اقتصاد

رغم شعار “الأمل بالعمل”… هذا غيض من فيض للواقع المعيشي في سوريا


المكتب اﻹعلامي بالداخل/
متوالية هندسية من الضائقة المعيشية تعيشها مناطق النظام، وتقر بها الصحف الموالية، الرسمية وشبه الرسمية، تبدأ برغيف الخبز الرديء وﻻ حدود لنهايتها حتى نهاية اليوم، بالمقابل، مؤشرات العجز أو التعمد على اختلاف الروايات تصبح أقوى.
الخبز رديء:
رداءة رغيف الخبز ليس ملفًا جديداً، لكن عاد الحديث اليوم ليتجدد، وخاصة بين أفران دمشق وريفها، ما بين اتهامٍ للعجان وخبرته، والمواد الداخلة في اﻹنتاج، إضافة إلى نوعية اﻵليات وحداثتها.
واعترف مدير تموين دمشق التابع للنظام، تمام العقدة، أن خبز العاصمة دمشق بشكل عام يتميز بنوعية جيدة حيث يتم تشديد الرقابة على موضوع توزيع المواد ومراقبة الدقيق من قبل التجارة الداخلية وحماية المستهلك للحصول على جودة عالية لرغيف الخبز وتغطية حاجة الأهالي بالكامل.
ويعطي كلام العقدة بوجود محاباة أو “خيار وفقوس” وفق اللهجة الشعبية الدارجة، فضلاً عن كون النظام يتعمد معاقبة الريف تأديباً له على خروجه عن السيطرة.
علاقة البوظة بالذهب:
ووحده المسؤول الموالي، من يتحفنا بتصريحاتٍ نادرة، ويبرر فيها غلاء اﻷسعار، وبعد ذريعة “الحرب الكونية، والعقوبات الغربية”، تظهر ﻷول مرة نظرية “العلاقة بين الذهب والبوظة”.
فقد ربط رئيس جمعية البوظة والحلويات، التابعة للنظام، بسام قلعجي، أسباب ارتفاع سعر البوظة بارتفاع سعر الذهب!
وقال قلعجي، في تصريح لإذاعة أربيسك الموالية، “إن سعر كيلو البوظة العربي يتراوح بين 35 و 70 ألف ليرة، حيث ارتفع كيلو الفستق الحلبي من 210 إلى 280 ألف ل.س بسبب ارتفاع الذهب”!
الحرب الروسية – اﻷوكرانية بريئة!
بدوره وزير التجارة الداخلية السابق، في حكومة النظام، عمرو سال، كشف أنه ﻻ علاقة للحرب الروسية اﻷوكرانية بارتفاع اﻷسعار في سوريا.
وقال سالم؛ “منذ الشهر ٩ عام ٢٠٢١ وحتى اليوم، درست وزارة التجارة الداخليّة وحماية المستهلك ارتفاع الأسعار، وصحيح أن الأسعار العالميّة للمواد الغذائية قد ارتفعت مع العمليّة الروسية في أوكرانيا وقبلها ارتفعت أجور الشحن، إلّا أنّ كل تلك الارتفاعات قد انتهت، وأسعار المواد الغذائيّة في العالم اليوم هي الاخفض في عامين”.
ويناقض سالم نفسه أيام اعتلى كرسي الوزارة، حيث كان يبرر ارتفاع اﻷسعار بالزيادات العالمية، والحرب الروسية اﻷوكرانية قبل إقالته من طرف رأس النظام بشار اﻷسد!
قانون الضريبة العجوز:
ورغم أنها العصا واليد التي تمتد إلى جيوب ذوي الدخل المحدود وأصحاب رؤوس اﻷموال، إﻻ أن الدكتور إبراهيم العدي أستاذ المحاسبة في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، التابعة للنظام، كشف أن “الإصلاح الضريبي يسير بعكس الاتجاه الصحيح”، ووصف قوانين النظام الضريبي بـ”العجوز”، وأنها تعود لخمسينيات القرن الماضي، واتهم من وصفهم بكبار التجار بعرقلة تطويرها.
وقال العدي؛ فإن النظام الضريبي الحالي في سوريا يعود إلى العام ١٩٤٩، وأضاف؛ “تلك القوانين التي مازالت إلى الآن تعدّ العمود الفقري للنظام الضريبي في سوريا، وكل ما حدث من تطورات لاحقة عبارة عن تعديلات شكلية متواضعة”.
وداعاً للمأكوﻻت الشعبية:
وعلى عكس التطمينات الرسمية، من المرجح ارتفاع أسعار المأكولات الشعبية بنحو 50 %، خلال يومين بعد دراستها من المكتب التنفيذي المختص في محافظة دمشق، التابعة للنظام، بحسب رئيس جمعية المطاعم، التابعة للنظام، كمال النابلسي، على خلفية ارتفاع سعر الغاز الصناعي.
وكالعادة زعم النابلسي، أن زيادة اﻷسعار المرتقبة، لن تحمل المواطن أعباءً كبيرة، فهي مناسبة لواقع تكاليف تحضير كل صنف من أصناف المأكولات الشعبية بدءاً بقرص الفلافل وانتهاءً ببقية الأصناف!
يذكر أنه بعد صدور التسعيرة الجديدة للغاز الصناعي، قامت بعض المطاعم برفع أسعارها تلقائيا، وأخرى أبقتها على حالها، إذ لا تزال «سندويشة الفلافل» تباع بأسعار تتراوح بين 3000- 4500 ليرة.
ورفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، التابعة للنظام، و بناء على توصية اللجنة الاقتصادية، بتاريخ 22 أيار/مايو 2023 سعر أسطوانة الغاز المنزلي المدعوم وحددته بـ15 ألف ل.س، وسعر أسطوانة الغاز المنزلي بالسعر الحر بـ50 ألف ل.س، وسعر أسطوانة الغاز الصناعي بـ75 ألف ل.س.
الزراعة المحمية في خطر:
وقفزت تكاليف الزراعات المحمية وهي على أبواب الموسم الجديد 100 % في سوريا.
حيث ارتفعت تكلفة النايلون للبيت البلاستيكي الواحد من الـ مليوني ليرة سورية لتصل حدود 3,7 مليون ل.س، وسعر ظرف البذور للبيت البلاستيكي الواحد ارتفع من 400 ألف ليرة سورية ليصل حوالي 700 ألف ل.س، وتكلفة تعقيم البيت البلاستيكي وصلت لحوالي مليون ليرة سورية.
وسط توقعاتٍ بحدوث شلل في السوق، وارتفاع مقابل باﻷسعار على لسان خبراء اقتصاد موالين.
غيض من فيض:
ما سبق غيض من فيض… وما خفي أعظم… رغم انتصار اﻷسد ودخوله “الزريبة العربية”، ورغم شعار “اﻷمل بالعمل”!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى