فنجان سياسي

بعد شحنه إلى موسكو… اﻷسد يرسخ اﻻحتلال الروسي في سوريا في ذكرى الثورة ضده


فراس العبيد/

اﻻحتلال الروسي باقٍ:
يبدو أن روسيا باقية في سوريا وتتمدد، بموافقة من رأس النظام النصيري، بشار اﻷسد، الذي شدد على أن الوجود العسكري الروسي في سوريا “لا يمكن أن يكون مؤقتاً”، وقال؛ “بالنسبة للقواعد العسكرية الروسية الموجودة في سوريا فهذا يعود لرؤية مشتركة، فيها جانب سياسي وفيها جانب عسكري”.
وأضاف اﻷسد مبررًا؛ “نحن نتحدث عن توازن دولي.. وجود روسيا في سوريا له أهمية مرتبطة بتوازن القوى في العالم كدولة موجودة على البحر المتوسط، ولا يمكن للدول العظمى اليوم أن تلعب دورها من داخل حدودها فقط، لا بد أن تلعب دورها من خارج الحدود من خلال حلفاء موجودين في العالم”.
اﻷسد يعلق على التطبيع مع تركيا:
وحول ملف التطبيع التركي مع النظام السوري، اعتبر اﻷسد أن لقاءه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرتبط بمطالب محددة.
وقال اﻷسد؛ “بالنسبة للقاء مع الرئيس أردوغان فهذا مرتبط بأن تكون تركيا جاهزة بشكل واضح ومن دون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحرب في سوريا، هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن أن يكون هناك لقاء بيني وبين الرئيس أردوغان، عدا عن ذلك ما هي قيمة هذا اللقاء ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟”.
في ذكرى الثورة ضده:
يشار إلى أن رأس النظام بشار الأسد، عقد يوم أمس الأربعاء 15 آذار /مارس 2023، لقاءً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، وأتت الزيارة في ذكرى اﻻحتجاجات الشعبية ولاحراك الثوري ضد “النظام” قبل 12 عامًا.
الخلاصة:
رغم أنّ المؤشرات الداخلية في سوريا، وتحديدا مناطق سيطرة النظام، تشير إلى انهيار شبه كامل في الدولة، ورغم حالة اﻻستقطاب الدولي، واﻻنقسام مجددًا إلى معسكرين شرقي “روسي” وحلفاؤها، وغربي “أمريكي” وحلفاؤها أيضًا، إﻻ أنّ هشاشة المعارضة السورية في شقيها “السياسي” و”العسكري”، أثبتت أنها ليست لاعبًا حتى ثانويًا في المعادلة السورية، بل مجرد “بيادق” تتحرك وفق أجندات وخطط خارجية، رسخت بقاء “نظام تآكل” على اﻷقل كان يمكنها توجيه ضربات تؤدي إلى “سقوطه”.
بالمجمل؛ اﻷسد بارك رسمياً اﻻحتلال الروسي، وفرض شروطه على تركيا، بينما تغرق المعارضة بالتطمينات ولربما تصحو إن صحت لتجد نفسها منبوذة “عميلة”، أمّا الفصائل المسلحة، فهي إلى زوال، ما لم تستعيد القرار الثوري الوطني، والفرصة مناسبة لم تضع بعد.
أمّا توقيت الزيارة، فله من الدﻻﻻت الواضحة على انتصار ومكسب سياسي جديد حققه النظام على حساب “الحراك الثوري”، وبما كسبت أيدينا من أخطاء.
والله غالب على أمره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى