قال: لماذا تتحدث عن المخرج السوري حاتم علي بقدر كبير من التقدير والتبجيل؟
فقلت له: لن أكلمك عن عظمة ما فعله ابن هضبة الجولان حاتم علي من إنتاج وإخراج مسلسلات رائعة تخدم قضايا الأمة الكبرى وتعزز رسالتها الحضارية، مثل مسلسلات (عمر بن الخطاب)، (صلاح الدين)، (صقر قريش)، (التغريبة الفلسطينية)، (الزير سالم)، (ربيع قرطبة)، (ملوك الطوائف)، ولن أبثك هواجسي حول أنه مات بطريقة غامضة في أحد فنادق القاهرة وقيل بأنه مات بنوبة قلبية مفاجئة!.
ولكن بضدها تتمايز الأشياء، ففي هذه الليالي الرمضانية يُعرض مسلسل مصري عن الإمام الشافعي، ورغم أنه ما زال في حلقاته الأولى إلا أنه قد تعرض لنقد جوهري كبير في جوانب عديدة، ومنها أنه أظهر الشافعي الذي يعد من أعظم أعلام اللغة العربية وهو يتكلم باللهجة العامية المصرية، وأبرزه في صورة شخص جاهلي يتعصب لسلالة بني هاشم، بل ويسوّق بعض الأفكار التي تتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية!
فتخيل معي كيف سيكون حال هذا المسلسل، وكيف ستظهر صورة الإمام الشافعي، وما هي الرسائل التي سيرسلها، لو أن من أخرجه وأنتجه هو المخرج السوري العظيم حاتم علي الذي أخرج عددا من المسلسلات الضخمة بروح رسالية وخبرة فنية عالية، وكان يخطط لمزيد من الأعمال التي تصب في خانة إشاعة الوعي واستئناف الأمة للشهود الحضاري؟!