مقالات

إضاءة على الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران

عبد الرزاق الزرزور

محام وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

من غير المستغرب أن تسعى إيران ذات الأغلبية الشيعية والتي يؤمن قادتها الروحيين والمرشد الأعلى الولي الفقيه بمبدأ (التقية) ويحاولون جاهدين تطبيقها كلما شعروا بأن الخطر أصبح داهماً ومباشراً، في محاولة لدفعه -ولو مؤقتاً- لتنحني الرقاب المغرورة أمام الرياح الصفراء حسب زعمهم، ابتداء من المرشد وانتهاء بصانعي السياسة الخارجية مروراً بالقيادات العسكرية.

وما يثير الدهشة سعي السعودية لتطبيق مبدأ التقية ذاته، وتنخرط باتفاق خاطف مع إيران التي تحارب النهج السني التي(تقوده) السعودية، بحرب علنية غير مباشرة في اليمن سور السعودية الجنوبي وامتدادها القبلي، وقصف مباشر للمنشآت النفطية السعودية بصواريخ بعيدة المدى أكد الخبراء أنها ايرانية المصدر وانطلقت من اراضيها.

كثير من المراقبين اعتبروا الاتفاق خروج واضح من تحت العباءة الأمريكية وتمرد صريح على إرادتها يقوده الملك الفعلي الشاب محمد بن سلمان وتحدٍ إقليمي ودولي يخرق الدور الأمريكي في منطقة الشرق الاوسط فاسحاً المجال أمام الصين لتشكيل محور شرقي يُضعف الدور الغربي عموما والأمريكي خصوصاً.

وهلل لهذا الاتفاق كثير من المحللين والصحافيين ممن يُحسبون على محور (المماتعة) باعتباره نصراً للسياسة الإيرانية وتعبيراً عن صوابية قراراتها المتعلقة بالتدخل المباشر في الدول العربية ودعم الميليشيات المسلحة القامعة لإرادة الشعوب المطالبة بالحرية والكرامة،
لكن الواقع الجيوسياسي والعسكري في المنطقة يوضح بشكل لايدع مجالا للشك أو الريب أن إيران باتت أقرب من أي وقت مضى لتلقي إما ضربة عسكرية موجعة وخاطفة لمنشآتها النووية وبنيتها التحتية.

وإما حرباً محدودة تدمر ترسانتها من الصواريخ البعيدة وكذلك المصانع الاستراتيجية والسيطرة على المنشآت النووية ونزع المعدات التقنية التي تخول ايران صناعة القنبلة النووية وبالتالي منعها من الدخول إلى النادي النووي الدولي.

تلك الاحتمالات جعلت السعودية تسارع لإبرام الاتفاق مع ايران -حسب مبدأ التقية- كي تجنب أرضها وشعبها
أية ضربة انتقامية من قبل إيران خاصة وأن السعودية هي الوجهة المفضلة للانتقام من أمريكا، عبر ضرب مصالحها الحيوية الواقعة في مرمى الصواريخ الإيرانية.

نحن على يقين أن نظام الملالي الذي يرفع شعار الموت لأمريكا يدين بالولاء للشيطان الأكبر حسب مسماه لكن الخطأ القاتل برأي المراقبين هو اجتياز ايران للخطوط الحمر بتخصيب اليورانيوم بنسب عالية وهذا ما لا تقبله العقيدة الصهيونية حتى وان جاءت من حليف قوي كإيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى