مسجد “علي متان” في مدينة هرجيسيا الصومالية
يقع هذا المسجد في منطقة تجارية حية بقلب مدينة هرجيسيا المعلنة كعاصمة لجمهورية أرض الصومال بعد إعلان انفصالها عن الجنوب على إثر الحرب الأهلية التي اندلعت سنة ١٩٩١م.
وقد سمي بهذا الاسم تخليدا لقائد عسكري وسياسي من أبناء هذه المنطقة وهو العقيد علي متان الذي كان أول طيار صومالي، وأصبح مؤسسا وقائدا للقوات الجوية الصومالية، ويبدو أن نجمه قد لمع في الحرب مع إثيوبيا على إقليم أوجادين!
هذا المسجد من أهم و أكبر المساجد في مدينة هرجيسيا التي تعد أكبر مدينة في شمال الصومال وثاني أكبر مدينة في الصومال كله بعد العاصمة مقديشو.
وتوضح الصور أن المسجد كبير للغاية، فهو يجثم على مساحة جيدة من الأرض رغم وقوعه في قلب سوق المدينة، وكان مبناه يتكون من ثلاثة طوابق، وحينما ازداد الزحام فيه تمت توسعته بزيادة طابق ليصبح من أربعة طوابق واسعة، تتضمن عددا من قاعات الصلاة الرجالية ومصلى خاصا بالنساء.
ولا نعرف سعة المسجد بالتحديد، لكن ضخامته تنبئ عن أنه يتسع لآلاف المصلين، وللعلم فقد تواصلت منذ قرابة العام مع مسؤول مختص في هذه المدينة عن المساجد ووعدني خيرا وانتظرت كثيرا لكنه لم يفعل مثل أغلب المسؤولين العرب!
ومن الواضح أن المسجد ذو قدر كبير من الجمال في بلد عانى من ويلات الفقر والحرب طيلة عقود، ويتزين بمئذنة واحدة وقبة وحيدة، وبذلك وغيره فقد جمع بين الأصالة والمعاصرة!
وبسبب موقع المسجد وجمالياته وكبر حجمه، فإنه يجتذب الكثير من المصلين الذين تزدحم بهم قاعاته في سائر الصلوات، كما شهد بذلك كثير من رواده وزواره، ووظيفته ليست مقتصرة على إقامة الصلوات، بل يقوم برسالة ثقافية واجتماعية متعددة الفعاليات، حيث يقيم الدروس والمحاضرات والندوات، ويحتضن حلقات لتعليم القرآن الكريم، كما رأيت في صفحة المسجد على الفايسبوك !
