مقالات

ماذا اشترط الأسد لقاء حضوره القمة العربية؟

خاص رسالة بوست|

حصلت “رسالة بوست” من مصادرها الخاصة على معلومات، تؤكد رفض نظام الأسد المساومة على ملف إعادة اللاجئين ومشاركة شريحة من المعارضة في حكومته، وعلى الوجود الإيراني وميليشيات حزب الله اللبناني.

تابعنا في فيسبوك

جاء ذلك بعد اشتراط النظام على الجانب السعودي عدم مناقشة هذه الملفات، مقابل حضوره القمة العربية التي عقدت في جدة بالمملكة العربية السعودية، في 19 من الشهر الجاري.

وحسب مصادرنا، فإنه خلال القمة لم يتم مناقشة الأسد في أي ملف يخص القضية السورية، من ملف المعتقلين أو تسليم السلطة والانتقال السياسي وفق مقررات جنيف وتطبيق القرار 2254، ولا إعادة اللاجئين، ما يؤكد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أراد فقط من استدعاء الأسد إيهام الشارع العربي بنجاح القمة كونها انعقدت في جدة برعاية ولي العهد محمد بن سلمان لأول مرة.

في السياق ذاته، كشف الدكتور أنور مالك، المراقب العربي، عن مصادر موثوقة من داخل أروقة الجامعة العربية، أن الاتفاق مع نظام الأسد في القمة كان على أن تتضمن الكلمة التي سيلقيها بعض النقاط، منها: شكره بعض الدول على هذه العودة، والامتنان للدول العربية على اهتمامها بالأزمة السورية، وترحيبه برعاية الدول بأي مبادرة للحل، والاتفاق على إظهاره نوع من الأسى على سقوط الضحايا السوريين وعلى الأقل الضحايا الموالين له، إلا أنه لم يلتزم بشيء، بل على العكس وجّه لهم كلمة مليئة بالإهانة والتشفي.

تابعنا في تويتر

وأضاف “مالك”، في إحدى المساحات التي استضافها الإعلامي السوري “د.أحمد موفق زيدان”، في تويتر، وشارك فيها عدد من الإعلاميين والباحثين العرب، أنه “عندما بدأ التنسيق  ما بين النظام والجزائر على أن تكون عودة النظام إلى القمة السابقة التي استضافتها الجزائر، تم الاتفاق مع الأطراف الإيرانية على تأجيل هذه العودة الى قمة السعودية التي ستأتي تلقائيًا بعد قمة الجزائر، بقصد تعمد الإساءة للدول التي كانت رافضة لعودة النظام وخاصة السعودية التي تعادي إيران، حليف النظام من جهة، ولإعلانه الانتصار أيضاً في حربه على السوريين من جهة أخرى.

ووصف مالك، أن ما جرى في القمة العربية مسرحية متفق عليها، إلا أن الأسد لم يلتزم مطلقاً بدوره، بل فضّل إهانة العرب.

وتايع مالك، أنه هناك معلومة أخرى، تؤكد أن قطر طلبت الاطلاع على كلمة الأسد مسبقاً، إلا أن الدول رفضت ذلك، وهو ما يفسر مغادرة الأمير “تميم”، أمير قطر القاعة قبل كلمة النظام.

وعلّل مالك، سبب إصرار الأسد على بث كلمته رغم رفض عدة دول، هو علمه يقيناً أنه جاء إلى القمة العربية رغماً أنف الدول العربية، وبرعاية روسية وأمريكية، لذلك لم يعطِ أي دولة أهمية.

ويبدو مما سبق، أن المملكة العربية السعودية قد ابتلعت الطعم في إعادة النظام إلى الجامعة العربية دون أن تحصل منه على تنازل واحد فيما يتعلق بالقضية السورية، وخاصة أنه أشار لذلك ضمن كلمته بأن القضية السورية شأن داخلي، وبالتالي أغلق الباب أمام احتمال دخول أي دولة كوسيط لتطبيق قرارات جنيف الدولية التي تؤكد على تشكيل هيئة حكم انتقالي، وإطلاق سراح المعتقلين وإعادة اللاجئين.

في موازاة ذلك، يظهر أن إيران أيضاً استطاعت تحقيق انتصار ساحق على السعودية دبلوماسياً، لا سيما بعد توقيع الأولى مع نظام الأسد سلسلة اتفاقيات جرت خلال زيارة الرئيس الإيراني الشهر الجاري، ما يعني أن النظام لن يتخلى عن حليفه الإيراني، ولن يطرد الميليشيات الإيرانية حسب ما سرّب في اجتماع وزيري خارجية إيران والسعودية الشهر الفائت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى