سياسة

مبروك عليكم “الأسد”!

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب


بعد مشاهدتي للجلسة التي عقدت في مقر مجلس الشعب السوري للترحيب بعدد من أعضاء البرلمان العربي، الذين جاءوا من بغداد بعد مؤتمر للبرلمانيين العرب للتعبير عن دعمهم للنظام السوري والتهيئة لعودته لحضن الجامعة العربية، بعد الذي رأيت والذي سمعت من أعضاء الوفد العربي شعرت بالإرتياح والسرور حتى حد الامتلاء.

اقرأ: العودة إلى الحضن العربي


لقد كانت جلسة اختصر فيها المشاركون- العرب والسوريون- ما يجب أن يقال عن مستوى انحطاط الأمة التي يمثلها هؤلاء السفلة!
كانوا من التفاهة والدناءة بحيث تباروا فيما بينهم بالتشبيح والتطبيل والتسبيح بحمد قائد الأمة، أمة الأوغاد والعملاء والخونة التي ينتمون إليها لا أمة الشعوب العربية التي يدّعون تمثيلها.

تابعنا في فيسبوك


ما كان لافتاً هو تفوّق “الشبيحة العرب” على “الشبيحة السوريين ” في عقر دارهم، فقد عبّروا في كلماتهم عن مستوى تفكيرهم المنحط، وعن النفسيّة الرخيصة التي لديها الاستعداد أن تبيع نفسها پأرخص الأثمان.
تحدث الشبيحة: اللبناني والليبي والعراقي والأردني، ولكن كان الأكثر خسة ووضاعة هو الشبيح الفلسطيني الذي قال في مدحه وردحه:
“لقد عادت الأمة العربية إلى سوريا الأسد”!
هذا الذي يدّعي أنه فلسطيني وصاحب قضية تحرر وطني، والذي ما زالت صورة مذبحة مخيم اليرموك ماثلة أمامه ولم يجف دم شهدائها الذين قُتلوا على يد ميليشيات وعصابات “الأسد” ومن معهم من الميليشيات الإيرانية- والشاهد عليها “حفرة التضامن ” التي امتلأت بجثث الأبرياء ومنهم فلسطينيين من “مخيم اليرموك”!


نعم أقول وأكرر بأنني سعيد ومرتاح لما رأيت وسمعت، فهؤلاء البرلمانيون لا يمثلون سوى حثالة الأمة ومن هم أدنى من الحثالة، ولهم نقول: مبروك عليكم الأسد وابتلاكم الله بمثل ما ابتلي به الشعب السوري، وتحضرني في هذا المقام ما قاله أحد الشعراء :
سقط الحمار من السفينة في الدجى
فبكى عليه رفاقُه وترحموا
حتى إذا جاء الصباح أتت به
نحو السفينة موجةٌ تتقدمُ
قالت خذوه كما أتاني سالماً
لم أبتلعه فإنه لا يُهضمُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى