خطورة “محمد قحطان”!
يستغرب كثير من إفراج الحوثيين عن وزير الدفاع وقادة ألوية عسكرية أسروا وهم يقاتلون في الميدان، وذلك في صفقة تبادل مع الشرعية، بينما رفضوا الإفراج عن السياسي محمد قحطان، وكأن هؤلاء لا يعرفون أن قحطان أسر وهو يشن حربا كيميائية ضد خصومه، ولو ضبط وهو يركب دبابة أو مصفحة، أو يطلق صاروخا أو يستخدم مدفعا لكان وضعه أفضل وجرمه أصغر!
ولهؤلاء المستغربين أقول: هل صحيح أنكم بعد كل هذه السنوات من الانكشاف الحوثي وحرمان أسرة قحطان حتى معرفة إن كان حيا أو ميتا، لم تعرفوا بعد سبب تشدد المليشيات في حق قحطان رغم أنه مجرد سياسي أعزل اختطف من بيته؟!
وإن كنتم حقا لا تعرفون، فهذه رؤوس أقلام تجيب عن تساؤلكم:
إنها الرمزية التي يمثلها قحطان في مجال الفكر الواعي الذي تمتلئ به جوانحه والذي يمثل خطرا داهما على دعاة الكهانة والخرافة، ومن يقف خلفهم سواء وقفوا بصورة واضحة ومباشرة أو بصورة خفية وماكرة!
إنه الإيمان بأن الناس سواسية أمام الله وأمام القانون مع السعي لتجسيده في دولة المواطنة المتساوية، والذي يهدد نظريات الاصطفاء السلالي التي تفرز الناس بحسب جيناتهم الوراثية، لا وفق كفاءاتهم وقدراتهم ومعارفهم!
إنها الدولة المدنية التي ظل قحطان يحمل مشروعها على كاهله طيلة سنين عددا، وبلا شك فإنها تزعزع مشروع الدولة الدينية التي يحكم فيها جبابرة وفاسدون باسم الله.. وإنها الديمقراطية التي تجعل السيادة للشعب في مقابل الثيوقراطية التي يزعم كهنتها أن حيوانات منوية محددة ومحدودة هي من تحدد من له الحق بالحكم من دون جميع الناس!
إنه امتلاك الوعي الجمعي والحس الائتلافي الكفيل بإخراج اليمنيين من لعنة التشرذم الفكري والسياسي والانقسام السلالي والطائفي والتخندق المناطقي والسياسي!
اقرأ: ماهي قوات “الدعم السريع” التي تقاتل الجيش السوداني وتسعى للسيطرة على البلاد؟
إنه الفكر المعتدل الذي يستطيع سحب البساط من تحت أقدام المتطرفين من كل جهة واتجاه، والذي يحمل القابلية للتعايش مع كافة المكونات، ويملك القدرة على الإقناع وجمع المختلفين حول كلمة سواء، تحشد جميع الطاقات في ساحات التعمير بدلا عن التدمير، وتُكتِّل جميع الرؤى والمشاريع في مضامير التكامل بدلا عن التآكل!
تعليق واحد