فنجان سياسي

وتمرّ الأعوام ويبقى يوم ميلادك هو الأجمل

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

أيتها الثورة النبيلة:
لن يمر يوم ميلادك مروراً عابراً كأي يوم عادي من أيامنا التي باتت بلا طعم و بلا جدوى ونحن نعيش في بلدان الشتات.
يوم ميلادك يوم مختلف، يوم انبعاث شعب خرج على حكم حاكم مستبد طال أمده، وعمّ فساده، فكان لزاماً على هذا الشعب الأبي أن يكسر حاجز الذل والمهانة، ويخرج إلى الميادين والساحات مطالباً بحريته وكرامته مدفوعاً بإرادة الحياة.

أيتها الثورة الطاهرة:
لقد ألصق أعداؤك بك من النواقص والمثالب ما ليس فيك ،وجرّدوك من كل الشمائل والفضائل.!

قالوا عنكِ:
أنك ثورة مجاميع غوغاء، وشَغَب جَهَلة، وتناسوا شهداءك الذين سقطوا برصاص القتلة من النظام، والذين كان معظمهم من المثقفين والأدباء وحملة الشهادات الجامعية، الذين كانوا على رأس المظاهرات السلمية.!

تابعنا في فيسبوك

قالوا عنكِ:
أنكِ ثورة المتطرفين المغالين في تديّنهم، وتعاموا عن الشعارات الوطنية التي كانت تدعوا إلى السلم الأهلي وإقامة مجتمع الحرية والعدالة والمساواة، بأسلوب متمدن متحضر!

قالوا عن ثوارك:
أنهم حفنة من المارقين، وشرذمة من المغامرين، ظهرت في أماكن محدودة في هذا الوطن، وتعاموا عن المظاهرات المليونية في “الجُمَع العظيمة” التي كانت تعم أرجاء الوطن كافة!

قالوا عنكِ:
أنكِ انبعثتِ مسلّحةً عنيفة، وهم يرون بأمّ أعينهم ثوارك يتصدون لقتلة جيش النظام وشبيحته بصدور عاربة وأيادي لا تحمل سوى الشعارات السلمية!

قالوا عنكِ:
بأنك ثورة عملاء مأجورين يتلقّون أموالاً طائلة من الخارج،وثوارك لا يملكون إلا النزر اليسير من متطلبات الصمود، وما يُقدّم إليهم من شرفاء شعبهم في داخل الوطن وخارجه بما يتيسر وبما تجود به أيدي الكرام من أبنائك ومن شرفاء هده الأمة .
وقالوا.. وقالوا.. وقالوا:
لكنهم يكذبون ويكذبون ويكذبون !

أيتها الثورة السورية العظيمة:
كل من وقف في وجه ثوارك،وكل من عطّل عجلة ثورتهم، وكل من تآمر عليهم في السر والعلن، كلهم قتلة مجرمون.
أنت الثورة الفضّاحة التي هتكت ستر الخونة!
أنت الثورة التي أعادت للإنسانية معناها بعد أن تدنست في المحافل الدولية والمؤتمرات الهزيلة!
أنت التي جعلت هذا العالم يلتفت إلى بشاعة وجوه ساسته وقادته.

أيتها الثورة الطاهرة:
سأظل أكتب لك حتى آخر نقطة حبر في قلمي، ما دام في جسدي قلب ينبض، وعقلي لم يُعطّل، وما زلتُ أحلمُ بالحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى