منوعات

المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (156)

محمد عبد الحي عوينة

كاتب وداعية إسلامي. إندونيسيا.
عرض مقالات الكاتب


الجزء الرابع: الدولة العثمانية
34- تابع السُّلْطَان عبد الحميد الثَّانِي
توَلى الخلافة 18 شعْبَان 1293هـ = 7 سبتمبر 1876م
خلع سنة 1327هـ = 1909م
وكانت مدة خلافته أكثر من 33 سنة.
وتسلم الحكم بعده أخوه محمد رشاد، لكن مجرد صورة دون فعل.
توفي عام 1336هـ .
احتلال بريطانيا لجزيرة قبرص وبقاءها في حكم العثمانيين اسما فقط.
1295هـ = 1877م
فتح العثمانيون جزيرة قبرص سنة 979 هـ وعملوا على توطيد دعائم الإسلام بها وأسكنوا فيها الكثير من المسلمين حتى صار عدد المسلمين ثلاثة أضعاف النصارى وهكذا غدت الجزيرة بلداً إسلامياً خالصاً وجزءاً من أمة الإسلام. وعندما ضعفت الدولة العثمانية وقويت أوروبا التي أخذت في التهام جسد الدولة قطعة قطعة، وكان الإنجليز أعدى أعداء المسلمين فأكره رئيس وزراء إنجلترا دزرائيلي اليهودي سلطان العثمانيين على قبول معاهدة دفاع مشترك سنة 1296هـ تكون قبرص بموجبها تحت الحماية الإنجليزية نظير 92800 جنيه إسترليني. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 180، بترقيم الشاملة آليا)
كانت إنجلترا تخشى من قُوَّة الروسيا، وتخشى تقدمها نَحْو الأستانة مرّة أخرى، أوْ نَحْو بِلَاد الأناطول فتمتلك منابع نهري الْفُرَات والدجلة، ثمَّ تسير شَيْئا فَشَيْئًا إِلَى الْجنُوب فتصل إِلَى بَغْدَاد فالبصرة فالخليج العربي الْموصل لبحر الْهِنْد، وَلذَلِك ظَهرت للدولة الْعلية فِي مظهر الصّديق المخلص، لإبرام معاهدة دفاعية مَعَ حُكُومَة إنكلترا لصد الروسيا لَو تقدّمت نَحْو بِلَاد الأناطول، ويتعهد الْبَاب العالي لحكومة إنكلترا باجراء الإصلاحات اللَّازِمَة لتحسين حَال المسيحيين بِهَذِهِ الْجِهَات، حَتَّى لَا يميلوا للروسيا، وَلَا يقبلُوا عساكرها بِصفة منقذين كَمَا حصل فِي بِلَاد البلغار، وأن تسمح الدولة الْعلية لإنكلترا باحتلال جَزِيرَة قبرص وإدارة شؤونها لتَكون على مقربة من حُدُود الروسيا ويتسنى لَهَا صد هجماتها لَو مست الْحَاجة، وتعدت الجيوش الروسية الْحُدُود الَّتِي ستحدد لَهَا فِي مؤتمر برلين المزمع انْعِقَاده ، وَتمّ الِاتِّفَاق على هَذِه المعاهدة الدفاعية وَقبل الْبَاب العالي تَسْلِيم انكلترا جَزِيرَة قبرص غنيمَة بَارِدَة إعْتِمَادًاً على وعد هَيْهَات أن تقوم بِهِ إنكلترا لَو دعت الضَّرُورَة، إلا أن وجود الِإضْطِرَاب بالأستانة وَالْخَوْف من احتلال الروس وظروف الْحَال هونت على الدولة قبُول هَذَا الإقتراح والتضحية بهَذِه الجزيرة رَغْبَة فِي حفظ بَاقِي أملاكها، وتعديل معاهدة سان اسطفانوس بكيفية أرجح لصالحها. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص 670)
وَقد تمّ لَهَا ذَلِك بِحسن سياستها، وحذق رجالها، واحتياج الدولة لمساعدتها فِي هَذِه الظروف الخطيرة، وَلم تحدد انكلترا فِي هَذَا الِاتِّفَاق ميعاد لجلائها عَنْهَا، ثمَّ فِي أول يوليو أثناء انْعِقَاد مؤتمر برلين اتّفقت إنكلترا مَعَ الْبَاب العالي على إضافة ذيل إِلَى اتِّفَاق 4 يونيو سنة 1878يبين فِيهِ كَيْفيَّة إدارة الجزيرة وَالْخَرَاج الَّذِي يدْفع عَنْهَا، وحددت أجل خُرُوجهَا مِنْهَا تحديداً جعلت بِهِ احتلالها أبدياً اذ انها علقت خُرُوجهَا مِنْهَا على خُرُوج الروسيا من مدينتي باطوم وقارص اللَّتَيْنِ أضيفتا إِلَى أملاك الروسيا إضافة قطيعة، فَصَارَ إحتلال قبرص بذلك إحتلالاً قَطْعِياً، بدون أَي ضَمَان لَلدولة الْعلية على خُرُوج الإنكليز من قبرص لَو اخلت الروسيا هَاتين المدينتين، أوْ أحداهما. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص671)
وَلم يشع خبر هَذِه المعاهدة إلا فِي 7 يوليو لما اشرفت أعمال مؤتمر برلين على النِّهَايَة وكتمت إنكلترا خَبَرهَا بِكُل اجْتِهَاد وَلم تعرضها على البرلمان إلا بعد أن تحققت أن الْعلم بهَا أصبح لَا يضر بسير مداولات المؤتمر وَلَا يَتَيَسَّر لمندوبي الدول الِإعْتِرَاض عَلَيْهَا خوفًاً من انفصام عرى المؤتمر وَرُجُوع الامور إِلَى مَا كَانَت. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص 673)
وعندما احتلت إنجلترا قبرص كان أكثر سكانها مسلمين فعملوا قبل كل شيء على إضعاف المسلمين بتشجيع هجرة النصارى اليونان لقبرص، وفي نفس الوقت ضغطت على المسلمين الأتراك للهجرة منها، واستمرت إنجلترا على نفس السياسة، ونشر الفساد والانحلال داخل الجزيرة حتى قيام الحرب العالمية الأولى. وعهدوا إلى اليهود بالكثير من المناصب والذين أنشؤوا بدورهم مراكز تجارية كبيرة بالبلد وجعلوها مقراً لعصابات الصهاينة، وعندما قامت دولة اليهود الخبيثة كانت قبرص من أوائل من اعترف بها. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 180، بترقيم الشاملة آليا)
مؤتمر برلين واحتلال النمسا للبوسنة والهرسك.
1295هـ = 1877م
رأى بسمارك مستشار ألمانيا عقد المؤتمر المزمع عقده في برلين وعرف بـ (مؤتمر برلين). وقبلت روسيا أن تعرض شروط المعاهدة على المؤتمر، لأنها شعرت حينذاك بعزلتها. وعقد المؤتمر، في 13 يونيو 1878م، في برلين، واستمر 31 يوماً، إذ انتهت أعماله في 13 يوليو. وقد حضره مندوبون عن بريطانيا وألمانيا والنمسا والمجر وفرنسا وإيطاليا وبوهيميا وروسيا والدولة العثمانية. وفي هذا المؤتمر، اتفقت سياسة ألمانيا مع سياسة كل من النمسا وبريطانيا. وأيد بسمارك جميع المشروعات الإنجليزية، التي كانت ترمي إلى تضييق الخناق على روسيا. وقد قرر المؤتمرون الآتي: أ. توضع البوسنة والهرسك تحت حماية النمسا وإدارتها. أما بلغاريا، التي امتدت حدودها، بموجب معاهدة سان ستيفانو، طبقاً للسياسة الروسية، فقد انكمشت إلى مساحة أكثر ملائمة واعتدالاً. ب. تحصل روسيا على مقاطعة بسارابيا. ج. تحصل إنجلترا على قبرص، مما يحد من أطماع الروس. ومع أن دولة النمسا والمجر، استطاعت أن تكسب أرضاً جديدة، البوسنة والهرسك، من دون أن تدخل الحرب، فإن ذلك الكسب كان في الواقع عبئاً جديداً على عاتقها، إذ إن بسط السيادة النمساوية على ولايتَين سلافيتَين، يزيد من نسبة عدد الجنسيات الأجنبية المختلفة في المملكة الثنائية (النمسا والمجر). وذلك يضعف بناءها، كما اتضح فيما بعد ويزيد أعباءها. وقد كان الإمبراطور فرنسيس جوزيف نفسه يرى هذا الرأي. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص 679، ص699، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 181، بترقيم الشاملة آليا)
وتم توقيع معاهدة برلين بين الدولة العثمانية وروسيا في صفر 1295هـ = 1878م وَقَّعت الدولة العثمانية ودولة روسيا القيصرية معاهدة برلين، وذلك بعد هزيمة العثمانيين أمام الروس. وتم بمقتضى هذه المعاهدة اقتطاع بعض أراضي الدولة العثمانية، وفُرضت عليها غرامات باهظة، وهُجّر مليون مسلم بلغاريا إلى استانبول. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 183، بترقيم الشاملة آليا).

اقرأ: المقالات اللطيفة في تراجم من كان خليفة (153)


حَادِثَة جراغان
وَفِي يَوْم 17 جُمَادَى الاولى 19 مايو حصلت بالاستانة حَادِثَة كَادَت تكون سَببا لدُخُول عَسَاكِر الروس إليها واحتلالها عسكريا وَذَلِكَ أن شخصا يدعى عَليّ سعاوي افندي بخاري الأصل أتى إِلَى الاستانة لطلب الْعلم وَتحصل على نصيب وافر من الْعُلُوم الْعَرَبيَّة حَتَّى صَار على جَانب عَظِيم من الفصاحة فِي الإنشاد والخطابة، لكنه كَانَ ميَّالاً إِلَى اثارة الْفِتَن وإلقاء الدسائس، فنفي أولاً سنة 1287هـ = 1870م وَمكث خَارِجاً عَن الْبِلَاد تسع سنوات، ثمَّ عَاد إِلَى الأستانة بمسعى مدحت باشا، وَعين نَاظراً على الْمكتب السلطاني الَّذِي يتَعَلَّم فِيهِ أولاد السُّلْطَان عبد الحميد، ثمَّ عزل لعدم تحسن أحواله، وتدخله فِي الأمور السياسية، وَبعد عَزله أخذ يدبر فِي طَريقَة لاثارة فتْنَة فِي الأستانة لعزل السُّلْطَان عبد الحميد، وإعادة السُّلْطَان مُرَاد إِلَى عرش الْخلَافَة، وانتهز لذَلِك فرْصَة اشْتِغَال الدولة بالمفاوضات السياسية، واضطراب الأفكار بِسَبَب احتلال الروس لضواحي الأستانة وَوُجُود نَحْو 150 ألف نفس من الْمُسلمين الْمُهَاجِرين من الْبِلَاد الَّتِي وطئتها عَسَاكِر الروسيا بخيولها، وَمِنْهُم من هُوَ غير رَاض عَن الْحَالة الْحَاضِرَة، وَاتفقَ مَعَ نحو مِائَتَيْنِ مِنْهُم، واجتمعوا فِي الْيَوْم الْمَذْكُور قبل الظّهْر، وانقسموا إِلَى قسمَيْنِ، قسم مِنْهُم قصد سرَايَة جراغان من جِهَة الْبَحْر، وَالثَّانِي تَحت رئاسة عَليّ سعاوي أفندي من جِهَة الْبر، وَكَانُوا جَمِيعهم متزيين بزِي الْمُهَاجِرين، ثمَّ اجْتمع القسمان عِنْد بَاب السَّرَايَة وحاولوا الدُّخُول فِيهَا، فَمَنعهُمْ الحارس فَقَتَلُوهُ ،ودخلوا السَّرَايَة، وصاروا يفتشون على السُّلْطَان مُرَاد حَتَّى عثروا عَلَيْهِ فِي حجرته، وَسلمهُ سعاوي افندي طبنجة مسدس. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص648).
فأتت فرقة من الْجنُود من سراي يلدز الْمُقِيم بهَا السُّلْطَان عبد الحميد وحاصرت الثائرين من جِهَة الْبر كَمَا حاصرتها قوارب المراكب البحرية من جِهَة الْبَحْر، وقتل الْجند جَمِيع من دخل السَّرَايَة من الثائرين وَفِي مقدمتهم رَئِيس الْعِصَابَة على سعاوي وَبعد اطفاء هَذِه الْفِتْنَة، وَالْقَبْض على من بَقِي حَياً مِنْهُم، نقل السُّلْطَان مُرَاد وعائلته إِلَى قصر دَاخل ضمن سراي يلدز، وَبِذَلِك هدأت الأفكار وعادت النَّاس إِلَى فتح دكاكينهم بعد أن أغلقوها وأمنت الدولة (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص648)


بدء انتشار الدعوة القومية والعلمانية وأبرزها جمعية تركيا الفتاة.
بدأ التعصب القومي أو بالأحرى الدعوة إلى العصبية تظهر بوضوح في أيام عبدالحميد الثاني، وإن كانت قد برزت قبله، ولكن بدأ تأسيس الجمعيات ذات الأهداف السياسية، وإن كانت تحمل صفات أدبية وعلمية، وكانت مراكزها المهمة هي إستنبول وبيروت، ولعبت النصارى دوراً كبيراً جداً في نشر هذه الجمعيات في بيروت، فظهرت جمعية العلوم والفنون تحت رعاية الإرساليات التبشيرية الأمريكية، وهدفت لنشر العلوم الغربية، والدعاية لدول أوربا، وقام اليسوعيون بتأسيس الجمعية الشرقية بأعضاء نصارى وتدعمها الإرساليات الكاثوليكية، ثم تأسست الجمعية العلمية العربية وضمت نصارى ودروز وعرب مسلمين، وأما في استنبول فقد ضمت الجمعيات مختلف الفئات وإن كان معظمها من الأتراك إلا أنهم من الذين فتنوا بأوربا ويريدون تغيير الوضع أو من اليهود وخاصة يهود الدونمة، وأشهر هذه الجمعيات جمعية تركيا الفتاة، التي تأسست في باريس، ولها فروع في برلين وسلانيك واستنبول، ورئيسها أحمد رضا بك المفتون بالثورة الفرنسية، ومقالاته الداعية دائما لتقليد الغرب وكانت هذه الجمعية تلقى ترحيباً من المحافل الماسونية، وفيها تم تنظيم الاتحاد والترقي الذي كان له الأثر الكبير في إنهاء الخلافة العثمانية، وكان من رجالها رجال في الدولة مثل مدحت باشا الذي كانت له اليد الطولى في خلع السلطان عبدالعزيز ومراد الخامس وكانوا يطالبون بوضع دستور للدولة غير الدستور الإسلامي على نمط الأوربيين، وزاد نفوذ يهود الدونمة الذين أظهر الإسلام كثير منهم فنسي أصلهم وبدؤوا بالتخريب من الداخل، حتى كانت الدولة العثمانية تدعى بالرجل المريض. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 178، بترقيم الشاملة آليا)
ظهور كتاب الدولة اليهودية لهيرتزل.
المؤسّس الحقيقي للصهيونية اليهودية السياسية هو (تيودور هرتزل) 1860 – 1904م، الذي كان منهجه يكمن في توظيف اليهود لحلّ مشاكل الغرب والنظر إلى المسألة اليهودية كمشكلة سياسية دولية غربية، تجتمع كل الأمم المتحضّرة أي الغربية لمناقشتها، وإيجاد حلّ لها، ويتّم ذلك بمراقبة الرأي العام الغربي، وبمعاونة صادقة من الحكومات المعنّية. لقد دعا هرتزل إلى هجرة يهودية علنية، بمساعدة دول أوروبية، معتمداً على فقراء اليهود الذين يشكلّون قوة عاملة رخيصة، مشجعاً البرجوازية اليهودية على الهجرة، لأنّها ستجد في الوطن الجديد مجالاً لممارسة حرّيتها بعيدة عن منافسة البرجوازية الأوروبية. ويعتبر كتاب هرتزل دولة اليهود الذي صدر في عام 1314هـ = 1896م، ذا أثرٍ كبير في تشكّل الحركة الصهيونية الحديثة وتطورها، وقبل أن ينشر كتابه قام بنشاط فعّال التقى خلاله شخصيات يهودية ثريّة بحث معها مشروع الدولة اليهودية، مثل المليونير الشهير (البارون هيرش) كما التقى مع عدد من القادة البريطانيين الصهيونيين في لندن سنة 1895م، منهم (صموئيل منونتامو) الثري اليهودي والنائب في مجلس العموم عن حزب الأحرار، ودوّن إثر لقائه معه بعض الأفكار المتعلّقة بفلسطين الكبرى بدل القديمة. وحاول مراراً الاتصال بالسلطان العثماني لحثّه على منح اليهود فلسطين. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 221، بترقيم الشاملة آليا)

تابعنا في فيسبوك


انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول.
بدأت الجمعيات السرية وغير السرية تنتشر في البلاد والأفكار الغربية الموالية للغرب والمعادية لفكرة الخلافة تنتشر، وبدأت التنظيمات العسكرية تنمو وتتسع دائرتها بسرعة، وبدأ الخطر اليهودي يبرز بشكل واضح سواء عن طريق يهود الدونمة أو عن طريق الماسونية أو عن طريق اليهود من الخارج، إذ ساعدوا الجمعيات السرية وكان اليهود قد دعوا إلى اجتماع لبحث قضيتهم وعقد المؤتمر الذي دعوا إليه في بازل في سويسرا عام 1314هـ = 1896م ورأوا في المؤتمر أن يعملوا على تأسيس وطن لهم يجمعوا فيه أبناء عقيدتهم الذين يضطهدون في العالم نتيجة تصرفاتهم وآرائهم وعقائدهم الخاصة بهم سواء أكانت ابتزازا للأموال أم تسخيراً للجنس لحساب تحقيق مآربهم، أم قتلاً للأبرياء، للحصول على الدماء لعمل فطيرتهم في عيدهم المقدس، وأصر هرنزل يومذاك على أن تكون فلسطين هي الوطن لهم وأعطى الصلاحيات من أجل تحقيق غاياتهم فنشأت الفكرة الصهيونية وأصبح هرتزل يتصل بالسلطان عبدالحميد الثاني من أجل ذلك. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 222، بترقيم الشاملة آليا)

  • في سنة 1319هـ = 1901م ظهرت بروتوكولات حكماء صهيون، وتعتبر بروتوكولات حكماء صهيون من أخطر الكتب المنتشرة حول العالم, ذلك أنها تتحدث عن خطة مرسومة وجاهزة وضعت للسيطرة على العالم يقال أن من وضع هذه البروتوكلات هم رجال المال والاقتصاد اليهود لتخريب المسيحية والبابوية ثم الإسلام للسيطرة على العالم أكمل وذلك خلال مئة سنة من تاريخ وضعها، يقال: إنها كتبت عام 1897 في بازل بسويسرا أي في العام نفسه الذي عقد فيه المؤتمر الصهيوني الأول بل ويزعم البعض أن تيودور هرتزل تلاها على المؤتمر وأنها نوقشت فيه وقد تعددت المصادر التي تتكلم عن مصدر البروتوكولات. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 237، بترقيم الشاملة آليا)
  • في ذي القعدة 1314هـ = 1897م أعلنت الدولة العثمانية الحرب على اليونان، بعد حروب العصابات التي شنها اليونانيون في عدد من الولايات العثمانية، وقد استمرت هذه الحرب شهراً، وانتصرت فيها الدولة العثمانية التي أفنت الجيش اليوناني في معركة “برنار” ووصلت إلى أبواب العاصمة أثينا. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 224، بترقيم الشاملة آليا)
    في رجب 1315هـ = 1897م وقعت الدولة العثمانية معاهدة استانبول مع اليونان، بعد الحرب التي نشبت بين الجانبين وكسبتها الدولة العثمانية، ونصت المعاهدة على أن تدفع اليونان لاستانبول غرامات حربية ضخمة. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 227، بترقيم الشاملة آليا)
  • في محرم 1318هـ = 1900م أصدر السلطان العثماني عبدالحميد الثاني أمراً سلطانياً بإنشاء سكة حديد الحجاز لخدمة الحجاج. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 236، بترقيم الشاملة آليا)
    في محرم1320هـ = 1902م رفض السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، اقتراحا من “تيودور هرتزل” مؤسس الحركة الصهيونية بإنشاء جامعة يهودية في القدس. و”هرتزل” يهودي نمساوي ولد عام 1860، ورأس أول مؤتمر صهيوني في بازل بسويسرا عام 1879م، وتوفي عام 1904م. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 241، بترقيم الشاملة آليا)
  • في عام 1322هـ = 1904م تم إنشاء معاهدة حدودية بين الدولة العثمانية وبريطانيا لتعيين الحدود بين شمال اليمن العثماني وجنوب اليمن البريطاني، وكانت هذه المعاهدة بالنسبة لبريطانيا أهم حدث بعد احتلال عدن عام (1255هـ = 1839م) وتم التصديق عليها عام (1333هـ = 1914م) وبهذه المعاهدة تعرضت اليمن لأول انشطار إلى جنوب وشمال في التاريخ. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 248، بترقيم الشاملة آليا)
    خلع السلطان عبدالحميد الثاني
    بعد فوز الاتحاديين بأغلبية كبيرة وإعلان الدستور، أرادوا أن يتموا خططهم الرامية إلى إزالة الخلافة، فبدؤوا يثيرون الفوضى والقلاقل في الدولة بطريق غير مباشر، وادَّعى رجال الإتحاد أن الدستور مُعرَّض للإلغاء، والحرية مهددة، لذا فقد تقدم الجيش المرابط في سلانيك بإمرة محمود شوكت فى 21 من ربيع الأول 1327هـ = 13 من أبريل 1909م وقد دبر الجيش العثمانى حادثة عرفت باسم حادث 31 مارس، ثم نسبوها إلى عبد الحميد وقالوا إنه أراد ثورة العناصر الرجعية ضد جمعية الاتحاد والترقى. واتخذ الجيش هذا ذريعة للتحرك لعزل السلطان عبد الحميد الثانى لحماية الدستور والمجلس النيابي، علماً أنه كان فيه عناصر أجنبية ترتدي الزي العسكري، ووصل الجيش إلى العاصمة فألقى الحصار عليها، ثم سار إلى مقر إسماعيل حقي رئيس الجيش النظامي فقتلوه ومن معه، ثم ساروا إلى قصر يلدز مقر السلطان فقاموا فيه بمذبحة بلا سبب، ونهبوا القصر، ثم شكل المجلس النيابي مجلساً أطلقوا عليه اسم المجلس الملكي فاجتمع مع مجلس الحركة وقرروا خلع السلطان عبدالحميد، باستصدار فتوى من شيخ الإسلام، واستدعى المجلس الصدر الأعظم توفيق باشا لتكليفه بإبلاغ القرار إلى الخليفة فرفض، وندبوا لإبلاغه بقرار العزل وفداً مكونًا من أربعة أشخاص لم يكن منهم تركي ولا عربي واحد، فتكون الوفد من الفريق البحري عارف حكمت، وآرام الأرمني، وعمانوئيل فره صو اليهودي، وأسعد طوبطاني، وذهب الوفد إلى الخليفة في عام 1327هـ = 1909م، وقرأ الفتوى، فتقبل السلطان ذلك مع إنكاره إحضارهم اليهودي معهم! الذي كان على رأس الوفد، واليهودى هو إيمانويل قراصو الذى لعب فيما بعد دوره المشئوم فى الإحتلال الإيطالى لليبيا. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 72، بترقيم الشاملة آليا) (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 268، بترقيم الشاملة آليا)
    وكان الْمجْلس العمومي قد اجْتمع اجتماعاً سرياً، وخلع عبد الحميد بِمُوجب فَتْوَى من شيخ الاسلام هَذَا نَصهَا: إِذا اعْتَادَ زيد الَّذِي هُوَ إمام الْمُسلمين أن يرفع من الْكتب الشَّرْعِيَّة بعض الْمسَائِل المهمة الشَّرْعِيَّة، وأن يمْنَع بعض هَذِه الْكتب، ويمزق بَعْضهَا وَيحرق بَعْضهَا، وأن يبذر ويسرف فِي بَيت المَال، ويتصرف فِيهِ بِغَيْر مسوغ شَرْعِي، وأن يقتل الرّعية ويحبسهم وينفيهم ويغربهم بِغَيْر سَبَب شَرْعِي، وَسَائِر أنواع الْمَظَالِم، ثمَّ ادّعى أنه تَابَ، وَعَاهد الله وَحلف إنه يصلح حَاله، ثمَّ حنث وأحدث فتْنَة عَظِيمَة جعلت أمور الْمُسلمين كلهَا مختلة، وأصر على الْمُقَاتلَة، وَتمكن مَنْعَة الْمُسلمين من إزالة تغلب زيد الْمَذْكُور، ووردت أخبار مُتَوَالِيَة من جَوَانِب بِلَاد الْمُسلمين أنهم يعتبرونه مخلوعاً، واصبح بَقَاؤُهُ مُحَقّق الضَّرَر، وزواله مُحْتَمل الصّلاح، فَهَل يجب أحْدُ الأمرين خلعه أوْ تَكْلِيفه بالتنازل عَن الإمامة والسلطنة، على حسب مَا يختاره أهل الْحل وَالْعقد وأولي الأمر من هذَيْن الْوَجْهَيْنِ؛ الْجَواب يجب. كتبه الْفَقِير السَّيِّد مُحَمَّد ضِيَاء الدّين عفى عَنهُ. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص709)
    فَلَمَّا قُرِئت هَذِه الْفَتْوَى على الأعيان والمبعوثين، سَأَلَهُمْ سعيد باشا رَئِيس الأعيان الَّذِي كَانَ يرأس الجلسة اتختارون خلعه أم تَكْلِيفه بالتنازل؟ فأجابوا بِصَوْت وَاحِد الْخلْع الْخلْع. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص 710)
    وكان على السلطان عبد الحميد أن يركب هو وأسرته القطار إلى منفاه فى سلانيك ، وكان مقر منفى السلطان عبد الحميد فى هذه المدينة ذات الطابع اليهودى فى قصر يمتلكه يهودى يسمى «ألاتينى»، إمعانًا فى إذلال السلطان عبد الحميد. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 72)
    وفاته والولاية بعده:
    خلع عبد الحميد سنة 1909 فبويع بالخلافة بعده أخوه محمد رشاد الْخَامِس ، لكن مجرد صورة دون فعل. (تاريخ الدولة العلية العثمانية ص 710،الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 268، بترقيم الشاملة آليا)
    ونقل السلطان عبد الحميد إلى سلانيك مع أسرته ومرافقيه وبقي تحت حراسة الإتحاديين حتى حرب البلقان، ثم نقل إلى قصر بكلربكي في استنبول، وبقي فيه إلى أن توفي فى 27 من ربيع الآخر 1336هـ = 10 فبراير 1918م، عن ستة وسبعين عامًا. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 73، الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 268، بترقيم الشاملة آليا)
    وكانت مدة خلافته أكثر من ثلاث وثلاثين سنة. واشترك فى تشييع جنازته كل شعب إستانبول تقريبًا. (الموسوعة التاريخية – الدرر السنية 9/ 268، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 73)
    أعماله وأهم الأحداث في أيامه:
    لقد خدم السلطان عبد الحميد أمته ثلاثًا وثلاثين سنة، قدَّم خلالها خدمات جليلة، فحفظ الدولة بعد الحرب الروسية التركية من أن تفقد المزيد من أراضيها في أوربا، وقام بإنشاء دار العلوم السياسية، والجامعة بكل فروعها، ودور المعلمين والمعلمات، ومدارس اللغات، ومدرسة الفنون النسوية، وافتتح متحف الآثار الشرقية، والمتحف العسكرى، ومكتبة بايزيد، ومدرسة الطب، وغيرها. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 73)
    وفى مجال الإصلاحات العسكرية استقدم الخبراء الألمان لتدريب الجيش وفق الأساليب الحديثة، وأرسل البعثات العسكرية للخارج، وجهَّز الجيش بالأسلحة الحديثة. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 73)
    ويذكر له فى مجال الإنشاءات والمواصلات، إنشاؤه الخط الحديدى الحجازى، وعددًا من الطرق فى سوريا، وتوسعه فى إنشاء خطوط البرق، وجرى فى عهده بناء دار الحكومة فى دمشق، والثكنة الحميدية (جامعة دمشق اليوم)، وإصلاح «الكعبة المشرفة»، وغيرها. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 73)
    السلطان عبد الحميد والاتحاد والترقى:
    الاتحاد والترقى هو أول حزب سياسى فى الدولة العثمانية ظهر فى عام (1308هـ = 1890م)، وكان سريا مكونًا من خلايا طلبة الحربية، والطبية العسكرية، ويهدف إلى معارضة حكم عبد الحميد والتخلص منه، وتم اكتشاف هذا الجهاز فى سنة 1315هـ= 1897م، فنفى عديد من أعضائه، وفرّ بعضهم إلى باريس، وأرسل السلطان عبد الحميد مدير الأمن العام الفريق أول أحمد جلال الدين باشا، إلى باريس لاستمالة أعضاء المعارضة من الاتحاديين، فنجح فى استمالة أكثرهم ومنحهم عبد الحميد مناصب كبيرة فى الدولة، إلا أن المعارضين وعلى رأسهم أحمد رضا بك ظلوا على معارضتهم. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 71)
  • مؤتمر الأحرار العثمانيين في باريس: وفى المدة من 27 من شوال – 1 من ذى القعدة 1319هـ = 4 – 9 فبراير 1902م عقد فى باريس مؤتمر للأحرار العثمانيين، حضرته كل العناصر المعارضة لحكم عبد الحميد، وعلى رأسهم أعضاء الاتحاد والترقى، وكان من ضمن قرارات هذا المؤتمر تقسيم الدولة العثمانية إلى حكومات مستقلة استقلالاً ذاتياً على أساس عرقى قومى، وكان من المعارضين لهذا الرأى أحمد رضا بك، إلا أن الأغلبية كانت لها قوتها فى تأييد هذا القرار، وطالب المؤتمرون من الدول الأوربية التدخل لإنهاء حكم السلطان عبد الحميد وإقصائه عن العرش. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 71)
  • وفى داخل البلاد العثمانية وخصوصًا فى سلانيك ومناستر، افتتح الاتحاد والترقى فروعًا له، التحق بها الضباط الشبَّان من رتبتى ملازم و يوزباشى، ثم بدأ دخول الضباط من الرتب الكبيرة، حتى إنه يتردد أن كل ضباط الجيش العثمانى الثالث فى البلقان كانوا فى عام 1326هـ= 1908م منضمين إلى الاتحاد والترقى، وكان منهم أركان حرب قول أغاسى مصطفى كمال أفندى (أتاتورك فيما بعد)، إلا أنه انسحب فيما بعد من الاتحاد والترقى. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 71، بترقيم الشاملة آليا)
    وفى مذكرة لجمعية الاتحاد والترقى إلى قناصل الدول الأجنبية فى الدولة العثمانية، طالبت الجمعية بتدخل دول هؤلاء القناصل لإنهاء حكم عبد الحميد، وتحالفت الجمعية مع الثوار البلقانيين ضد السلطان. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 72، بترقيم الشاملة آليا)
  • اعتقد الإتحاديون أنهم بإزالة عبد الحميد يستطيعون تقريب العناصر المختلفة فى الدولة، وأن دول أوربا ستكف عن مضايقاتها للدولة العثمانية، وتصور الاتحاديون أن هذه الدول الأوربية ستتعهد بحماية الدولة العثمانية إذا انتهى حكم عبد الحميد غير الديمقراطى، والذى حدث أنه عقب ذلك فقدت الدولة العثمانية البوسنة والهرسك، مما أصاب الإتحاديين بالهلع. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 72، بترقيم الشاملة آليا)
  • وفى 23 من جمادى الأولى 1326هـ = 23 يوليو 1908م اضطر عبد الحميد اضطرارًاً إلى إعلان المشروطية (الثانية)، وتولت جمعية الإتحاد والترقى الحكم، وأعلنت تمثلها لمبادئ الثورة الفرنسية «الحرية – العدالة – المساواة – الأخوة». (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 72)
  • وفى 23 من رمضان 1326هـ = 15 من أكتوبر 1908م استقلت عن الدولة العثمانية كل من بلغاريا وكريت، التى أعلنت انضمامها لليونان فى أكتوبر، واستقلت – كما ذكرنا – البوسنة والهرسك.(الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 72)
  • وفى 21 من ربيع الأول 1327هـ = 13 من أبريل 1909م دبر الجيش العثمانى حادثة عرفت باسم حادث 31 مارس، ثم نسبوها إلى عبد الحميد وقالوا إنه أراد ثورة العناصر الرجعية ضد جمعية الاتحاد والترقى. واتخذ الجيش هذا ذريعة للتحرك لعزل السلطان عبد الحميد الثانى، وندبوا لإبلاغه بقرار العزل وفداً مكونًا من أربعة أشخاص لم يكن منهم تركي ولا عربي واحد، وإنما كان على رأس الوفد يهودى والثلاثة الآخرون: أرمنى وألبانى وجرجى. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 72)
    واليهودى هو إيمانويل قراصو الذى لعب فيما بعد دوره المشئوم فى الإحتلال الإيطالى لليبيا. (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي 8/ 72)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى