مسجد “السلطانة جماح” في بلدة بوكيت جيلوتونغ الماليزية
يقع هذا المسجد في بلدة بوكيت جيلوتونغ التي تقع بالقرب من مدينة شاه عالم في إقليم سلاغور بماليزيا، ذلك البلد الاستوائي الجميل. وقد سمي المسجد باسم حرم سلطان سلاغور السيد هشام الدين علم شاه.
جرى تأسيس المسجد في عام ٢٠١٢م، وتم افتتاحه في ١٣ آذار عام ٢٠١٣م، في حفل شعبي ورسمي كبير تقدمه السلطان شرف الدين إدريس شاه سلطان ولاية سلاغور.
قام بتصميم المسجد المهندس المعماري سايم داربي، ويبدو أنه قد مزج في تصميمه بين الأصالة والمعاصرة ووازن بين الفنون المعمارية المحلية وبين الفن العربي الأصيل.
تم تخطيط المبنى الكبير على شكل مستطيل وسط طبيعة ساحرة، بحيث يشعر المرء وكأنه في فردوس سماوي بالغ الروعة، حيث يستقيم المسجد بهيكله الجذاب، وتنبثق من أطرافه الأربعة أربع مآذن شامخة البنيان، وهي ذات أشكال مربعة وقبل الوصول إلى الذروة تنفتح من كل مئذنة شرفة واسعة تطل على مفاتن هذه المدينة المتلفعة برداء أخضر بالغ السحر مع مسطحات تدهق بمياه فراتية كأنها اللؤلؤ!
وفي وسط سطح المصلى الرئيسي تبرز قبة ضخمة، سواء بقطرها العريض أو ارتفاعها العالي، وتزدهي بنقوش هندسية تحمل نفس لون القبة، وهو نفس لون المسجد كله الذي اكتسب لون الشمس وكأنه قد اتحد مع أشعتها التي تلمع عند الشروق!
ويتسم داخل المسجد بالبساطة والأناقة في آن واحد، فزينته محدودة وغير معقدة، لكنها في منتهى الجمال، وجرى استخدام الخطوط العربية بصورة أساسية في هذا المضمار، وهذا من واضح من البوابة التي تستقبلنا بآية قرآنية ذات صلة بالصلاة!
ويحيط بالمسجد فناء واسع، تم توزيع مساحاته بين بحيرات اصطناعية، ومروج خضراء، ومواقف للسيارات، وممرات لمرتادي المسجد وللزوار والسواح الذين يأتون للاستمتاع بجمال هذا المسجد الواقع في أحضان الطبيعة الخلابة!
يشتمل المسجد على سائر الأقسام والبُنى الأساسية لقيامه بأداء رسالته التعليمية والاجتماعية نحو المجتمع المسلم الذي يسكن هذه البلدة الفاتنة ولا سيما في الصيف، بجانب توفير الظروف المثالية للمؤمنين لإقامة الصلوات بكل خشوع، في مصليات رجالية ونسائية تتسع لآلاف المصلين.
