فراس العبيد/
ما بين اغتيال القيادي الفلسطيني، في سرايا القدس، “علي الأسود”.. طعناً بالسكين وذخائر خاصة، ظهراً و”على عينك يا تاجر” وسط ضاحية قدسيا بريف دمشق الغربي، وحملة الدهم اﻷمنية ﻹحضار مطلوبين في قدسيا، التي لم يشهد لها مثيلاً رغم فارق في اﻷيام قليل.
وتكشف الحادثتان، ليس هشاشة القوة الأمنية للنظام النصيري، في سوريا، وإنما تفتح الباب على تساؤلات، إجابتها معلومة تتعلق بعمالة هذا النظام للكيان الصهيوني، والشواهد واضحة.
وحتى نكون أمام تصور دقيق لما حدث، نوجز الخبرين بالتالي؛ حيث نفّذت استخبارات النظام النصيري، مساء الخميس 16 آذار/مارس الجاري، حملة أمنية وحشية تابعة لفرع “الأمن العسكري”، أسفرت عن اعتقال عائلة كاملة و3 شبان من أبناء مدينة قدسيا في ريف دمشق.
وبحسب مراسل رسالة بوست، اعتقلت دوريات اﻷمن العسكري، عائلة من “آل مستو” مؤلفة من “زوج وزوجته و ابنتهم الشابة”، وﻻ يعرف مصيرهم حتى اليوم، كما اعتقلت دوريات أخرى 3 شبان مطلوبين بقضايا أمنية.
وذكرت مصادر من داخل مدينة قدسيا عن هجمة شرسة لقطعان الشبيحة التابعين للأمن العسكري، تخللها تكسير وسرقات مصاغ وغيرها، والحملة لا تزال مستمرة، رغم تراجع وتيرتها قليلاً.
تبع ذلك بأيام، وتحديدًا يوم أمس الإثنين 20 آذار/مارس الجاري، اغتيال القيادي في سرايا القدس” علي الأسود”، وضح النهار بالتزامن مع انتشار مفارز اﻷمن على طول الخط بين المنطقتين المتجاورتين قدسيا وضاحيتها.
وذكر الباحث في مركز القدس للدراسات والمدير العام السابق لهيئة الإذاعة الإسرائيلي “يوني بن مناحيم” إنّ الذخائر المستخدمة في اغتيال القيادي “علي الأسود” هي ذخائر خارقة للدروع.وكشف أنّ أربعة جنود نجحوا في قتل المسؤول الذي خطط لعملية مجدو أمام منزله في مدينة قدسيا بريف دمشق.
وبعيدًا عن التفاصيل التي سردها الباحث اﻹسرائيلي، نركز على مسألة تور النظام في مقتل القيادي الفلسطيني، لجهتين؛ اﻷولى؛ كثافة اﻻنتشار اﻷمني في المنطقة التي تعدّ مربعاً أمنياً، فضلاً عن الحملة التي جهز لها آلاف المرتزقة من قطعان اﻷمن العسكري، ثانيًا؛ كيف استطاع الصهاينة التسلل إلى هذا المربع مع هذه الكثافة اﻷمنية، ومرّت حادثة اﻻغتيال بطلقات الرصاص والطعن وعلى عين ومرأى النظام في رابعة النهار؟!
