مقالات

يوم الأم أو عيد الأم

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

اخترع الغرب ،عيدًا للأم رغبة في ايجاد وسيلة أو يوم لجمع العائلة الذي لم يعد لاجتماعها وجود ،وتفككت الأسرة تحت شعارات مختلقة ،وذهب الأبناء والبنات كل حيث يشاء ٫ولذلك اخترعوا العديد من المناسبات سموها عيدًا ،من عيد الأم ثم الأب ،ثم الجد ومنذ سنوات كنت في زيارة لأحد أولادي في الولايات المتحدة وصادف عيد الجد، ورافقت حفيدتي إلى مدرستها لتحتفل بعيد الجد .
لا شك أن وجود يوم أو أكثر في حياتنا يذكرنا بأهلينا بعد هذه الموجات من الحياة المادية التي طغت علينا، واستهدفت نسيجنا الاجتماعي المنبثق من إسلامنا الذي جاء مكملاً لأخلاقنا في الجاهلية، كما قال سيد المرسلين سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه حيث قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
وقد كرّس الإسلام للأم مكانة عالية ،ففضلاً عما ورد في القرآن الكريم في الحض على إكرام الأبوين ،إنما كان للأم مكانة خاصة ،فعندما سئل رسول الله من أحد الصحابة :من أحق بصحبتي ،فأجابه صلى الله عليه وسلم ،أمك ثم كررها ثلاثًا فأجابه أمك ثم أمك
والرابعة قال (أبوك) وعندما أراد أحدهم الذهاب مع الرسول في إحدى غزواته للجهاد فسأله، ألك أم ؟ قال نعم ، فقال له صلوات ربي وسلامه عليه ، إلزم رجلها فثم الجنة !!
والله تعالى أيها الإخوة ، خلق آدم من تراب ، والتراب مادة جامدة صلبة، بينما خلق حواء من آدم كما ورد في القرآن الكريم ،وكان يمكنه جل جلاله ،أن يخلق الزوجين من تراب ،وهنا تكمن العلة ،فخلق حواء من كائن حي وهو آدم الذي يملك جميع أسس الحياة من أعصاب وأحاسيس ومشاعر وما إلى ذلك ،لأن الله قد أناط بالمرآة أن تكون مسؤولة عن الحمل والولادة وتربية الأولاد وتنشيتهم وتعليمهم ، ولذلك ينبغي لها أن تكون مالكة لأسس الحياة مباشرة مع الخلق من آدم ،والله أعلم ، ونستذكر هنا قول الله تعالى في محكم التنزيل :
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها ، وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )(الروم ٢١).
بينما يحتفل العالم بيوم الأم ،نجد في بلدنا الحبيب سورية ،الآلاف من الإناث أطفالا ونساء يقبعن في سجون عصابة مجرمة تتحكم باعرق بلدان العالم ، حضارة ورقيا ،وقد تجاوز عدد المعتقلات الثلاثين ألفا ، ويمارس سجانوهن بحقهن أبشع آساليب التعذيب .
أنني من موقعي أرسل ألى كل نسائنا وبناتنا في جميع ارجاء الوطن السليب أعطر الامنيات وأحر التمنيات ، بالفرج القريب عن أخواتي وبناتي في سجون العصابة ، وأناشد إخوتنا من الاحرار العرب ، مناديا ، وا عرباه …وا إسلاماه هل طارت النخوة من رؤوسكم ؟!
يا أحرار العالم في كل مكان ، أيرضيكم انتهاك أعراض أخواتكم تحت سياط الجلادين ؟!
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. في السنوات الأخيرة ، انتشر وَهْمُ الْمَعْرِفَةِ لدى الأجيالِ الشابةِ فظنَ أكثرُهُم أنهم يعرفون و يفهمون و هم لا يمتلكون سوى معرفةٍ سطحيةٍ و فهمٍ مفتقدٍ للعُمْق. كانت نتيجة هذا الوَهْمِ وخيمةً من حيث التطاولِ على الوالِدين و قلَةِ احترامِهما و سُوءِ الأدب معهما ، و أضيف إلى ذلك شعار أفلام السينما العربية (بابا و ماما دقَة قديمة) لتشجيع الفتيان و الفتيات على تجاوز الوالِدين و التمرد عليهما مع عِصْيانِ أمْرِ الله بالإحسان إليهما في مثل قوليه سبحانه و تعالى (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا…) و (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا…). لم يدرك كثيرون خطورة هذا المسلك الذي سيقود مجتمعاً بأكمله حتماً نحو الهاوِية .
    كما أنه يوجد سوءُ فهمٍ لدى الأجيال الشابة للحديث النبوي الشريف (جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟. قال: أمك. قال: ثم من؟. قال: أمك. قال: ثم من؟. قال: أبوك) حيث يتصور بعض الشباب و الشابات أن أحدهم يكفيه حُسن الصحبةِ مع الأم أما الأب فمُنْعدِم القيمة أو لا قيمة له . في الحديث الشريف الذي رواه أبو الدرداء رضي الله عنه ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجَنَّة) ، ثم قال: فإنْ شئتَ فأضِعْ ذلك الباب أو إحفظْه. معنى ذلك و بما أن الجنة لها 7 أبواب فإن الباب الرابع هو باب الوالد – 3 أبواب عن يمينه و 3 عن شماله – فلو أغضب أو عقَ ولدٌ أو بنتٌ أباهما فإنهما سيجدان باباً مُوصداً إلى الجنة لن يجتازاه .
    بينما سوريا تعيش في ظل كوارث في كافة جهاتها ، تأتي هيئات أجنبية لتقديم مساعدات مالية مشبوهة في سبيل( تمكين المرأة ، استقرار المرأة ، حماية المرأة من العُنْفِ الأسري ، تشجيع قبول الناس لقانون “سيداو” الذي قبل به بشار و غيره من طراطير العرب عبيد الغرب) مع تناسي و تجاهل لأبعاد مأساة سوريا الممتدة فوق ما يزيد عن نصف قرن في عهدي حافظ و بشار ابن زوجة حافظ (؟) . هذه الهيئات التي استقبلها “النسويون” بالترحاب طمعاُ في دولاراتها ، غاب عنهم مقصدها الخبيث المتمثل في تدمير الأسرة – وحدة بناء كيان المجتمع – لكي تكون عاقبة ذلك فتافيت متناثرة متنافرة متنازعة بما يضمن استمرارِيَةِ فشلها في مسارات الحياة مع ديمومة خُضوعِها لعُملاءِ الاستعمار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى