تعجز كلّ قواميس اللّغة العربيّة
عن وصف خساستكمْ، يا أبناء الجامعة العربيّة
عربٌ أنتم؟ بشرٌ أنتم؟ أم قاذوراتٌ في تاريخ الإنسانيّة؟
بعتم آخر ضوءٍ في ظلمات الأكوانْ
بعتم مصحف عثمانَ ببازارٍ إيرانيّة
بعتم وطناً قدسيّاً من أحلى الأوطانْ
قلتم يا بشّارُ تعالَ إلينا تعال إلينا يا سلطانْ
حقّقتَ الجائزة الذّهبيّة
في قتل الأطفال وفي قتل النّسوانْ
علّمْنا درساً ننقشهُ في كلّ الجدرانْ، نكتبه في كلّ الألواحِ نزيّنُه في الدّيوانْ
كيف قتلتَ الشّعب الثّائر كالبركانْ؟
كيف جعلت المحرقة الكونيّة في كلّ مكانْ ؟
كيف جعلت السّلخ على كلّ لسان ْ؟
قال السّاديّ المجنونْ
عندي من أنواع القتل فنونْ
عندي من ألوان التّدمير جنونْ، سأعلّمكم درساً من تاريخ الطّغيانْ
درساً من تدمير الآثار وتدمير العمرانْ
درساً من هندسةٍ من جثثٍ من أكوامٍ من هَذيانْ
أنا تاريخ استثنائيٌّ في الأزمانْ
همّي دأبي حرقُ الأوطانْ
شغلي ذبح الأحلام وذبح الأحرار وذبح الصّبيانْ
قال الأعراب الهلكى: علّمنا يا بشارُ فأنت القُبطانْ
علّمنا نفعل جوراً نقتلُ شعباً نركب متنَ الشّيطانْ
أنتم عار الأبديّةْ ، أنتم عار الأبديّةْ
أنتم لطخٌ مسوَدٌّ في كلّ زمانْ
قبحٌ شيطانيٌّ مرسومٌ في ريشة فنّانْ
قالوا علّمنا يا بشّارُ فأنت السّلطان؟
قال السّاديُّ المجنونْ: كونوا طاعوناً مثلي في كلّ مكانْ
كونوا جبّاراً ناراً تحرق بالمجّان، تحرق وطناً شعباً تحرق كلّ الأوطانْ
كونوا فرعوناً مثلي يقتل أطفالاً في كلّ مساءْ
يخطف أطفالاً من حضن الآباء ومن حضن نساءْ
يشوي أجساداً للأموات وأجساداً للأحياءْ
قلت لجُندي في صيحة إعلانٍ: قتلٌ، ذبحٌ، حرقٌ في وسَط الميدانْ
نهبٌ وفسادٌ، تدميرٌ للبلدانْ
قال الأعراب الهلكى: مبروكٌ مبروكٌ يا جنرالُ ويا سلطانْ
جنرالٌ مخلوقٌ من قرن الشّيطانْ
يقتلُ شعباً ينهب بلداً يذبح كلّ السّكانْ
أموالٌ ملياراتٌ من آل سعودٍ أو من آل نهيّانْ
اقتلْ اقتلْ حزب الإرهاب وحزب الإخوان، اذبح جمهور الشّبانْ
حرّق بيت الأجداد وبيت الصّبيانْ
أطفأ كلّ مصابيح الشّارعْ، لا تترك جامعةً أو جامعْ
انسف كلّ الإبداع التّاريخيّ البارعْ
انهب دمّر كلّ الآثار وكلّ الجدرانْ
نحن نريدك سيّافاً جلاّداً شرطيّاً للجيرانْ
نحن نريدك سفّاحاً سجّاناً من نارٍ من ماءٍ آنْ
تحرق تكوي كلّ وجوه النّاس وكلّ بنانْ
نحن نريدك بحراً لجُيّاً بل بركانْ
تغرقُ تحرقُ أحلام الثّوار وأحلام الفتيانْ
قال الأعراب الهلكى عبّاد الأموال وعبّاد النّسوانْ
نحن نريدك سفّاحاً في شكلٍ أسديٍّ زائرْ
يهوى رسمَ الأطفال مقابرْ
يهوى جعلَ ملايين النّاس مجازرْ
يهوى تدميرَ التّاريخ ودكَّ العمرانْ
طاعونٌ في هيئة إنسانْ، ساديٌّ مجنونٌ من شتّى الألوانْ
يأكلُ قتلاً، يشربُ قتلاً، يضحكُ قتلاً، يحلمُ قتلاً كي يبقى نشوانْ
مسخٌ ملعونٌ في جسدٍ عطشانْ
يكتب تاريخاً من أوصالٍ في أنقاضٍ من بلدانْ
ينسف أمصاراً مدناً تضحى سوداً كالقطرانْ
لا تتركْ ساريةً مئذنةً مرفوعةْ
لا تتركْ تحفاً كتباً موضوعةْ
لا تتركْ داراً بئراً نهراً حقلاً أو بستانْ
قال السّاديّ المجنون: لا تدعوا مالاً طفلاً رجلاً أو نسوانْ
لا تدعوا قصراً بيتاً سوقاً أو جدرانْ
لا تدعوا تاريخاً فنّاً نوراً أو بنيانْ
قلت لجُندي في صيحة مصعوقٍ حيرانْ
كيف يثور الشّعب ومثلي كيف يُهانْ
كونوا إعصاراً من نارٍ من قتلٍ من طغيانْ
كونوا مسلاخاً من شيطانٍ في شيطانْ
لاتدعوا روحاً أو ضوءاً أو همساً أو إنسانْ
لبّى أبناء الخبثِ وأبناءُ المتعةِ والكفرانْ
نهبوا، سلبوا، قتلوا، سرقوا كلّ بيوت الجيرانْ
سرقوا أشيائي أحذيتي حتّى الخيطانْ
سرقوا كلّ دجاج البستانْ، سرقوا حتّى الصّيصانْ
نهبوا ألعاب الأطفال، وأحلام الأطفال، وأوراق الأطفالْ
نهبوا منهم كلّ سؤالْ
سرقوا أجفان الأطفال الذّهبيّة
سرقوا حتّى الأشياء القدسيّة
سرقوا أملاً سرقوا فجراً سرقوا الأحلام الورديّة
نهبوا أزهار الرّمان وأوراق التّفاحْ
نهبوا ضوء الصّبح ومشكاة الإصباحْ
نهبوا ألوان الطّيف وكلّ الألواحْ
قتلوا كلّ أغاني العرس السّورية
جنّ أنتم، أرواحٌ أو أشباحْ؟
همجٌ أنتم، تترٌ، غجرٌ أم أولادُ سِفاحْ؟
نهبوا أوراق الأشجارِ وأغصان الأشجارْ
قتلوا اغتصبوا في وطني الأزهارْ
سرقوا جنّاتٍ من بلدي في ضوء نهارْ
حرقوا وحياً نورانيّاً من كلّ سماءْ
خنقوا قتلوا أطفالاً حوراً عِيناً نهبوا الأعضاءْ
حرقوا أشجاراً من نخلٍ من عنبٍ من غير عناءْ
نهبوا آثار المعبدْ، حرقوا كلّ كتابٍ في المعهدْ
قتلوا شعراء المربدْ حتّى لا تبقى الأشعارْ
وطنٌ كونٌ من أشلاءْ، أقوامٌ أطفالٌ من أوراقِ شتاءْ
شعبٌ منثور في كلّ الأرجاءْ
تاريخٌ مفجوعٌ يبكي تاريخْ
عمرانٌ مهدومٌ ينعى عمرانْ
بُلدانٌ جرحى تندب بلدانْ، أوطانٌ ثكلى تبكي أوطانْ
بلدان الأعراب رزايا، بلدان الأعراب خطايا
تقتل تدمي كلّ لسانْ
مرّت أحقابٌ وسنونْ
جاءت أحفادٌ وبنونْ، والطّغيان هو الطّغيانْ
إنّي ألمح ضوء الفجرِ
إنّي أسمع صوت النّهرِ
فجرٌ في ظلمة كونٍ أزليّة، نهرٌ يروي ظمأ الحريّة
إنّي أبصر نوراً يُبعث في الوجدانْ
وهجٌ من نافذةٍ غيبيّة، إشراقٌ من أجرام عُلويّة
فستشرقُ شمس الحريّة يا وطني نوراً من مرجانْ
وسترقصُ كلّ عصافير الكون على الأغصانْ
وستنثرُ أوراق الأشجار بدوراً في كلّ أوانْ
وستهبطُ كلّ نجوم الكون الخاشعْ
في إيقاعٍ عُلْويٍ رائعْ
في رقَصاتٍ من فرحٍ كونيّة
وستسقى الأرض العطشى يا وطني من نهرِ جنانْ
ويُحلّى جيدُ الأحرار بأطواقٍ من روحٍ أو ريحانْ
ويُكلّل صدرُ الثّوار بأوراقِ الأفنانْ
وتغنيّ القيثارة ألحاناً من أحلى الألحانْ
في أغنيةٍ من أنغام الغيب الأزليّة
وستُسمِعُ أعرابَ البهتانِ الهلكى ألحانَ الحريّة
وستنشدُ أنشودةَ نصر عربيّة
أنتم عارُ الأبديّة، أنتم عارُ الأبديّة.