تقارير

لإجبارهم على العودة.. “قنصلية النظام” بالسودان تسرق جوازات سوريين عالقين في بورتسودان

فريق التحرير|

من تركيا إلى لبنان وانتهاء بالسودان الآن، وكأنما قُدّر للسوريين في بلاد الشتات القهر والعذاب والقتل والتهجير المتواصل، فما يزال نظام الأسد يحاول دائمًا عند كل مصيبة تحل بالسوريين في أي دولة استثمار معاناتهم ومآسايهم.

في حديث خاص لـ “رسالة بوست” مع (ع.ت) وهو سوري موجود بالخرطوم وانتقل مؤخرًا إلى بورتسودان، بسبب اشتداد المعارك العسكرية في العاصمة، وتدهور الوضع الأمني والمعيشي، يروي لنا قصة السوريين العالقين في بورتسودان بعد قيام موظفين اثنين في مكتب السفارة السورية التابعة للنظام بسرقة جوازاتهم.

تابعنا في تويتر

بداية القصة

يقول (ع.ت): منذ أسبوع توجهت مع أسرتي إلى بورتسودان بناءً على معلومات تفيد بنية المملكة العربية السعودية إجلاء الرعايا والمواطنين الأجانب من السودان إلى جدة السعودية، وبعد وصولنا إلى بورتسودان اتجهنا إلى عناصر وأفراد من السفارة السعودية في هيئة السفن والموانئ لتسليم جوازاتنا بغرض تنسيق رحلة العبّارة الصغيرة التي تتسع 200 راكب فقط، مع العلم أن عدد الرعايا المنتظرين من مختلف الدول تجاوز الـ 5000.

مضيفاً، “في اليوم الأول والثاني لم يلحقنا أي دور بسبب الأعداد الكبيرة، وفي اليوم الثالث تفاجأنا بقدوم مندوبين اثنين من السفارة السورية في الخرطوم (يائيل وميشيل) بعد طلب مكتب السفارة السعودية لهما بغرض تدقيق الجوازات.

وعند اطلاعهما على الجوازات السورية والتي كان أغلبها لشباب في سن الخدمة العسكرية، فضلاً عن أن الكثير من أسماء الرعايا هي مطلوبة للنظام، طلبا من المنسق السعودي أخذ الجوازات السورية منه، ثم بدأا بإقناع السوريين أن هناك سفينة روسية ستنقلهم إلى ميناء طرطوس واللاذقية، ثم سيقدمون لنا مهلة ثلاثة أشهر لإجراء تسوية أو دفع بدل للمتخلفين أو السفر مرة أخرى من دمشق إلى أي دولةلمن أراد”.

يكمل (ع.ت) حديثه، حصلت مشادة بيني وبين وموظفين النظام بعد امتناع الموظفين تقديم أي ضمانات بعدم تعرض النظام السوري للسوريين المطلوبين، ولم يحل الأمر إلا بعد تدخل عناصر أمنية سودانية.

توجه (ع.ت) مع عدد من السوريين العالقين إلى مكتب السفارة السعودية لتقديم شكوى ضد المندوبين السوريين الذين احتجزا الجوازات، فطلب المندوب السعودي منهما تسليمنا الجوازات، إلا أنهما وعدا بأن التسليم سيكون في السادسة مساء من يوم الأربعاء الفائت، ومنذ ذلك اليوم إلى تاريخ كتابة التقرير لم يسلم المندوبان الجوازات السورية للرعايا السوريين بعد اختفائهما عن العين.

تابعنا في فيسبوك

وضع إنساني وصحي متدهور

حسب (ع.ت)، فإن “الوضع الحالي في بورتسودان متدهور، وخاصة بالنسبة للسوريين العالقين هناك بعد سرقة جوازات سفرهم من مندوبي سفارة النظام في حكومة دمشق، وأن كثيرًا منهم اضطر لبيع أغراضه الشخصية لتأمين وجبات طعام لأولاده، وأن كثيرًا منهم يبات في الشوارع والأرصفة، ما أدى لتأزم أوضاع الكثير منهم صحياً، وحدوث إصابات مرضية وخاصة بين الأطفال، وسط تقاعس المنظمات الإغاثية والطبية والأممية”.

وناشد (ع.ت) المنظمات الدولية والحقوقية لتسهيل إجلاء السوريين الذين يحاول النظام إجبارهم على العودة لدمشق، لافتاً أن القتل والسجن والتصفية هي ما ينتظرهم، كما ناشد الجهات الحقوقية المختصة بالضغط لإعادة جوازاتهم وتسهيل إجلائهم إلى أي دولة أخرى بسرعة عدا سوريا.

وكان مواطنون سوريون عالقون في مطار “الصافات” العسكري قرب العاصمة الخرطوم قد دعوا لإجلائهم من السودان، دون أي استجابة لمناشداتهم من قبل حكومة دمشق.

فيما اختار كثير منهم التوجه إلى المطار على أمل إجلائهم كبقية رعايا الدول، لأن التوجه للحدود المصرية أو ميناء بورتسودان شاق ومكلف مادياً، ويصل إلى 500 دولار للشخص الواحد، في وقت لم يعد لدى اللاجئين سيولة بسبب تعاظم النفقات.

بالمقابل فقد أكد لاجئون عالقون بالمطار أن إحدى الطائرات الأوروبية رفضت إجلاء العائلات رغم أن الطائرة فارغة، بعد أن عرفت أن اللاجئين يحملون الجنسية السورية.

ويوجد في مطار “الصافات” العسكري نحو 32 سورياً منذ يوم الإثنين الماضي، لكن عمليات الإجلاء تعترضها الكثير من العوائق، إذ يشترط الطيران المصري والأوروبي والكندي وجود تأشيرة لنقل السوريين.

وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 700 سوري عالقون في الخرطوم ومحيطها، فيما كشفت مواقع إعلامية عن تعرض العائلات السورية للنهب والسلب خلال خروجها من السودان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى