مقالات

دائماً لم يتسن لنا

أنور الغربي

الأمين العام لمجلس جينيف للعلاقات الدولية والتنمية
مستشار سابق في رئاسة الجمهورية
عرض مقالات الكاتب

منذ أن استحوذ رئيس تونس، “قيس سعيد” على مقاليد الحكم وهو يخوض صراعًا مع خصمه اللدود “حزب النهضة”. الحزب الذي تولى السياسة في تونس خلال العقد الممتد بين اندلاع الثورة قبل أكثر من عقد وحتى وصول سعيد إلى السلطة والتي استغلها لصالحه في تنفيذ انقلاب عكسي على الحكومة والبرلمان وقضاء مرة واحدة بغرض تطويعها.

ويستند سعيد في اتهاماته الموجهة للنهضة وزعيمها إلى مزاعم يأتي في مقدمتها، التآمر على أمن الدولة وتحميل النهضة مسؤولية الأزمة في البلاد، محاولاً اجتثاثها وتصفية المعارضة السياسية ككل، وتعطيله نشاطها، بلغ ذلك أشده من خلال توقيف رئيسها راشد الغنوشي وقياديين آخرين.

ناشطون يرون، أن سعيد فشل في إيجاد حلول اقتصادية واجتماعية كانت تعصف بتونس فهرب إلى الأمام عبر استهداف الغنوشي وجماعته، قاصداً إلهاء الرأي عن حقيقة ما يجري في تونس، إلا أن توقيف الغنوشي ربما يشعل تأزماً أكبر في البلاد، لا سيما أن التهم الموجهه إليه لا تستند إلى أدلة وإثباتات، وإنما تقوم على حجج واهية وملفات فارغة.

هل تدرك السلطة القائمة في تونس حجم الضرر الذي تسببه للبلاد بسبب اعتقال رئيس البرلمان الأستاذ راشد الغنوشي؟
شخصياً لا أتصور بأن من أمر بإيداع المفكر والسياسي راشد الغنوشي السجن على خلفية تصريحات سياسية أو تأبين في مقبرة كان واعياً بطبيعة الفعل الشنيع الذي هو تنفيذ لأوامر فاقدة لأي سند عقلاني أو أخلاقي أو قانوني وتعتبر اعتداء فاضح على العدالة وعلى كل ركائز القانون وحرية التعبير.

تابعنا في فيسبوك

شاركت على امتداد الأيام الماضية في عدد من الندوات والمحاضرات التي كانت تتناول قضايا مختلفة مثل المواطنة أو الإسلام فوبيا أو العنصرية أو الصهيونية أو حقوق الانسان أو التنمية المستدامة، وغيرها من القضايا ولكن في كل مرة يقع التعرض لموضوع سجن المفكر والسياسي راشد الغنوشي في تونس مهد الربيع العربي كما تعرف دائماً.
الرجل يعرفه الجميع سواء في الجامعات أو في مراكز التفكير والأكاديميات البحثية أو في دور الأحياء الثقافية أو الدوائر السياسية باعتباره رجل ديمقراطي حداثي ومناصر لقضايا النساء كما أكدت لي واحدة من النواب من حزب حاكم كبير في جينيف كانت التقته مرتان خلال العشر سنوات الماضية، وكانت تحمل عن أدبياته وأفكاره صورة سيئة قبل أن تتحاور معه وتقرأ له لا عنه كما تقول.

تابعنا في تويتر

سجن قامة علمية وفكرية كبيرة بحجم الأستاذ راشد الغنوشي وتقييد حريته بسبب أفكاره المنفتحة، وملاحقة المصلحين والديمقراطيين يعتبر تقديم خدمة للفكر الديني المتشدد والمنغلق أو الفكر الاستئصالي الذي لا يؤمن بالدولةوبالمؤسسات وبالديمقراطية كآلية حكم.
أليس فيكم وبينكم رجل رشيد يقول كفانا عبثاً وتلاعباً بالدولة والشعب والمؤسسات؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى