مقالات

لماذا نُهزم في سوريا؟

العميد د. م. عبد الناصر فرزات

عرض مقالات الكاتب

سؤال يٌحيير الجمع، لماذا نُهزم؟ بالرغم من أننا نملك كل مقومات القوة، علينا أولاً أن نعترف اليوم أننا في أزمة على مستوى الفرد والجماعة والفريق والوطن والأمة، وأن عوامل أزمتنا هي: خارجية دولية تتمثل في سيطرة الدول العظمى على بلادنا فكرياً واقتصادياً، وعربية تتمثل في القيادات الفاشلة، وداخلية نفسية أنانية يجب التخلص منها والخروج من عالم النفس إلى عالم الجماعة والوطن والخروج من العزلة والفردية إلى عالم الجماعة والجد والعمل.

ويجب علينا أن نعلم أن عوامل وأساليب ووسائط الصراع والسيطرة الحالية ليست كما كانت في الماضي، وأن سياسة العالم اليوم، هي لاأخلاقية لاإنسانية لادينية، وإنما هي سياسة مصالح وأرباح وإركاع وإذلال للشعوب الحرة، فنحن اليوم في عالم متفوق على الشر ذاته في المكر والخداع والاستعباد والسلب والنهب. 

ويجب أن نعلم أن أعداءنا وإسرائيل لم ولن ينتصروا علينا بالقوة البشرية أو بالسلاح، بل بزرع الفتن الطائفية والدينية والأقليات والديموقراطية المزيفة وغيرها في النفوس الضعيفة وشراء العملاء، بالإضافة الى الإعلام الكاذب المرئي والمسموع والمقروء.

ولا بد لنا أن نتذكر أن ألمانيا واليابان خرجت من الحرب منهكة مدمرة وتم إعادة بنائها وأصبحت من الدول المتقدمة الأولى في التقدم التكنولوجي خلال بضع سنوات، بعزيمة أبنائها بعد أن تم بناء الإنسان والطفل منذ الولادة وتربيته على العمل الجماعي بروح الفريق وحب الوطن والولاء له. 

تابعنا في فيسبوك

أين المشكلة؟

مشكلتنا في نفوسنا، بالنقد للأخر وعدم نقد أنفسنا والأجدر بنا إصلاح نفوسنا أولاً، كل منا يجد نفسه هو الدولة والقانون والنظام.  

أين الحل؟

الجميع يقول: لازم.. لازم.. لازم.. ويقر بضعفنا ويدرك أنه لا بد لنا من الوصول إلى قيادات مهنية حكيمة قادرة على النهوض بالأمة وتأييد هذه القيادة ودعمها، للنهوض بالمستوى العلمي، وسيادة العدالة والقانون ولكن للوصول إلى ذلك وإعادة بناء الوطن بالشكل الصحيح والوصول به إلى مصاف الدول العظمى، لا بد لنا من:

  • تربية الطفل تربية صحيحة منذ الصغير على قتل الأنا وحب الأخر والعمل الجماعي ضمن فريق.
  • تنمية الروح الوطنية لدى الجميع وتنمية الشعور بضرورة العمل الجماعي.
  • إسقاط كافة الخلافات العرقية والطائفية والحزبية أمام الوطن.
  • العمل على إيجاد ميثاق عمل واضح وصريح لبناء الوطن بغض النظر عن كافة الخلافات والاختلافات.
  • التخلص من العملاء والمتطرفين والمتشددين والمنافقين.
  • احترام الدستور وتطبيق القانون على الجميع.

“عندما نبني الإنسان ستولد القيادة البناءة ونبني الوطن ونتغلب على الأمم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى