فنجان سياسي

بشار اﻷسد داخل “الزريبة /الجامعة العربية”… دﻻﻻت ومؤشرات


فراس العبيد/
قدّمت اﻷنظمة العربية “الطواغيت العرب” هدية مجانية للنظام النصيري، ورغم ما حملته من ألمٍ إﻻ أنها أكدت قناعة ويقين أكثر بتوصيفها الشرعي، مهما شغب العلمانيون والكثير من المعممين “مخانيث” هذا الزمن.
الفرصة كانت مواتية للطواغيت العرب، فاﻷسد لم يطلب تلك العودة، إلى “جامعة الدول العربية”، ولم يعمل أو يقدم خطوة لأجلها، ولن، يقدّم شيئًا، فهو على الأقل لم يعتذر من “آل سلول” على توصيفاته لهم على لسان وزير خارجيته، وﻻ عجب.
لماذا ﻻ عجب؛ ﻷنه وكما يقول المثل الشعبي؛ “بين القرباط ما في كلفة”.
باﻷمس شاء القدر أن اقرأ قليلاً عن “جامعة الدول العربية”، في أحد اﻷبحاث الجامعية، ﻷحد الأصدقاء، وخلاصة القول فيها؛ أنها، أتت لترسيخ “سايكس- بيكو”، ولكم أن تقرأوا.
باختصار؛ أراد طواغيت العرب “النظام العربي” وعبر منظمته، إعادة التكاتف، ووقف نزيف قياداتها، بعد ان فقدت ثلة من مجرميها “القذافي، بن علي، صالح، مبارك”، وكما تقول السيدة سميرة المسالمة، الصحفية السورية؛ “اكتشفت خطأ قرارها تجاهه بتجميد عضويته في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، على أساس مراعاتها حقوق الشعب السوري، التي على ما يبدو لم تعد تعنيها. على ذلك ليس ثمّة مفاجأة في ما حصل، إذ هذا هو الوضع الطبيعي لتحالف، أو توافق، الأنظمة مع بعضها، بغض النظر عن علاقاتها مع مجتمعاتها”. انتهى كلامها.
وفي تقرير نشرته مجلة “إيكونومست” البريطانية، تحت عنوان؛ “بشار الأسد الوحيد بين الرؤساء الذي سيفرح باجتماع الجامعة العربية القادم”، قالت تعليقاً على قرار إعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، واعتبرته الوحيد الذي سيستمتع باجتماع الجامعة العربية القادم، وأنه واحد من أسوأ المجرمين في القرن الحادي والعشرين.
وجاء في التقرير أنه “لا أحد يستمتع بلقاءات الجامعة العربية، وكان من المقرر أن تعقد القمة في المغرب عام 2016، لكنه لم يزعج نفسه ووصف المناسبة بأنها مضيعة للوقت”.
وأضافت، أن “ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان حصل على تقرير طبي كي لا يحضر القمة في العام الماضي بالجزائر، وعادة ما يتم رصد رؤساء الدول وهم يغطّون بالنوم”.
وأشارت إلى أنه “لا أحد يستمتع بها باستثناء بشار الأسد، الديكتاتور السوري الذي سيفرح بالقمة العربية المقبلة منذ عام 2011، حيث علقت العضوية، عندما بدأ الأسد بقمع الانتفاضة التي انزلقت نحو الحرب”.
وأوضحت أن دعوة الأسد للقمة المقبلة هو تتويج لجهود طويلة لإنهاء عزلته العربية وربما كان يأمل بأنها خطوة أخرى نحو الغرب”.
واعتبر التقرير أن “الأسد” يحكم نخبة فاسدة تغرق الخليج بالمخدرات غير الشرعية وتقيم علاقات قريبة مع إيران، العدوة اللدودة لعدد من الدول العربية، فضلاً عن انتشار الفقر، معتبرة أن أكثر الديكتاتوريين دموية يستطيع الخلاص لو تسبب بمشاكل كافية للآخرين.
يذكر أن وزراء الخارجية العرب قرروا يوم الأحد الماضي استئناف مشاركة وفود نظام الأسد في اجتماعات الجامعة العربية، بدءاً من يوم إعلان القرار، وقدمت السعودية دعوة رسمية للأسد لحضور القمة العربية القادمة في الرياض.
وبالعودة، إلى اﻷنظمة العربية الطاغوتية، فهي مشكورة، على خطوة “التطبيع” مع “النصيرية”، فهي بداية تشكل “كشف المستور وبوقاحة أمام المواطنين”، لعل “الغافل يصحو” على تلك “الحقيقة”.
كما أنّ أصل وجود جامعة اﻷنظمة العربية، ليس إﻻ تكتل صوري، لم يقدّم للقضايا العربية وعلى رأسها “فلسطين” وبالتالي؛ “الجرح السوري” شيئًا، ما يعني أن:
العودة إلى “زريبة العرب” لن يؤثر في “ميزان القوى شيئاً”، بل هو نوع من “العبث” لوقف “البعث الجهادي”، وهيهات، فـ”الطليعة” قالت قولتها، واﻷسباب لم تنتهِ وما تزال قائمة لـ”رد صيال النصيري”.
قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد ابن تيمية -رحمه الله_: (هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى؛ بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكُفَّارِ المُحاربين مثل كفار التَّتَارِ والفرنج وغيرهم). وله فيهم كلام يرجع له في موضعه.
وقال تبارك وتعالى في كتابه العزيز؛ “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (المائدة:51)
وأقول؛ ثبت بذلك حكم الشريعة على “وﻻية” طواغيت العرب، أوﻻً لليهود والنصارى، بما ﻻ يدعو للريبة والشك، ثم إلى من هو أكفر منهم ومن المشركين، فتأمل واجمع بين الأمرين، واحكم على من “دخل زريبة العرب” فهؤلاء ” بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ”.
والله غالب على أمره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى