمد الجوادي” عن عمر ناهز 65 عاماً، اليوم الجمعة، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، حيث دفن اليوم بعد صلاة الجمعة وسط حشد كبير من المحبين في دولة قطر.
واشتهر الجوادي بمواقفه السياسية المعارضة لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث غادر مصر إلى قطر في عام 2013، بعد انقلاب السيسي على شرعية الرئيس الراحل محمد مرسي.
ويلقب الجوادي بـ “أبو التاريخ” الذي عنون به موقعه الرسمي، باعتباره أحد أبرز الباحثين في العقود الأخيرة، حيث نُشر له أكثر من مائة كتاب في التاريخ والأدب والتراجم، بالإضافة إلى مئات من الدراسات والمقالات.
وعمل الجوادي أستاذاً لأمراض القلب في جامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية، شمالي مصر، وكان أصغر من نال عضوية مجمع اللغة العربية، فضلاً عن شغله عضوية المجلس الأعلى للصحافة سابقاً، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، والمجمع العلمي المصري.
حياته
ولد بمدينة فارسكور بمحافظة دمياط، وبزغ نجمه منذ مرحلة طلبه للعلم، وكان من النوادر في تاريخ الجامعات المصرية الذين جمعوا بين التفوق في الدراسة، والعمل بالسياسة على مستوى متقدم، والتفوق في الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية، بالإضافة إلى عضويته الدائمة في اتحاد الطلاب المنتخب.
وقد نال لقب الطالب المثالي لجامعة القاهرة وهو لا يزال طالباً في السنة الإعدادية للطب، وذلك بعد فوزه بلقب الطالب المثالي لكلية العلوم حيث كانت إعداديات الطب تتبع كلية العلوم، وقد اختير لتمثيل جامعة القاهرة في وفد القيادات الطلابية المصرية الذي دُعي إلى ألمانيا الغربية· كذلك كان عضواً نشطاً في الجمعية الدولية لطلاب الطب، ومن خلال هذه الجمعية أُتيح له أن يتلقي وهو طالب تدريباً عملياً في الجراحة وجراحة القلب في مستشفى جامعة “آخن”.
كان منذ مرحلة طلبه للعلم عضواً في نوادي العلوم، وكان واحداً من اثنين أسسا نادي علوم جامعة القاهرة، ثم أسس نادي جامعة الزقازيق للشباب والعلوم والبيئة (الزوكي)، وقد وقع عليه الاختيار ليرأس الشباب في وفد مصر في المؤتمر الدولي للشباب والنشاط العلمي الذي انعقد في تولوز بفرنسا (1985)، كما كان من الذين دُعوا إلى المشاركة في أنشطة جمعية أصدقاء العلميين المصريين في الخارج ومؤتمراتها السنوية التي انعقدت في السبعينيات والثمانينيات· كما كان عضواً مؤسساً في الجمعية المصرية للأطباء الشبان، وأسس بها مركزاً للإعلام والنشر الطبي، ثم انتخب عضواً في مجلس إدارة الجمعية·
كان من أوائل الذين اعتنوا بقضية البيئة في السبعينيات، وشارك في تأسيس أكثر من جمعية أهلية نشطة في هذا المجال، وقد أسس المجلة البيئية لجامعة الزقازيق وتولى رئاسة تحريرها، كما شارك في مؤتمر الاتحاد الدولي للشباب والبيئة الذي انعقد في الهند (1980)، وانتخب مقرراً دولياً للجنة العلمية للضوضاء في ذلك الاتحاد (1980-1983)، وشارك في تأسيس المنظمة الإفريقية للشباب والبيئة (1981)، وقد اختاره مجلس بحوث البيئة البريطاني (1982) ضمن ثمانية عشر من دعاة البيئة ودارسيها علي مستوى العالم للمشاركة في صياغة تقرير حول مستقبل البيئة في الثمانينيات، وقد نشرت هذه التقرير دار النشر الأمريكية الشهيرة “بلنيوم”
عُني بالثقافة العلمية منذ منتصف السبعينيات، ونشر عدداً من المقالات المتميزة في هذا المجال في عدد من المجلات المرموقة، وشارك في منتديات الثقافة العلمية المتعددة، كما بدأ نشر سلسلة من كتب الطب المتخصصة باللغة العربية، وقد أصدر في بداية الألفية الثالثة كتابين، الأول: أمراض القلب الخلقية الصمامية، والثاني: أمراض القلب الخلقية: الثقوب والتحويلات، كما أسهم بجهد وافر في الثقافة العلمية، وله قدر لا يستهان به من الدراسات والفصول المترجمة وغير المترجمة في الثقافة العلمية والطبية العامة، واختير (منذ 2000) عضواً في لجنة الثقافة العلمية في المجلس الأعلى للثقافة.
وقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الناشطين ورجال الفكر حزنًا على وفاة الجوادي الذي يحفل بسيرة علمية واسعة، ولا سيما أنه توفي بعيدا عن وطنه الأم مصر، وفيما يلي جملة من التغريدات على موقع تويتر:








تعليق واحد