أخبار عاجلة

السوريون قرابين على مذبح التطبيع!

ا. عبود العثمان

أديب وشاعر سوري
عرض مقالات الكاتب

من غير المتوقع، وكان مفاجئاً للكثير من السياسيين والمتابعين لشؤون منطقتنا خبر إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بهذه الصورة ،وعن طريق عرّابها الصيني!
خبر كان له وقعٌ وهزات ارتدادية في عموم دول المنطقة، بين من هو سعيد بهذا الإتفاق لأنه يأتي ملبياً لمصالحه، وآخر يبدي الارتياح ولكنه يبطن غير ما يظهر.

يبدو أن فصل الربيع لهذا العام يستحق أن نطلق عليه “ربيع التطبيع” ،حيث سرت حمّى التطبيع في اتجاهات عدة منها ما هو تطبيع مع الصهاينة، ومنها تطبيع مع النظام المجرم في دمشق، ومنها تطبيع مع نظام الملالي في طهران، فهو “موسم للتطبيع” بامتياز .!
كل مطبّع سعيد بما حصل عليه من بركات تطبيعه، و”لا بارك الله” في كل خطوة تطبيع نكون نحن السوريون ضحيّة لها، ونكون كرة تتقاذفها أرجل اللاعبين في ملاعب التطبيع.

تابعنا في فيسبوك

من حقنا نحن السوريون أن نتوجّس خيفة من هذا التقارب السعودي الإيراني، فبالتأكيد لن يأتي بخير لنا، ولا أمل مرجو منه في إيجاد حل لقضيتنا فهو بين عدوّ لنا محتل لأرضنا، وبلد عربي كنا نعقد الآمال عليه في ثباته على موقفه من قضيتنا وعدم التفريط بحقوق شعبنا، لا سيما وأنه لم يهرول لتطبيع العلاقة مع نظام “بشار الأسد” كما فعلت العديد من الأنظمة العربية.
لقد صُدمنا من هذا الخبر لما له من انعكاس سلبي على قضية شعبنا، وخير دليل على مشروعية تشاؤمنا منه وتطيّرنا من نتائجه هو ما ظهر في مواقف أطراف نعدّهم أعداء لنا ولشعبنا، فالذين باركوا عودة العلاقة بين السعودية وإيران وعلى جناح السرعة:
-المجرم حسن نصر الله الذي يأمل بأن يكون الإتفاق حبل نجاة له ويفتح عليه باب الارتزاق ويتأتيه بالمليارات التي تشد من أزره ليعيد السيطرة على لبنان بعد أن أصبح على شفير الهاوية.

تابعنا في تويتر

  • النظام العراقي وذيول إيران فقد تحقق لهم ما كانوا يرمون إليه من مباركة السعودية بالقبول بنفوذ نظام الملالي في العراق وبسيطرة ميليشياته العميلة على مقدرات هذا البلد و على مستقبله.
  • ميليشيات الحوثي التي تطمح إلى اعتراف السعودية بنظام حكمها الطائفي ومن ثم إعادة إعماره ليكون اليمن إمارة إيرانية في خاصرة المملكة.
  • النظام المجرم في دمشق والذي يأمل أن تكون باكورة هذاالاتفاق متمثلة بعودته للجامعة العربية ومن ثم تبرئته من جرائمه وإعادة ضخ المليارات له مثلما كان الحال عليه في عهد أبيه الذي كان يبتز دول الخليج طيلة فترة حكمه.
    هذه الأطراف التي ذكرناها هي أول المستفيدين من هذا التطبيع، وهؤلاء هم أعداء للشعب السوري وهم من شاركوا في قتله وتدمير مدنه وقراه.
    لا بارك الله في أي اتفاق نكون نحن السوريون ثمناً للتقارب بين أطراف منها ما زال يمعن في قتلنا واحتلال بلدنا.
    نقول للأشقاء السعوديين:
    لقد عقدنا عليكم آمالاً كبيرة أيها الأشقاء فلا تخيّبوا آمالنا ولا تكونوا في غفلة من أمركم، وأنتم تعلمون علم اليقين أن نظام الملالي في طهران هو عدو لكل العرب والمسلمين و-لكم على وجه الخصوص- وما زال يسمّيكم
    “حفاة عراة رعاة أبل”!

نقول لكم ولكل من يسعى من العرب، وغير العرب، ويعمل على توثيق العلاقة مع نظام الملالي في طهران:
طبّعوا كيفما شئتم واعملوا بما تروه في مصلحتكم، ولكن اعلموا علم اليقين بأن شعب سوريا لن ينسى من تحالف مع قتلته، ولن يغفر ولن يتسامح مع من خذله وتركه فريسة لميليشيات الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات الحشد الشعبي العراقي، وميليشيات حسن نصر الله، هذه الميليشيات هي التي ستتعاملون معها مستقبلا،ً فهم ممثلون دولة الولي الفقيه الذين ستضطرون للقاء بهم واستقبالهم في ممالككم وإماراتكم وأنتم صاغرون!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً

إسقاط روسيا لمسيَّرة أمريكيَّة ينذر بإشعال حرب عالميَّة

د. محمد عبد المحسن مصطفى عبد الرحمن أكاديمي مصري. تتَّخذ الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، …