مقالات

شعوبنا العربية.. أبشروا فقد آن الأوان

محمد نصار

باحث بالمعهد القومي للتخطيط المصري
عرض مقالات الكاتب


أعتصر ألماً حينما اكتب مثل هذه الكلمات التي في الواقع المرير الذي تعيشه شعوبنا العربية في ظل التوترات والتغيرات الجيوسياسية والمناخية ناهيك عن معدلات الفقر التي تزداد بشكل مخيف، الأمر الذي ينبئ بتغيرات ديمغرافية خطيرة للتواجد العربي في المنطقة، نظراً لتزايد معدلات الهجرة إلى أوروبا، الهجرة التي أصبحت حلماً لأغلب الشباب العربي تاركاً ورائه أهله وبيته ووطنه الذي لم يستطع استخدام ثرواته البشرية التي هي عنصر وحجر الأساس لأي تنمية في أي قطاع ، علاوةً على أنها المكون الرئيس للقوة العسكرية لأي دولة بالعالم
فلماذا يحلم الشباب العربي بالهجرة؟ وما هي طرق التحصين وتقليل تلك المعدلات؟
وما هو السبيل نحو التنمية وإحداث التغير الإيجابي المطلوب؟

كل هذه الأسئلة هي محاور هذا المقال، وأسأل الله أن أكون موفق في الإجابة على هذه الأسئلة إجابة عميقة وليست في القشور، كي نتمكن من وضع أيدينا على المشكل الرئيس التي أدت الي كل هذه الأوضاع التي يئن منها أغلب شعوبنا العربية، بل وأملي في أن تصل إلى متخد القرار في دولنا العربية، لأنه دون إيصالها إلى صانع القرار فإننا نجري في حلقة مغلقة لا جدوى من الكتابة والحديث.

تابعنا في فيسبوك

لماذا يحلم الشباب العربي بالهجرة؟
كنا بارعين في الطب والهندسة وفن العمارة وكان الغرب يقلد ما يفعله المسلمين من طريقة البناء وفن العمارة والهندية والطب وغيرها من العلوم التي كنا بارعين فيها وكان الغرب مقلد لنا، ويهاجر إلى أوطاننا العربية والإسلامية ليتمتع بحياة كريمة مثلما كانا عليه سابقاً، لكن الأمور تغيرت كثيراً وسقطت الأندلس ومن بعدها قلاع العرب والمسلمين وصرنا بالتدريج تابعين للغرب في كل شيء دون تفكير لأن الإنسان يقلد دائماً من يراه أفضل منه وأنجح منه، لكن مشكلتنا أننا نقلد تقليداً أعمى دون تفكير بل والمصيبة والطامة الكبرى أننا قلدناهم في العري والانحلال الأخلاقي والبعد عن الدين، ولم نقلدهم في نجاحهم في القطاعات والمجالات الصناعية والصحية والتعليمية والتنظيمية والعدالة الاجتماعية، ولهذا أصبحنا دول تلقب بأنها دول نامية وتارةً أخرى يلقبوننا بدول العالم الثالث، بعدما كنا في المقدمة وهم مجرد مقلدون لنا ولتراثنا العريق المترامي الأطراف.

وعندما ننظر إلى المشكل الرئيس في هذا الأمر، فنجد عندما تقارن بين شعوبنا العربية وشعوب أوروبا ترى العجب العجاب، فالمواطن العربي يرضى بالقليل وطموحاته بسيطة وطلباته العيش الكريم وأساسيات الحياة ولا يطلب أكثر من ذلك، فنجد وجد الشعب المصري الرئيس الراحل محمد حسني مبارك أنه وفر أساسيات الحياة البسيطة تركه يحكم ثلاثة عقود من الزمان، وقس علي ذلك في سوريا فتجد طموحاتهم أن يعيشوا في سلام حتى بعدما وضعت الحرب أوزارها، ودارت الحرب الحامية الوطيس وفر أخواننا السوريون إلى شتى بقاع الأرض، الآن تجد طوحاتهم أن يجدوا بلدهم ووطنهم وأن يأكلوا ويشربوا في سلام بعدما مستهم البأساء والضراء والآن يزلزلوا زلزالاً شديداً، ولذلك اخترت لهم هذا العنوان بأن قد أن الآوان فأبشروا لأنه كلام الله وصدق الله العظيم حينما قال( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ۖ مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتىٰ يقول الرسول والذين آمنوا معه متىٰ نصر الله ۗ ألا إن نصر الله قريب.) (سورة البقرة) الأية (214)
فنصر الله قادم لا محالة فمن أصدق من الله قولاً!!!، فهذا نموذج بسيط لمقارنة بين شعوبنا العربية وشعوب أوروبا والغرب.

كيف السبيل نحو التنمية؟
الإجابة في شي تعلمناه اسمه فقه الأولويات أي أن أدرك تماماً أهمية البدء في هذا القطاع عن تلك وما هي العوائد من اختيار ذاك القطاع عن غيره من القطاعات، لأن هناك قطاعات تستطيع أن تسحب باقي القطاعات بنجاحها، وهناك التنمية فيها تكلفة فقط وإهدار، ثانياً التنمية المتوازية في نفس الوقت أي أن أضخ في أكثر من قطاع بالتوازي للوصول للتنمية المطلوبة، فإشراك القطاع الخاص في الأعمال مع المتابعة والمراقبة تأتي منه أفضل النتائج وتحقيق المصلحة الوطنية العليا، فمن غير العجب أن تجد المملكة المتحدة بريطانيا العظمى تشرك القطاع الخاص في السكة الحديد التي هي من أولى الدول وأهمهم في إنشاء السكك الحديد بالعالم وغيرها من القطاعات التي يتشارك القطاع الحكومي مع القطاع الخاص لتنفيذ وتحقيق المشروعات المتعددة.

نحلم ونريد وندعو بأن نصل يوماً ما إلى الوحدة العربية الحقيقية التي أتصور أن تبدأ من الاتحادالصناعي ثم العسكري ثم الاتحاد مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، لأن ديننا يحثنا على الوحدة منذ آلاف السنين، والغرب قد اتحدوا ونحن متناحرون ومختلفون.

فديننا الحنيف يدعونا إلى كل خير، لكننا ترك ديننا فصرنا خلف الأمم، لأن حال الأمة لن يصلح إلا بما صلح به أولها
ففي دعوة هي الأعظم بل الوحيدة في العالم من ديننا الإسلامي ونبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم (إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها) فهل هناك دعوة للإعمار مثل هذه في العالم
فهذا جزء بسيط من دلائل بأن ديننا الإسلامي بريئ من كل الدعوات الإرهابية والتخريبة في أي مكان
والحل من وجهة نظري يبدأ أيضاً بعد فقه الأولويات يأتي تمكين الشباب للقيادة وإتاحة الفرصة لهم للإبداع وتقديم المزيد لأن الأمثلة لدينا أكثر من أن تحصى فقيادة واحدة ونخبة واحدة قادرة على وضع بلادنا العربية في مقدمة الأمم.

فمثال بسيط ما فعلته الدكتورة نانسي الجندي رئيس الإدارة المركزية للمعامل المركزية بوزارة الصحة من إحداث تغير إيجابي ونقلة نوعية لا مثيل لها وقادة الإدارة في أحلك الظروف وبرزت كأفضل رئيس للمعامل في التعامل مع الجائحة تلو الآخرى، علاوة على إنجاز أعمال المواطنين وتنظيم العمل بين الإدارات المختلفة داخل الإدارة فهذا يؤكد صحة ما أقول بأنه بتمكين الكوادر والنخب وأصحاب الخبرات تستطيع بلادنا العربية أن تصبح في مقدمة الأمم.
وفي الختام أسال الله أن يحفظ مصر وسائر بلاد العرب والمسلمين وبلاد العالمين من كل مكروه وسوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى