مقالات

القضية ليست شخص أردوغان!!

مصعب الأحمد

كاتب وباحث وشاعر سوري
عرض مقالات الكاتب

القضية انتخاب الإسلام في تركيا
انتخاب العدالة،التنمية،الاصلاح،المواقف، الاستقرار، سيادة القانون، الحكم المدني، المنافسة اليوم على الإسلام في تركيا يجب أن نقولها بكل صراحة.
الكارثة أن بعض العرب لم يعتادوا الانتخابات في بلادهم لأنهم يعرفون النتائج مسبقا، لذا لا يهتمون بالذهاب للانتخابات والمشاركة بها، في تركيا يقول بعض المجنسين في أكثر من دائرة، تواصلت معنا الأحزاب الأخرى لكسب ودنا، وأصواتنا، وحزب العدالة لم يتواصل معنا ولا أعارنا أي انتباه.. وقلت هذا لاعضاء الحزب بنفسي : على ماذا تعولون؟
هل النجاحات السابقة أو الشعبية السابقة كفيلة في حسم معركة هي الأخطر؟ قالوا النجاح مضمون ونحن مطمئنون!!، قد لايقف أحد في وجه أردوغان نعم، ولكن ماذا لو حصل ما هو غير متوقع خاصة أن نشاط المعارضة تضاعف إلى ستة أضعاف؟ كما حصل في انتخابات بلدية أنقرة وأسطنبول الكبرى؟
هل يعتمدون على أن أغلب المجنسين مسلمين، وأن الإسلام كفيل أن يوجههم إلى انتخاب أردوغان؟ العرب لم يعتاوا الانتخابات. وقد سألت غير واحد هل أتخبت سابقا قال لا.
واجب العرب المجنسين وهم بمئات الآلاف بل يربوا عن مليون ربما، أن لا يتركوا صوتا واحداً إلا ويضعوه في خانة الإسلام أولا متمثلا بشخص العدالة والتنمية.
الصراع شديد والمعركة ضروس.
العالم الإسلامي كله يتابع مايجري الآن وما سيجري في تركيا، لكنه لا يتحرك على أي صعيد باعتبار أن هذا شأن داخلي لتركيا، والعالم الغربي يتابع أيضا بل ويتدخل، وينصر ويسخر آلته، بل لقد زار السفير الأمريكي حزب المعارضة علنا برسالة واضحة إلى تأييد الولايات المتحدة لهم. واكتفى أردوغان بقوله سنلقنهم درساً عبر الصناديق.
‏”الأحمق أصبح وزيرا والأغبى أصبح صانع أسلحه يا للعجب”
يقول أردوغان: مخاطبا الشارع : لم يكتفوا بإدخال ذراع تنظيم pkk على طاولتهم، بل يخبروننا بما سيفعلونه بعد الانتخابات. سيطلقون سراح دميرتاش، لم يكتفوا بل يقولون إنهم سيغلقون رئاسة الديانة التركية… أي أيام سنراها حينما يصبح الأحمق وزيراً والأغبى صانع أسلحة.
انضمام حزب إسلامي للمعارضة على ضعفه وفقده للقوة الشارعية وانتقاداته، لكنه يمكن أن يجعل قسماً من الإسلاميين يتجه باتجاه الصناديق الموازية..
عين العالم على تركيا، والغرب لا يعنيه كثيراً عاصمة دينية بين الرمال يحكمها أعراب همهم البطن والكرسي، لكن يخشون تماما ويرتعدون من قيام مارد كان إلى زمن قريب يمثل خلافة كانت تهدد أوروبا وهو على تخومها.
الإعلام بيد الأعداء وهو أقوى سلاح لزييف الوعي فعلام يعول جماعتنا؟
لاننكر أن اهتمام العدالة والتنمية تضاعف في السنوات الأخيرة إلى أربعة أضعاف بالإعلام لكن لا ينبغي أن نغفل أنه تضاعف أيضا عند أعداءهم.
نعم أردوغان ليس كما يريده الإسلاميون تماما، فهو شخص يعمل ضمن المتاح له، والممكن، وتحميله مالا يحتمل وكأنه يتحكم بالدنيا دون النظر في الدولة العميقة والتوازنات هبل سياسي، هو يعرف قواعد اللعبة ويتقن فن استعمال الورق، في ملعب خبيث قذر لاقيم فيه ولا أخلاق، لكنه أيضا ليس كحافظ الاسد.
يقول المغيبون للوعي هل فكر قادة الثورة في الشمال بمصير ملايين المنكوبين من أهل السنة ومصيرهم للمرحلة القادمة؟؟!
بعد الإنتخابات التركية و فوز أردوغان، سيكون برنامج حكومته عودة اللاجئين و مصالحة الأسد!
ماذا سيكون المصير..
تركيا اللتي حمت واحتضنت اللاجئين كل تلك الفترة السابقة بل احتضنت لاجئي عدد من الدول ومظلوميهم وإسلامييهم، لن تتخلي عنهم ولكنها تعمل ضمن المتاح وتغلب المصالح على العواطف.
لن تقبل إلا بحل الأمر على أساس سياسي فلا يروجن أحد أن البيع تم والأتراك قبضوا الثمن.
لأنهم لو أرادوا ذلك لفعلوه من البداية وكفوا أنفسهم المعارضة وهم القتال والشارع المحتقن.
قد تختلف مع أردوغان أو تتفق، لكن لايجب أن تخلف على الإسلام في تركيا ورمزية السلطة والكرسي في حفظه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى