مقالات

غاب العجل فكثر خوار المفلسين!

البروفيسور أبو يعرب المرزوقي

فيلسوف إسلامي
عرض مقالات الكاتب

سواء كان المنقلب مريضا حقا أو متمارضا فإن الخدعة تضعنا أمام ما يشبه تحقق حلم المرحوم حنس حنفي

فالموجود على الارض شكل يحاكي حلف لاهوت الكاثوليك والماركسية في امريكا اللاتينية. ولكن بمعنى اليسار الإسلامي المتشيع وكل أكاذيب الباطنية في شعب نكص إلى التخريف بعد عقود من “خوار” اعلام عبد الوهاب عبد الله.

1 فلينين في قرطاج
2 وستالين في الداخلية
3 والإمام المعصوم في “الحسينية”.
4 فهو ليس الإمام الغائب
5 بل هو آية الله الحاضرة بالغياب

والغريب أن المنقلب غيابه جعله أكثر حضورا من حضوره. لكن المعلقين صاروا مدمنين على سماع السب وتلقي الصواريخك فكان خوارهم اشبه بهذيان المدمنين.

كان بوقا يخور فتعددت أبواقه الخوارة: وكثرت الفرضيات. ولسنا بحاجة لأي مننها. فهو لم يكن موجودا من البداية بل كان مجرد مسجلة تكرر نفس الخرافة التي توقف عندها نموه النفسي:

عنتريات صوت العرب وتخريف معمر لكنه معمر مزمر ليس له إلى الأوهام لغياب ثروة يبعزقها مثله.

القطار الثاني استعمله لجرف كل ما يمكن أن يحول دونه والتحول إلى منقذ فجرب خواره ونجح. لأن اصحاب الخوار قبله كانوا اكذب خلق الله فانتطر عليهم بأكاذيب فاقت كل خيال.

وأهمها كذبة هي السيادة في بلد متسول في الحماية والرعاية. وهذا هو الحصان الذي سيركبه من جعل حضوره غيابا وغيابه حضورا: اليوم الكل ينتظر خبر الاعلان عن الفراغ: نحن في لحظة السابع من “نوفمبر الثانية”.

لن يكون عزلا طبيا مفبرك كما في حالة بورقيبة رغم أنه كان وصفا موضوعيا لحاله لأنه قبل عزله بأكثر من عقد لم يبق قادرا على تسسر نفسه فضلا عن تسيير دولة.

الفرق أن هذا كان عاجزا عن تسيير نفسه فلا عن دولة منذ ترشح. ولولا حمق القيادات التي كانت تتوهم أنها وجدت مركوبا ركبها لما كان رئيسا حتى لبلديةن قرية المنيهلة.

المهم أن الأكلة جاهزة. وتقريبا الكل يعلم من سيجلس على المائدة للاكل: لكن حاذر فلن يأكل إلى السم الذي تركه المنقلب. والشعب لم يقق خرا بحيث سؤاكله إياه. سيطالب أولا بمحاسبة القطارين الآفل والسافل

ولا بد قبل دلك من محاسبة من لم يفهموا قدرهم فيغادروا قبل فوات الفوت: تونس لم تعد بحاجة إلى كل ما كان له سهم في ما أوصلها إلى وضعية الإفلاس والتسول بسبب سور التصرف.

فلا يمكن في في دويلة دخلها القومي الخام لا يكفي لبلدية في أي دولة مناسبة للعصر أن يكون نسق عيش من يشرفون عليها من جنس الدول التي لها الشروط الكفيلة به.

أحمق يرأس قرية يريد أن يكون في مقام رئيس دولة بالمعنى المعاصر في حين أن كل دخل بلاده لا يكفي حتى لأجور العاطلين الذين يعاملونها معاملة رزق البيليك وتتقاسمها المافيات الإدراية والنقابية اقطاعيات لهم ولأزلامهم.

كل ما تحصل عليه الجماعة لا يكفي لعنوان التصرف فلا يبقى فيها لتمويل الحد الإدنى للاستثمار الفي الاجتماعيات والوظائف الأدنى للحياة والتربية كيف يمكن لها أن ينقذها من يعتبرون السياسة طريق سريعة لفتح الحسابات في بنوك الجنات الضريبية؟

تونس لم يعد فيها ما يقبل المص. جف ضرعها ودرس زرعها ولم يبق فيها إلى العياط والزياط والكل ينتظر ترشيح الأوصياء عليها من الاجوار وممن يعتمدون عليهم في تحقيق اجنداتهم:

بقاء قاعدة لفرنسا بعد طردها من جل بلاد افريقيا
استعادة مزارات الباطنية في تونس
استفادة إسرائيل لأن الحصاد في كل الحالات لها

و”احب من أحب وكره من كره” لتبون
وتواصل الصراع بين القطبين على جثة الشعوب الإسلامية
ومنها خاصة تونس لكونها رمز شروعهم في الخروج من الاستثناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى