فنجان سياسي

حقيقة الصراع “بين اﻹسلام والصهيونية” معادلة تحكيها صورتان


فراس العبيد/
لا أغرد بعيداً عن محبوبتي… لكنني أنثر بعض الكلمات عن نظيرتها ومهبط فؤادي اﻷول عندما بدأت أصوغ الحروف ﻷجلها…
تداعبني الحروف ما بين غزلٍ وشوق، تارةً وأخرى، إلى دهاليز السياسة التي أمقتها، وحتى ﻻ أخيب القلم والريشة أمزج بين اﻷلوان، بداية من تلك الصورة التي التقطت لإمرأة يهودية من التيار الديني “الحريدي” أثناء تواجدها في القطار السريع في القدس المحتلة.
والصورة نشرتها الصحافية الصهيونية “هيني مزار” على حسابها على تويتر بداية الشهر الجاري، وعن نفسي بقيت محتفظًا بها ﻹنشغالي بأمورٍ أخرى.

ولعل الصورة كما هو واضح صفعة في وجه “العلمانيين” وغيرهم من بني جلدتنا الذين يصرون على أنّ الحرب بيننا وبين أولئك القوم “بعيدة تمام العبد عن الدين”، بل هي في جوهرها “حرب عقدية بامتياز” فيها مصالح اقتصادية دون ريب.
وأسوق بعد الكلام السابق، الخبر التالي؛ “لأول مرة يتم تدشين مكتب محاماة في إسرائيل لتسهيل إعفاء الشباب من الخدمة العسكرية”. مع التحفظ على عبارة “إسرائيل” وإنما أنقلها نقلاً.
ويعلق الدكتور صالح النعامي، المختص بالشؤون الصهيونية؛ “اللافت أن مديرة المكتب تجاهر بأنها تضمن إعفاء من لا تنطبق عليهم شروط الاعفاء”.
وأضاف د.النعامي نقطتين تحتاج إلى اهتمام؛
اﻷولى: “تهاوي الدافعية للخدمة العسكرية يعكس تآكل الالتزام بقيم الصهيونية لدى الشباب اليهودي”.
والثانية: “محاباة الحكومات المتعاقبة للتيار الحريدي الذي لا يخدم عناصره في الجيش أجج الرغبة في التملص من الخدمة العسكرية في أوساط الكثير من العلمانيين”.
ويختم اﻻستنتاج الذي ليس مجرد أوهام، وإنما بوادره باتت أقرب إلى انتقال الصراع إلى حقيقته بين المسلمين واليهود، يقول؛ “كيان في طور التراجع والذبول”.
وليس بعيداً عن تلك الصورة، تنتشر عبر اﻹعلام الصهيوني صورة تذكارية لنتنياهو ووزرائه ونواب ائتلافه الحاكم احتفالاً بتمرير مشروع الميزانية في الكنيست.
والمدقق في الصورة، تتشكل لديه قناعة وانطباع على حقيقة المشهد القادم، حيث إن؛ “نسبة أصحاب القبعات الدينية وذوات غطاء الرأس بين الحضور بدت واضحة وكبيرة مقارنة بغيرها”.

تلك هي حقيقة “إسرائيل 2023”.
معادلة الصراع تسير باﻻتجاه الصحيح، والمواجهة باتت أقرب من السنوات السابقة، يقيناً، ﻻ ريب فيه، واكتفي فقط بطرح السؤال على أصحاب النظريات “الوطنية والعلمانية والقومية” أمام تلك الصور وأنقله عمن هو خير مني، أحسبه والله حسيبه الدكتور أكرم حجازي في إحدى تغريداته يقول؛ “فقط … فليخبرونا عن خياراتهم وأطروحاتهم.. ماذا سيفعل رواد الأيديولوجيات القومية والعلمانية واللبرالية واليسارية والسلمية إذا نجحت الصهيونية الدينية في فرض مواجهة عقدية على الأمة.
هل سيواجهون إسرائيل بالوحدة الوطنية والديمقراطية والدولة المدنية والأمم المتحدة ومجلس الأمن!؟”.
يحاربون المنتقبات في بلادنا
ويتهم أصحاب اللحى بالتخلف
حتى فلان الرسام والكاتب والمثقف (اﻷمثلة كثيرة ضع من أردت وحدث وﻻ حرج) ونظرائهم وأسوقهم مثالا من الملتحين المحاربين لدين الله تحت ستائر وعباءاتٍ مختلفة متنوعة.
نتهم بالتطرف ولو نظرت لعباراتهم اﻹقصائية لذهلت
دخان سجائرهم يعمي البصر وليس البصائر، ويزكم اﻷنوف… لكنه يبقى خيط دخان يتبدد بعد حين وإنما هو “الغثاء والزبد”.
أعود ﻷغرد عن تلك القدسية وقد أتلف الشوق فؤادي.. ما نسينا العهد الذي قطعناه… قادمون يا دمشق… قادمون يا أقصى… بإذن الله.
والله غالب على أمره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى