تقارير

كيف حضرت سوريا بكلمات الرؤوساء العرب بقمة جدة؟

باسل المحمد-مدير الأخبار

حضرت “الأزمة السورية” في كلمات الرؤساء والقادة العرب في القمة العربية بمدينة جدة السعودية، كونها كانت أبرز عناوين “قمة بن سلمان”، إلا أن العبارات الدبلوماسية لدغدغة المشاعر وإضفاء طابع التلاحم والتكاتف، لم تكن كافية لتغطي الخلافات والاختلافات في الرؤى العربية المتعددة للحل السياسي في سوريا. الحل الذي تجاهله بشار الأسد تماماً، بل وحذّر من التدخل في الشؤون الداخلية.

تابعنا في فيسبوك


وفي حين رحب بعض المشاركين في القمة بعودة رئيس النظام السوري شخصياً، وبعضهم الآخر رحّب بـ “عودة سوريا”، أظهرت خطابات الرؤساء والزعماء العرب في القمة الـ 32 التي عكف ولي العهد السعودي على نجاح انعقادها؛ أظهرت تعدد مسارات الحل في سوريا بحسب ما ترتضيه كل دولة، ففي حين دعت مصر والكويت لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 بشأن الانتقال السياسي في سوريا، طالب الأردن بتطبيق مبادرته، في حين قالت الكويت إن الحل في سوريا سيكون مزيجاً بين القرار 2254 وبياني جدة وعمان.


• حيث بدأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كلمته”يسرنا اليوم حضور الرئيس بشار الأسد لهذه القمة، وصدور قرار جامعة الدول العربية بشأن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية”..

من ناحيته بيّن أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة، أن «هناك فرصة لا ينبغي تفويتها لمعالجة الأزمة التي تُعاني منها سوريا لما يربو على العقد… سواء في أسبابها وأصولها، التي يظل الحل السياسي السبيل الوحيد لتسويتها أو في تبعاتها التي تجاوزت حدود الوطن السوري»، مؤملاً بأن يكون للعرب إسهامهم في «إيجاد الحلول الناجعة للأوجاع السورية العديدة».
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الوحيد الذي ذكر قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بشأن الانتقال السياسي في سوريا، وقال في كلمته: “عودة سوريا إلى الجامعة العربية تعدّ بمثابة التفعيل العملي للدور العربي وبدء مسيرة عربية لتسوية الأزمة السورية استناداً للمرجعية الدولية للحلّ وقرار مجلس الأمن 2254”.
اما كلمة سلطنة عمان فقد ألقاها أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني للشؤون الخارجية حيث قال عن عودة النظام إلى الجامعة العربية: لقد أكد جلالة السطان هيثم بن طارق سلطان عُمان في أول خطاب بعد توليه الحكم “بالإستمرار في دعم جامعة الدول العربية والتعاون مع زعماء الدول العربية، والرقي بحياة المواطنين، والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية”.

مصدر الصورة: مواقع التواصل الاجتماعي


ومن تلكم المبادىء والغايات فيسعدنا أن نرحب بإستئناف مشاركة الجمهورية العربية السورية الشقيقة الفاعلة في أعمال جامعة الدول العربية، معربين عن الإرتياح لحضور ومشاركة فخامة الرئيس بشار الأسد في هذه القمة، مع اليقين التام بأن سوريا الشقيقة، ستستعيد بعون الله، وبعزيمة رجالها ونسائها وشبابها مكانتها كحاضرة تاريخية ومنارة عربية مشهود لها بذلك.
ورأى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، في المساعي العربية الجادة «بوادر مبشرة لبلورة نظام إقليمي متجدد ومتوازن، ومنها العود الحميد للشقيقة سوريا إلى بيت العرب الكبير»، معبّراً عن «عظيم التقدير لما تقدمه السعودية من جهود دبلوماسية فائقة الأهمية، ومبادرات إنسانية عظيمة التأثير، والأثر لعودة أمن واستقرار دول المنطقة، وحفظ سيادتها ووحدة مواقفها».
أما العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي تجنّب الترحيب ببشار الأسد شخصياً، واكتفى بالترحيب بـ “عودة سوريا”؛ قال في كلمته: “لقد حذرنا مرارا من استمرار الأزمة السورية دون حل، فقد دفع الشعب السوري الشقيق ثمنها غاليا، وانعكست آثارها علينا جميعا، ونرحب اليوم بعودة سوريا إلى الجامعة العربية كخطوة مهمة نأمل أن تسهم في جهود إنهاء الأزمة”.

تابعنا في تويتر


وأضاف العاهل الأردني: “نؤكد هنا على أهمية تعزيز المسار السياسي الذي انطلق من اجتماع عمان، وبنى على المبادرة الأردنية والجهود السعودية والعربية لإنهاء الأزمة ومعالجة تداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية، لكي يعود اللاجئون إلى وطنهم”.
ووصف الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي «عودة هذا البلد العزيز إلى الحضن العربي»، بـ«خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك»، مثمناً الجهود العربية المكثفة لمساعدة سوريا على الخروج من أزمتها، وإنهاء معاناة شعبها التي امتدت على مدار الأعوام الماضية. بينما عدّ نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، هذه الخطوة التفعيل العملي للدور العربي، وبدء مسيرة عربية لتسوية تلك الأزمة استناداً إلى المرجعيات الدولية للحل، وقرار مجلس الأمن رقم «2254».
وكذلك ذكر ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح القرار 2254 للحل في سوريا، وقال: “تجدد دولة الكويت تأييدها لقرار مجلس جامعة الدول العربية رقم (8914) وترحيبها كذلك بالبيان الصادر في أعقاب اجتماع جدة والبيان الصادر عن اجتماع عمان وكلنا أمل في أن تكون عودة سوريا إلى بيت العرب منطلقا لانتهاء الأزمة ومعاناة الشعب السوري الشقيق.. وفي هذا الشأن تؤكد دولة الكويت موقفها المبدئي الثابت الداعي إلى الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا وسلامة أراضيها ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية وموقفنا المستمر منذ بداية الأحداث بتقديم الدعم الإنساني لكافة أطياف الشعب السوري.. متطلعين في هذا الصدد إلى التزام الحكومة السورية بما تضمنه بيانا جدة وعمان وقرار مجلس الأمن رقم (2254) وبما يضمن عودة سوريا لممارسة دورها الطبيعي المؤثر في محيطها العربي والإقليمي والدولي”.
ويأمل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، أن تستعيد سوريا بشكل كامل دورها المحوري التاريخي في تعزيز العمل المشترك، مشيداً بما يتطلع له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان من دور ريادي وفعال لخدمة القضايا العربية. بينما قال نظيره الصومالي حسن شيخ محمود: «نحن مفعمون بالأمل والتفاؤل في ظل تولي السعودية لقيادة دفة العمل العربي المشترك انطلاقاً من ثقلها ودورها الريادي، وحرصها المعهود على لم الشمل، ونصرة قضايا الأمة».


أما دولة قطر صاحبة الموقف الثابت من سوريا والداعم لتطلعات شعبها والمطالب بإيجاد حل وفق القرارات الأممية، فغادر أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مدينة جدة قبل انتهاء اجتماع القمة، وكشف “مسؤول عربي” لوكالة رويترز أن الأمير القطري غادر القمة العربية قبل بدء كلمة رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأضاف المسؤول أن زيارة أمير قطر للقمة العربية لم تتضمن أي مقابلات ثنائية ولم يلق كلمة، مشيرا إلى أن حضوره كان “زيارة مودة”.


أما “أسد الكبتاغون” فقد احتوت كلمته -كعادته- على التنظير والفلسفة والعدوى والأمراض، وزاد عليها في هذه القمة هو استخدامه لمصطلح (التنقل بين الأحضان)، كذلك وجه رسالة إلى القادة المجتمعين ألا يتدخلوا بشؤون مزرعته الداخلية بمافيها من إجرام وقتل ومخدرات حيث قال: “الأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها، فهي قادرة على تدبير شؤونها وما علينا إلا أن نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها ونساعدها عند الطلب حصراً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى