مسجد (جرين لين) في مدينة برمنجهام بمملكة بريطانيا

يقع هذا المسجد في زاوية بارزة عند ملتقى شارعين بحي جرين لين، فيمدينة برمنجهام، وسمي باسم الحي الذي يقع فيه.
وهو من أقدم المساجد في هذه المدينة؛ إذ يعود تأسيسه إلى سنة ١٨٩٣م، وافتتح رسميا سنة ١٩٠٢م، ولم يبق على حاله حيث تعرض لعدد من التجديدات، أبرزها ما وقع سنة ١٩٧٠م، عندما تم هدمه وبناء مسجد آخر مختلف عنه في الشكل والحجم. ويرتبط المسجد بحركة أهل الحديث السلفية، وصار يدور في فلكها ويتبع قادته طريقة فهمها للإسلام.
ورغم قدمه وظهور عدد من المساجد بعده فقد ظل من أكبر المساجد في هذه المدينة التي أوجد فيها جالية مسلمة كبيرة ولا سيما من اليمنيين المسلمي شبه القارة الهندية الباكستانية؛ إذ يتربع على مساحة كبيرة من الأرض على شكل مثلث، ويتكون من عدة طوابق، ويحتوي المبنى على مصليين يتسعان لأكثر من ٣٥٠٠ مصل ومصلية.
وبجانب ذلك يتضمن المسجد قاعة لاجتماعات الجالية وبعض مناسباتها العامة، ومدرسة قرآنية، ومكتبة عامة، ودكان، وبعض المساكن لإدارة المسجد. ومن ثم فإن المسجد يضطلع بوظائف تعليمية وتربوية عديدة بجانب خدماته الاجتماعية المتصلة بتقوية الأواصر بين المسلمين، وقيامه بتجهيز موتى الجالية المسلمة ودفنهم في مقبرة خاصة بالمسلمين.
يمتلك المسجد هيكلا ضخما تم تصميمه وفقا لنمطين معماريين غربيين هما النمط القوطي والنمط اليعقوبي، مع تزيينه يلمسات من المعمار الإسلامي، فظهر بكل هذه الفخامة الآسرة للأعين، وقد تولى تصميمه المهندس المعماري مارتن تشامبرلاين.
وهو يتكون من عدد من البنايات المتلاصقة، وكانت إحدى البنايات قد بنيت أصلا كمكتبة وحمامات عامة، لكن المهندس المعماري قام بإجراء تعديل عليها حتى تصير مسجدا. وجرى تشييده بالطابوق الطيني الأحمر، وكان بناؤه من الدرجة الثّانية.
وظل هذا المسجد منذ عام ٢٠١١م المركز الأساس في مدينة برمنغهام للاحتفال بعيد الفطر؛ حيث تقام الصلاة في الهواء الطلق بحضور عشرات الآلاف من المسلمين، ووصل العدد في عام ٢٠١٦م إلى ٨٨ ألف مصل بالتشارك مع خمسة مساجد محلية أخرى!

ومن الواضح أن المسجد تحفة معمارية رائعة بكل المقاييس؛ سواء بتخطيطه المتميز وقوامه المرتفع، أو بمعماره المتقن ولونه البني، أو بواجهته المبهرة ومآذنه الشبيهة بأبراج الكنائس، أو بنقوشه البديعة وزخارفه المذهلة!