ثقافة وأدب

أو شيء خير من لاشيء!

أ.د. إبراهيم عوض

كاتب ومفكر مصري.
عرض مقالات الكاتب

فى الفترة الأخيرة من حياتى تعرفت بعدد من القصاصين وقرأت لكل منهم بعض إبداعاته، ولكن كأن ذهنى قد أجدب فلم أكتب شيئا عما قرأت من تلك الأعمال المتميزة: لعل أقدمهم الأديبة نادية كيلانى، التى زارتنى منذ عدة سنوات فى مكتبى بالكلية وتكرمت بإهدائى عددا من كتبها، فقرأت بعض مقالاتها وقصصها واستمتعت بها لغة وفنا وحرارة، واستمعت كذلك بسيرة حياتها ونضالها من أجل استكمال تعليمها بدءا من مدرسة الحلمية الجديدة الثانوية القريبة من حى القلعة التى كنت قد عملت مدرسا فيها قبل التحاقها بها بعدة سنوات حسبما فهمت من كلامها، ثم أكملت تعليمها الجامعى فى دار العلوم القاهرية. وممن عرفتهم مؤخرا أيضا الكاتب الأديب إسناغيل بهاء الدين، الذى قرأت له روايته: “المتمثلون” (اسم مفعول من “التمثال”) وتناولت فى مقال سريع لى لغته فقط، فاتصل مشكورا بى وزارنى وأهدانى عمله الفذ المتمثل فى “موسوعة الشاشة الكبيرة”، التى أضعها على مكتبى، وأقلبها فى كل مرة أخلو فيها بنفسى هناك وأتذوق ما تتمتع به من جمال فى الورق والإخراج والصور والمواد الرائعة التى تعرفنى بأشياء كثيرة جدا فى عالم السينما وصناعة الأفلام وآلاتها لم أكن أعلم عنها شيئا، كما تفضل فأهدانى كتابا لزوجته اللبنانية، وهو عبارة عن قطع أدبية نثرية مجنحة رقيقة تكاد تطير مما فيها من روح الشعر البديع مما يذكرنا بكتابات مى زيادة. وممن عرفتهم بأخرة الأستاذ نشأت المصرى صاحب الإنتاج المتنوع الغزير ما بين مقال وقصص وشعر ونقد وتراجم وأدب أطفال، وأقرأ له الآن روايته: “الكلاب لا تنبح عبثا” بعد أن انتهيت قبلها بأيام قلائل من روايتى صديقيه اللذين عرفنى بهما، وهما: الصحفى أ. محمد هلال صاحب رواية “الباب الأخضر” العجيبة، ود. صلاح شعير كاتب رواية “نونة محبوب”، وهما روايتان عنيفتان تجرانك جرا رغم أنفك وتقتحمان بك عالميهما دون أن تتركا لك فرصة للرفض أو التراجع ولا تتركانك فى حالك بعد ذلك بل تسكنان عقلك وخيالك كاللزقة الأمريكانى. وهناك كذلك الزميل د. عبد الرحيم درويش أستاذ الإعلام بجامعة بنى سويف، الذى قرأت له رواية جميلة من رواياته منذ أسابيع وصاحب جائزة عبد الرحيم درويش القصصية السنوية… وهذه كلمة سريعة ليست كافية للتعريف بإبداع أولئك الأصدقاء لكنها، فى ظل ظروفى الحالية المزعجة، شىء خير من لاشىء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى