منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (159)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الرابع: الدولة العثمانية
37- السلطان عبدالمجيد الثاني بن عبدالعزيز
تولى الخلافة عام 1340هـ = 1921م
ألغيت الخلافة في 27 رجب 1342هـ / 3 آذار 1924م.
توفي سنة 1363 هـ = 1944م. وقيل: سنة 1341هـ
اسمه ونسبه:
عبد المجيد الثاني ابن السُّلْطَان عبد الْعَزِيز ابن السُّلْطَان مَحْمُود خَان الثَّانِي ابْن السُّلْطَان عبد الحميد الأول ابْن أحْمَد الثَّالِث بْن مُحَمَّد الرَّابِع بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد بْن مُحَمَّد الثالث ابْن مُرَاد الثالث بْن سليم الثاني بْن سُلَيْمَان القانوني بْن سليم الأول فاتح مصر وَالشَّام ابْن بايزيد خَان بْن مُحَمَّد خَان فاتح الْقُسْطَنْطِينِيَّة ابْن مُرَاد الثاني بْن مُحَمَّد الأول ابْن يلدرم بايزيد بْن مُرَاد بْن أورخان بْن عُثْمَان خَان الْغَازِي
ولايته:
اعتزل محمد وحيد السادس السلطة، وتنازل عن الخلافة عام 1340هـ = 1921م، ونودي بابن عمه عبدالمجيد الثاني بن عبدالعزيز، الذي أصبح الخليفة، والذي جرد من السلطات السياسية كافة. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 364، بترقيم الشاملة آليا)
عزل السلطان عبد المجيد وإلغاء الخلافة العثمانية.
في ربيع الأول 1341هـ = 1922م قام مصطفى كمال أتاتورك – وكانت بيده مقاليد الأمور في تركيا – بإلغاء السلطنة العثمانية ونفي السلطان محمد السادس، وكان ذلك تمهيدًا لإلغاء الخلافة الإسلامية التي أصدر قرارًا بإلغائها سنة 1924م، ونفى جميع أسرة آل عثمان التي حكمت العالم الإسلامي خمسة قرون، وبذلك نجحت الجهود الغربية الاستعمارية في تدمير الرباط الروحي بين المسلمين، بعد عشرات السنوات من التآمر والمكائد لإسقاط الخلافة. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 377)
في 20 ربيع الأول 1342هـ / 30 تشرين الأول 1923م بعد اجتماع المجلس النيابي في أنقرة ، قرر إلغاء السلطنة والخلافة وإعلان الجمهورية، وانتخب مصطفى أتاتورك رئيساً لها، فعمت الفوضى، وغادر أنقرة عدد من الزعماء واتجهوا إلى استنبول عند الخليفة، وقامت الاحتجاجات، ولكن بدأت الاغتيالات، ودعا المجلس الوطني لعقد جلسة، وقدم مرسوما بإلغاء الخلافة، وطرد الخليفة وفصل الدين عن الدولة، وأمر عبدالمجيد بالسفر إلى سويسرا. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 384، بترقيم الشاملة آليا).

اقرأ: المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (158)


أعماله وأهم الأحداث في أيامه:

  • مؤتمر لوزان لاستقلال تركيا: في 1340هـ = 1921م، بعد ثلاثة أيام من استلام عبد المجيد الثاني الخلافة افتتح مؤتمر لوزان، الذي حضره وفد أنقرة فقط، ووضع رئيس الوفد الإنكليزي كرزون أربعة شروط للإعتراف باستقلال تركيا، وهي إلغاء الخلافة الإسلامية، طرد الخليفة من بني عثمان خارج الحدود، إعلان علمانية الدولة، مصادرة أملاك وأموال بني عثمان، وربط نجاح المؤتمر على ذلك، فأخفق المؤتمر، ورجع إلى البلاد الوفد التركي برئاسة عصمت إينونو. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 367، بترقيم الشاملة آليا)
  • إعادة النظر في بعض مواد معاهدة سيفر الظالمة: في رجب 1340هـ = 1922م وافق الحلفاء على إعادة النظر في بعض مواد معاهدة سيفر الظالمة التي أجبرت الدولة العثمانية على قبولها بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وحاول الحلفاء الوصول إلى تسوية للنزاع بين الأتراك واليونانيين، وقد رفض الأتراك الهدنة حتى يجلو اليونانيون عن الأناضول. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 370)
  • بعد أن تألف الوفد المصري وسافر إلى باريس ولندن، ولم يُجدِ ذلك شيئا حتى جرى اتفاق بين المعتمد البريطاني في القاهرة وبين عبدالخالق ثروت وعدلي يكن وإسماعيل صدقي في 14 جمادى الأولى 1340هـ / 13 كانون الثاني 1922م، ونص الاتفاق على نقاط منها أن تصبح مصر دولة مستقلة لها سيادتها، ووافقت الحكومة البريطانية اعتماد هذا الاتفاق، ولكن أدخلت عليه بعض التعديلات ومنها جعل الهيئة التشريعية بيد مجلسين، مجلس للنواب ينتخبه الشعب، ومجلس للشيوخ يعينه الملك، وضم المشروع تصريحين أحدهما تصريح 2 رجب 1340هـ / 28 شباط 1922م وينص على إنهاء الحماية عن مصر مع أربعة تحفظات، وثانيهما كتاب مفصل عن السلطان وأعلنت إنكلترا إنهاء الحماية عن مصر وتصبح مصر دولة مستقلة ذات سيادة، وأصبح الملك على مصر هو أحمد فؤاد، الذي أعلن في 17 رجب 1340هـ استقلال البلاد واتخذ لقب ملك مصر. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 371، بترقيم الشاملة آليا)
    إلغاء الخلافة العثمانية الإسلامية
    بعد أن أخفق مؤتمر لوزان وعاد رئيس الوفد التركي عصمت إينونو واختلف هو ومصطفى كمال مع رئيس الوزارة وبجانبه الجمعية الوطنية، فاستقال رئيس الوزارة، وبدأت الدسائس، وحل مصطفى كمال الجمعية الوطنية وكثرت الفوضى، وقرر مصطفى كمال إعلان الجمهورية، واجتمعت الجمعية الوطنية ودُعِيَ مصطفى كمال لتشكيل الوزارة، فوافق على ألا يناقش في تصرفاته، وشكل الوزارة، وأعلن الجمهورية بعد اجتماع المجلس النيابي في أنقرة بتاريخ 20 ربيع الأول 1342هـ / 30 تشرين الأول 1923م، فقرر إلغاء السلطنة والخلافة وإعلان الجمهورية، وانتخب مصطفى رئيساً لها، فعمت الفوضى، وغادر أنقرة عدد من الزعماء واتجهوا إلى استنبول عند الخليفة، وقامت الاحتجاجات، ولكن بدأت الاغتيالات، ودعا المجلس الوطني لعقد جلسة، وقدم مرسوما بإلغاء الخلافة، وطرد الخليفة وفصل الدين عن الدولة، وأمر عبدالمجيد بالسفر إلى سويسرا، ثم أصدر مرسوما بإلغاء الوظائف الدينية وامتلاك الدولة للأوقاف وأرسل وزير الخارجية عصمت إينونو إلى لوزان وأعيد المؤتمر واعترفت إنكلترا باستقلال تركيا، وانسحبت من المضائق واستنبول، وطويت صفحة الخلافة العثمانية. حيث ألغيت في 27 رجب 1342هـ / 3 آذار 1924م. هذا التاريخ الأسود هو أول يوم في تاريخ الأرض ينقطع فيه خلفاء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقد كان آخر الخلفاء العثمانيين عبد المجيد الثاني بن عبد العزيز آخر خلفاء الإسلام وهو الخليفة الثاني بعد المائة للمسلمين منذ الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنه وأرضاه. (مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ ص 443، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 384)
  • قيام سعد زغلول بتشكيل أول وزارة وفديَّة: في جمادى الآخرة 1342هـ = 1924م قام سعد زغلول بتشكيل أول وزارة وفدية وذلك عقب الفوز الذي حققه حزب الوفد في الانتخابات التي أجريت في 27 من سبتمبر 1923، وفاز بأغلبية مقاعد البرلمان المصري. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 383، بترقيم الشاملة آليا)
  • مقتل سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام: في ربيع الثاني 1343هـ = 1924م قتل سيرلي ستاك سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام، وقد قام باغتياله أحد الوطنيين المصريين، وعقب مقتله أعلنت حكومة سعد زغلول أسفها عن الحادث ووعدت بعقاب المسئولين عنه. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 388)
    تنازل مصر لليبيا عن واحة جغبوب: في جمادى الأولى 1344هـ = 1925م تنازلت مصر لليبيا عن واحة جغبوب التي كانت من معاقل الدعوة السنوسية، وذلك بإيعاز من بريطانيا، وتم بعدها بأيام عقد اتفاق بين كل من إنجلترا وإيطاليا في 20 جمادى الأولى 1344هـ والذي تم بمقتضاه النزول عن واحة جغبوب وضمها مع أجزاء أخرى من غرب مصر إلى ليبيا التي كانت تحت الاحتلال الإيطالي. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 397)
  • في رجب 1344هـ = 1926م قررت الحكومة التركية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك قراءة القرآن الكريم باللغة التركية بدلاً من العربية، وكان حجتها في ذلك أن الأتراك لا يستطيعون تلفظ وكتابة بعض الحروف العربية. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 399، بترقيم الشاملة آليا)
  • إن سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م قد عجّل بانعقاد عدة مؤتمرات، وهي على وجه التحديد مؤتمر مكة المكرمة عام 1924م، ومؤتمر الخلافة بمصر عام 1926م، ثم مؤتمر العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 1926م، ومؤتمر القدس على 1931م. وكان الهدف من هذه المؤتمرات إحياء مؤسسة الخلافة، ثم تعددت أهدافها إلى إيجاد شكل من أشكال الانعقاد المنتظم، وصولاً إلى منظمة إسلامية دائمة، إلا أن هذه الغاية لم يكتب لها النجاح لأسباب عدة: منها تفاقم الخلافات بين كثير من الأقطار الإسلامية، وخضوع معظمها للاستعمار في ذلك الحين، حيث لم يكن مسموحًا لها التعرض للمصالح الاستعمارية على أي نحو كان. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 400، بترقيم الشاملة آليا)
  • في صفر 1345هـ = 1926م قام مصطفى كمال أتاتورك بإلغاء الطرق الصوفية في تركيا، وذلك في محاولاته التي بدأها بإبعاد تركيا عن الإسلام، وقطع كل السبل التي تربطها به وبالمسلمين، حتى الفرق المنحرفة منها. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 401)
    وفاة سعد زغلول: توفي سعد زغلول في 25 صفر 1346هـ = 1927م سعد بن إبراهيم زغلول ولد في إبيانة من قرى الغربية فى يوليو عام 1858م وتوفي والده وهو في الخامسة، التحق سعد زغلول في السابعة من عمره بكتاب القرية, حيث مكث فيه خمس سنوات , تعلم فيه القراءة والكتابة وحفظ القران الكريم في سنة 1873 م. انتقل سعد زغلول إلى القاهرة للإلتحاق بالأزهر، وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده، ولازم جمال الدين الأفغاني مدة، واشتغل بالتحرير في جريدة الوقائع المصرية مع الشيخ محمد عبده، واشترك بالثورة العرابية، وسجن عدة أشهر، ثم أفرج عنه واشتغل بالمحاماة، حتى اختير قاضياً ثم مستشاراً، ثم تولى وزارة المعارف، فالعدل، فوكالة رئاسة الجمعية التشريعية، وقاد مصر بعد الحرب العالمية الأولى، وتسلم رئاسة الوزراء، ورئاسة مجلس النواب، وقام بالثورات ضد الإنكليز، وظهر في صورة البطل الذي عمل على استقلال البلاد، مع أن كل ما كان يفعله تحت مرأى ومسمع إنكلترا، بل قيل هي من كلفته بالعمل للسفر إلى باريس لعرض قضية استقلال البلاد، حيث نفته إلى مالطا ليصبح بذلك بطلاً وطنياً، وكانت زوجته صفية فهمي التي تعرف بصفية زغلول على مبدأ الغرب، هي من قامت بحرق حجابها بعد أن خلعته هي وهدى شعراوي في أحد تلك المظاهرات، توفي في القاهرة. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 403، بترقيم الشاملة آليا)
    تأسيس الوكالة اليهودية العالمية: في عام 1907 أنشأ الحزب اليهودي منظمة عسكرية من اليهود الأوروبيين تسمى (بارجيورا) ثم تأسست الوكالة اليهودية عام 1923 بقرار من المؤتمر الصهيوني الثالث عشر، وهي الوكالة التي أخذت على عاتقها تنشيط هجرة اليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين بشتى الوسائل، وهي منظمة يهودية صهيونية، أقيمت بمبادرة من بنيامين زئيف هرتسل في المؤتمر الصهيوني الأول، الذي انعقد في بازل عام 1897 بصفته برلماناً عاماً لليهود. انعقد المؤتمر من أجل بحث سبل تحقيق أهداف الصهيونية، كما هو منصوص عليها في خطة بازل: “إقامة وطن للشعب اليهودي في أرض إسرائيل، حسب الشريعة الدولية”. وعليه، اتخذ المؤتمر إجراءات لإنجاز هذه الخطة: توطين اليهود الفلاحين، وأصحاب المهن وأرباب الصناعة في أرض إسرائيل؛ تنظيم وتوحيد الشعب اليهودي بأسره عن جراء المؤسسات الملائمة، والمحلية والعامة بموجب القوانين الخاصة بكل بلاد وبلاد؛ تقوية العواطف اليهودية القومية، والاعتراف القومي اليهودي؛ إجراء النشاطات التمهيدية بهدف الحصول على موافقة الحكومات التي بوسعها المساعدة على تحقيق هدف الصهيونية. ولدى إقامة المنظمة الصهيونية انخرطت فيها حوالي 260 جمعية من “حوففي تصيون” (محبي صهيون) من روسيا ومن شرق أوروبا. وفي بداية طريقها عملت المنظمة الصهيونية على توطيد الإستيطان في أرض فلسطين حيث أقامت هيئات بهدف مساعدتها على نيل أهدافها. على سبيل المثال: تم تأسيس بنك كنز الإستيطان اليهودي عام 1899 بهدف تمويل فكرة هرتسل في شراء إمتياز لتوطين اليهود في أرض إسرائيل من أيدي المملكة العثمانية. ثم تم اعتبار ضائقة الشعب اليهودي مشكلة سياسية عالمية يجب التعامل معها على الصعيد الدولي، وعمل على إنجاز الهدفين الرئيسيين: الأول – إقامة وطن للشعب اليهودي في أرض إسرائيل بموافقة من الدول الكبرى، عن جراء “شارتير” (وثيقة حقوق سياسية يتم الحصول عليها بالمفاوضات الدبلوماسية) كما تقرر في خطة بازل، والآخر – تقوية وتطوير المنظمة الصهيونية، من أجل أن تتحول إلى هيئة ذي أهمية في المفاوضات السياسية، إذ في يوم من الأيام سيكون بمقدورها تولي قيادة المشروع الاستيطاني. هذا, ومارست المنظمة الصهيونية العالمية نشاطاتها بصورة دبلوماسية, وخاصة في المملكة العثمانية وفي ألمانيا, ولكن لم تؤد الجهود السياسية المباشرة التي بذلها هرتسل إلى النتائج المنشودة. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 409، بترقيم الشاملة آليا)
  • ثورة حائط البراق في فلسطين: في ربيع الأول 1348هـ 1929م اندلعت في فلسطين ثورة معروفة باسم حائط البراق في أغسطس من العام 1929م لكن إرهاصاتها تعود إلى نحو 12 شهرا سابقة على هذا التاريخ مع وقوع عدد من المواجهات بين الفلسطينيين واليهود في ” القدس ” بسبب حائط البراق – الحائط الغربي للمسجد الأقصى – الذي أطلق عليه اليهود اسم ” حائط المبكى ” وذلك بعد أن انعقد المؤتمر الصهيوني العالمي السادس عشر في مدينة ” زيورخ ” السويسرية في صيف 1928م وخرج ” الحزب الإصلاحي ” بزعامة الصهيوني المتطرف ” زئيف جابوتنسكي ” من المؤتمر بأجندة جديدة داعياً اليهود في فلسطين إلى التسلح، وسلوك طريق العنف، واستخدام القوة لتحقيق أهدافهم، ثم خرجت مظاهرات يهودية يوم 15 أغسطس 1928م حتى الحرم القدسي الشريف انتهت إلى “حائط البراق” وقام اليهود برفع العلم اليهودي على الحائط رافعين شعار يقول ” الحائط حائطنا ” منشدين الأناشيد الصهيونية. وكان القائد العسكري البريطاني الميجور “ساندرس” قد بدأ بتوزيع السلاح على اليهود في فلسطين، وتجنيد بعضهم في الفرق النظامية للجيش البريطاني، باعتبارهم من الرعايا البريطانيين، أي من حاملي الجنسية الإنجليزية. إلى أن كان يوم 15 أغسطس من العام 1929م حيث كان اليهود يحتفلون بعيد الغفران فقامت منظمة “بيتار” الصهيونية المتطرفة بزعامة “يوسف ترمبلدور” بتنظيم مظاهرة للاستيلاء على الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف بحجة أنه من بقايا الهيكل فاندلعت الثورة في “القدس” أولاً ثم في عموم فلسطين بعد ذلك، حيث اجتاحت الاشتباكات مدن “الخليل” و”عكا” و”حيفا” و”يافا” و”صفد” و”بيسان” وغيرها من مدن فلسطين. وبعد عدة أيام من الاشتباكات المتفرقة بين العرب من جهة وبين اليهود وقوات الاحتلال البريطاني الموجودة في فلسطين، بدأت ثورة البراق تتخذ طابعاً أكثر تنظيما ففي يوم 20 أغسطس 1929م قامت معركة عنيفة عند ممر البراق في بيت المقدس، لم يتمكن البوليس البريطاني من إنهائها إلا بعد مشقة بالغة، وجدد الفلسطينيون هجومهم في “القدس” وفي أنحاء مختلفة من فلسطين خاصة على المجموعات المسلحة من اليهود استمرت طيلة يوم 23 أغسطس، جرح خلالها 107 من الجانبين وخسر اليهود 28 قتيلا، وقتل 13 من العرب وكانت هذه المعركة تدور في مدينة “القدس” من شارع إلى شارع ومن ركن إلى ركن، ومع سريان أنباء الثورة في عموم فلسطين قامت معركة أخرى في مدينة “الخليل” جنوبي “القدس” حيث أعلن رسمياً عن مصرع ستين يهودياً وإصابة خمسين آخرين، وهوجمت مراكز البوليس البريطانية، ونشبت معركة جديدة في ضواحي الخليل، وفي صفد نشبت معركة أخرى في نفس يوم معركة مدينة الخليل، استمرت لساعات طويلة جرح خلالها 28 يهودياً، وقتل تسعة آخرون، وفي توثيق الكاتب عيسى السفري لأحداث ثورة البراق في فلسطين – كما عاصرها – يقول: إن الثورة استمرت 15 يوماً، قتل وجرح خلالها 472 يهوديا.(الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 410، بترقيم الشاملة آليا)
    عمر المختار:
  • عمر بن مختار بن عمر المنفي نسبة إلى قبيلة منفة في بادية برقة بليبيا تعلم في الزوايا السنوسية وجعله محمد المهدي السنوسي شيخا على زاوية القصور بالجبل الأخضر، خرج لجهاد الطليان بعد أن احتلوا مدينة بنغازي عام 1329هـ، وصمد للعدو صموداً منقطع النظير، جعله في أوائل الأبطال في الجهاد الليبي ضد الطليان، وبينما هو في سرية من رجاله تقدر بخمسين فارساً بناحية سلطنة بالجبل الأخضر يستطلع مواقع العدو فوجئ بقوة من الأعداء أحاطت به فقاتلها واستشهد أكثر من كان معه، وأصيب هو بجراح بعد أن عقر جواده، فانقض عليه الطليان وحُمِل أسيراً وهو لا يُعرَف، ثم حُمِلَ إلى سوسة فعرفوه، فنقل بطراد إلى بنغازي، وسجن أربعة أيام، ثم حققوا معه ثم أعدم شنقا في مركز سلوق ببنغازي في 4 جمادى الأولى 1350هـ = 1931م، وعمره يومها خمسة وسبعون عاماً، ومع ذلك كان يجاهد على جواده، يقوم بنفسه بالاستطلاع، فرحمه الله وقبله عنده في الشهداء. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 417، بترقيم الشاملة آليا)
    تأسيس مجمع اللغة العربية بمصر.
    في شعبان 1351هـ = 1932 تأسَّس مجمع اللغة العربية بالقاهرة ، وبدأ العمل فيه سنة 1353هـ. وقد رأسه محمد توفيق رفعت ثم أحمد لطفي السيد ثم الدكتور طه حسين ثم الدكتور إبراهيم مدكور ثم الدكتور شوقي ضيف. نص مرسوم إنشاء مجمع اللغة العربية الذي أصدره الملك فؤاد الأول عام 1932م على أن يتكون المجمع من 20 عضوًا من العلماء المعروفين بتبحرهم في اللغة العربية، نصفهم من المصريين، ونصفهم الآخر من العرب والمستشرقين. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 421، بترقيم الشاملة آليا)
    وفاته:
    توفي السلطان العثماني عبد المجيد الثاني سنة 1363 هـ = 1944م. (الوفيات والأحداث ص 202، بترقيم الشاملة آليا) وقيل: سنة 1341هـ (احتساب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ص32)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى