منوعات

جيش الاحتلال الإسرائيلي يرفع السرية عن وثائق تكشف لأول مرة عن حرب تشرين.. ماذا تضمنت؟

استعداداً للذكرى الخمسين لحرب تشرين، أطلقت وزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلي، الأحد الماضي، موقعاً إلكترونياً خاصاً لعرض مئات الوثائق والصور والفيديوهات والملفات، رفعت عنها السرية مؤخراً، حول أحداث الحرب والتنسيق السوري المصري المفاجئ.
كشفت الوثائق المنشورة، ولأول مرة، أسباب تقصير الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد في الاستعداد للحرب، موضحة أن الجيشين المصري والسوري كانا على جاهزية لشن حرب لم تعلم بها تل أبيب إلى ساعة اندلاع الحرب.
يعرض الموقع الإلكتروني الوثائق وخرائط تفاعلية وصور وشهادات من قادة عسكريين، تتضمن 15301 صورة و6085 وثيقة، و215 مقطع فيديو، و40 تسجيلاً صوتياً، و169 خريطة تحكي ما حدث في حرب تشرين، بعضها سمح بنشره منذ فترة قريبة فحسب.

تابعنا في فيسبوك


بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية، يحتوي الموقع الجديد كثيرا من التقييمات والوثائق الأخرى الصادرة عن الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تم تقديمها فيما بعد للجنة أجرانات التي حققت بأسباب قصور أداء الجيش خلال الأيام الأولى لحرب تشرين
أظهرت الوثائق، أن إسرائيل في صبيحة يوم السبت 6 تشرين 1973 عند الساعة التاسعة، كانت لا تزال تشك باحتمال شن مصر وسوريا هجوماً مباغتاً بعيد ساعات.
وبالنسبة لعنصر المفاجأة نتيجة خطا التقدير، ذكرت الوثائق أن التقييم الاستخباري قبل شهر من اندلاع الحرب جاء فيه: “يبدو لنا بأن القاهرة ودمشق تنسقان الخطوات فيما بينهما.. كما بات الجيشان المصري والسوري على أهبة الاستعداد للحرب، وذلك لأن القوات التي نشرت بالقرب من الحدود تتمتع بقوة لم نعرف لها مثيلاً من قبل. وفي حال اتخاذ قرار البدء بالقتال على المستوى الاستراتيجي، فسيكون بوسعهم عندئذ القيام بذلك بالاعتماد على الاستعدادات الحالية، إذ لا حاجة لمزيد من الاستعدادات.. فمن جهة، نعتقد بأن القيادة الاستراتيجية في مصر وسوريا تعي تماماً بأنه لا توجد أي فرصة للانتصار في الحرب، فضلاً عن المخاطر التي تنطوي عليها، ومن جهة أخرى، نرى بأم أعيننا استعدادات عسكرية واسعة، ولدينا أيضاً أخبار عن توجهات تشير إلى اقتراب الحرب ضمن الإطار الزمني الحالي”.
وبحسب التقييم الإسرائيلي السابق للحرب، “كان احتمال بدء المصريين للقتال من جديد ضعيفاً.. كما أن احتمال قيام سوريا بعمل منفرد (دون الاستعانة بالمصريين) لا يزال ضعيفاً”.

تابعنا في تويتر


القاء اللوم على الموساد
في إحدى الوثائق وهي يوميات لضابط في سلاح الإشارة اللواء يوآل بين-بورات، ذكر هذا الرجل متأسفاً بأن الموساد كان على علم بتخطيط مصر لشن هجوم مباغت في عام 1973 قبل أسبوع كامل من بدء الحرب، إلا أنه لم يسرب المعلومة بشكل واضح ومنظم لمكتب رئيسة الوزراء غولدا مائير أو غيرها من المسؤولين الإسرائيليين.
ونقرأ في يوميات بورات:”وصلت برقية يوم الجمعة عند الساعة 2:30 فجراً (أي قبل 36 ساعة من بدء الحرب) بلغة الموساد المشفرة لكنها كانت غامضة، باستثناء كلمتين منها كانتا واضحتين وضوح الشمس وهما: حرب وشيكة”.
وفي موضع آخر كتب: “لم يسمع أحد بتلك المعلومة، حتى رئيسة الوزراء ووزير الدفاع وقائد الأركان، ويستثنى من ذلك ثلاثة أشخاص وهم رئيس الموساد ومدير مكتبه ورئيس فرع الاستخبارات العسكرية”.
سقوط مرصد جبل الشيخ
نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية أيضاً إفادات رواها غادي زيدوفار الذي كان يحمل رتبة ملازم وقتها، وكان القائد العسكري لنقطة جبل الشيخ العسكرية بمرتفعات الجولان، إلى جانب شهادة أخرى قدمها داوود ناهليل، الذي كان جندياً تم فرزه إلى الجولان، وقد لاذ كلاهما بالفرار من النقطة العسكرية عندما اجتاحها الجيش السوري في اليوم الأول للحرب. ولقد وصف كلاهما في روايته كيف لم يكن من في المرصد من الجنود الإسرائيليين على استعداد للحرب وللقتال ما أدى لمقتل غالبيتهم أو أسرهم. أما زيدوفار فقد انسحب من المرصد برفقة ناهليل وثلة من الجنود بمجرد أن تعرضت للهجوم.
ومن ذكرياته عن تلك اللحظات يخبرنا فيقول: “سمعنا صراخاً باللغة العربية وطلقات نارية تضرب الأبواب، وهنا بدأ الذعر يدب في نفوس الجنود… ثم إن من سدوا المداخل بالكاد كانوا يحملون مخزن بندقية دون أي حزام أو قنابل يدوية أو أي سلاح آخر. إذ كان بوسعهم وقتها إطلاق بضع طلقات وقتل بعض السوريين، وبعدها لابد وأن يتعرضوا للإبادة”
ويتابع بالقول: “كان بحوزتي مخزنين للطلقات، أما البقية فكانوا بلا سلاح أو ذخيرة، وكانت لدي قنبلة يدوية… أدركت بأن المقاومة لن تجدي نفعاً… ولهذا بدأت أصيح لأجمع الناس من حولي”.
وفي الشهادة التي قدمها ناهليل، سئل هذا الرجل إن كانت قد وصلت أوامر للجنود في مرصد جبل الشيخ حتى يصبحوا بوضع الجاهزية، فقال: “كنا نعرف أن هنالك جاهزية، لكننا لم نفكر بالحرب بكل تأكيد، بل بقتال يمكن أن يمتد ليوم واحد، إذ لم يتضح لنا بأن هنالك حرب وشيكة”.
وأضاف: “في يوم السبت عند الساعة الثانية بعد الظهر، تعرض المرصد للقصف، وتصادف وجودي بالقرب من نقطة المراقبة برفقة قائدها، والقائد العسكري للواء غولاني، ولقد تعرضت نقطة المراقبة لضربة مباشرة دفعت كل منا بعيداً، ثم فتحنا النار عليهم، إذ رأيت شاباً سورياً يطلق النار على موقع مضادات الطائرات، وكان الموقع قد تعرض للقصف. وعندما بدأت الرشاشات الثقيلة بالرد، أصابت طلقة قلبه لأنه كان مكشوفاً بعض الشيء، فسقط وهو يصرخ: “لقد أصبت”، فأمسك به قائد اللواء وسحبه إلى الداخل”.
ثم يحدثنا عن مرصد جبل الشيخ فيقول: “كان جميع رجال المرصد من القوات الجوية وفيلق الاتصالات، ولديهم أسلحة نارية، ولكن لم تتوفر لديهم ذخيرة للحرب، كما لم يكونوا على دراية بأمور القتال، ولذلك كانوا خائفين”.
يذكر أن حرب تشرين انتهت بوقف إطلاق النار في 25 تشرين الأول، واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان من جديد، والتي احتلها للمرة الأولى بعد النكسة. أما سوريا، فقد استعادت ما يقارب نصف مساحة هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967 وتمكنت من استرجاع مدينة القنيطرة مركز الجولان ورفع العلم السوري عليها.
المصدر: The Times of Israel

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى