فنجان سياسي

عن الشيخ والقطة… هل المسلمون إرها…بي..ون؟


فراس العبيد/
لسنا إرهابيين.. لكن يمكن أن نكون كذلك إذا تسلط علينا أعداء الله، بل نحن مأمورون بـ”إرهاب العدو”، حت قبل أن يتسلط علينا (جهاد الطلب)، قال تعالى: ((قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)) التوبة: (29). وهو جل جلاله القائل: ((فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ)) التوبة: (12)، جهاد ضمن منهجٍ ربانيٍّ حكيم، ﻻ يأتيه الباطل من بين يديه وﻻ من خلفه، فيه تفصيل كل ما يتعلق بأمر الغزوات والقتال “الجهاد”.
لكننا لسنا إرهابيين بالمفهوم الذي شوّهته سينما الطواغيت العرب، والدول الصهيو-صليبية، فخلعت قلوب البعض، ووجدت نفسها في القفص متهمة لا تعرف كيف تقيم الحجة، وتتنصل من “الجهاد”، تحت دعوى أننا “أيضًا متحضرون نضحك كما يضحك الغرب”، لنقع في إشكالية “اﻹقرار بأننا “متخلفون” نفر من ديننا!!
ثم ينادي المرجفون بـ”الوسطية” و”مكافحة اﻹرهاب” وهم يقصدون “وقف الجهاد”، وتحت مسمى “حوار الأديان” وما شابه من دعواتٍ ﻻ تستقيم عقلاً ومنطقاً، فكيف يقر المؤمنون الموحدون بـ”الشرك” و”الكفر”، مع التذكير هنا بقوله تعالى: ((لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) الممتحنة: (8)
واﻵيات في القرآن والسيرة النبوية الشريفة، واضحة الدلالة، مفهومة المقصد، كما أنّ اﻹسلام أتى حاملاً راية الرحمة والعزة، في توازنٍ محكم من لدن رب العالمين جل جلاله، يسير المسلم بين دفتي الرحمة بالخلق والعباد، لكنه في الوقت ذاته عزيز في دينه ونفسه، فلا يعطي الدنية، ضمن منهجٍ معتدلٍ بين الرحمة والسيف (الجهاد)، فلا خجل وﻻ استحياء من كونه جل جلاله دعانا لقتال من خالف دينه تحت مسمى “الخوف من التصنيف كإرهابيين”.
قال تبارك وتعالى: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ )) آل عمران: 159
وقال جل جلاله: ((لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)) الأحزاب: (21).
وجاء في تفسير اﻹمام الطبري رحمه الله؛ “القاسي القلب، غير ذي رحمة ولا رأفة”.. وكذلك كانت صفته صلى الله عليه وسلم، كما وصفه الله به: ((بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) التوبة: (128)” أهـ.
وغيرها من اﻵيات: ((فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ )). النساء: (84)
وفي الحديث الشريف؛ “جاهِدُوا المُشرِكينَ بِأَموالِكُمْ وأَنْفُسِكُم وأَلسِنَتِكُم”. رواهُ أَبُو داود بإسنادٍ صحيح.
وحياته صلى الله عليه وسلم، كانت بين الجهاد والرحمة كما هو معلوم بالضرورة، كذلك نحن مأمورون بأن نتأسى به صلى الله عليه وسلم ونقتدي بهديه الشريف.
ومناسبة الكلام السابق؛ انتشار المقطع على “يوتيوب” لـ”الشيخ والقطة”، في إحدى الصلوات، بأحد المساجد، والتي تم تداولها عبر منصات التواصل اﻻجتماعي على أنها حالة تمثل “اﻹسلام” و”قيمه” المتضمنة “الرحمة”.
واختصر ما كنت أحاول قوله من معانٍ في كلام للصحفي اﻷستاذ “حازم نهار” وجدته شافياً، ماتعًا، يقول:
1- عندما تتعامل مع مشهد الشيخ والقطة على أنه مشهد خارق فهذا يعني أن الطبيعي والسائد هو عكس ما شاهدته، أي التعامل غير الرحيم مع الحيوانات، وفي هذا إدانة غير مباشرة لسلوكنا.
2- عندما تريد مواجهة العالم بهذا المشهد لتقول له إننا متحضرون فهذا يعني أنك تقر، بطريقة غير مباشرة، أننا لسنا كذلك، وأنَّ الرؤية السائدة عنا عالميًا صحيحة، وأن لديك عقدة نقص تجاه هذا العالم تقضّ مضجعك دائمًا.
3- عندما تستخدم هذا المشهد اليوم تحديدًا في الترويج لدينك فهذا يعني أنك مقتنع في العمق بضرورة مخاطبة العالم وفق منطقه وعصره، وأن أساليب الترويج السابقة بائسة وتفعل العكس.

وأضيف، المقطع من أجمل ما رأينا وفيه من المعاني السامية، لكننا لسنا مضطرون لنبرر للآخرين سلوكنا بل نعتز بالإسلام والجهاد والقوة.. والعزة والرحمة… هذا حال المسلم مع الخلق عامة اتزان أمره به الله تعالى.
وأخيراً؛ أختم بالذي هو خير؛ قوله تعالى: ((إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ )) غافر: (51).
والله غالبٌ على أمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى