مقالات

تدليس اللجنة الدائمة باسم ولي الأمر

د. عز الدين الكومي

كاتب مصري
عرض مقالات الكاتب


اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية، والتى صمتت طويلاً، عن الممارسات المنافية للدين والأخلاق، التي تتم على أرض الحرمين، تحت شعار التطوير والترفيه وغير ذلك الانحطاط الذي يقوده، رويبضة العصر، المدعو، تركي آل الشيخ ، باسم الترفيه.


عادت اليوم إلينا بفتوى، حول وحدة الأديان، أو ما يسمى بالبيت الإبراهيمي.
هذه الفتوى، التي تمت فى الغالب بتوجيهات سياسية، وتصفية حسابات ومناكفات، واستعراض قوى، مع عيال زايد، لأن دعوة ما يسمى”بالبيت الإبراهيمي”، موجودة ، وتنتشر انتشار النار فى الهشيم، فأين كانت اللجنة كل هذا الوقت للرد على هذه الدعوة باعتبارها دعوة خبيثة، وهدفها هدم مايقوم عليه الإسلام وجر المسلمين كافة للإلحاد ومجرد الموافقة عليها كفر وضلال، أم أنها أنهت فترة بياتها الشتوى، مع قرب حلول فصل الربيع.


لكن الحقيقة المرة، أن هذه الفتوى، لم تكن نتاج وخزة وصحوة ضمير، لكنها جاءت بضوء أخضر من ولي الأمر؟!
وعندما ارتبت فى الأمر، فقمت باستعراض كتاب للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد- رحمه الله – بعنوان: الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان.
جاء فيه: الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان: فإن نازلة الدعوة إلى الخلط بين دين الإسلام وبين غيره من الأديان الباطلة كاليهودية، والنصرانية، التي تعقد لها أمم الكفر المؤتمرات المتتابعة باسم “التقريب بين الأديان” و”وحدة الأديان” و”التآخي بين الأديان “و”حوار الحضارات” هي أبشع دعائم “الكهفين المظلمين”: “النظام العالمي الجديد” و”العولمة”، الذين يهدفان إلى بث الكفر والإلحاد، ونشر الإباحية وطمس معالم الإسلام وتغيير الفطرة. وفي هذا الكتاب كشف مخاطر هذه النازلة بالمسلمين وبيان بطلانها، وتحذير المسلمين منها.


وقال في مقدمة الطبعة الأولى نصاً: نعوذ بالله من طريق: “المغضوب عليهم”: “اليهود”: “الأمة الغضبية، أهل الكذب، والبُهت، والغدر، والمكر، والحيل، قتلة الأنبياء، وأكلة السُّحْت- وهو الرِّبا والرِّشا- أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة، وأقربهم من النقمة، عادتهم البغضاء، وديدنهم العداوة والشحناء، بيت السِّحر، والكذب، والحيل، لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حُرْمة، ولا يرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمة، ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولا نصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة، بل أخبثهم: أعقلهم، وأحذقهم: أغشّهم، وسليم الناصية- وحاشاه أن يوجد بينهم- ليس بيهودي على الحقيقة، أضيق الخلق صدورا، وأظلمهم بيوتا، وأنتنهم أفنية، وأوحشهم سجية، تحيتهم: لعنة، ولقاؤهم: طيرة، شعارهم الغضب، ودثارهم المقت”.

تابعنا في فيسبوك


كما جاء فى كتاب«هداية الحيارى» لابن القيم.
بينما قال فى مقدمة الطبعة الثانية: فإن نازلة الدعوة إلى الخلط بين دين الإسلام وبين غيره من الأديان الباطلة كاليهودية، والنصرانية، التي تعقد لها أمم الكفر المؤتمرات المتتابعة باسم “التقريب بين الأديان” و”وحدة الأديان” و”التآخي بين الأديان “و”حوار الحضارات” هي أبشع دعائم “الكهفين المظلمين”: “النظام العالمي الجديد” و”العولمة”، الذين يهدفان إلى بث الكفر والإلحاد، ونشر الإباحية وطمس معالم الإسلام وتغيير الفطرة. ولهذا أفردت هذا الكتاب لكشف مخاطر هذه النازلة بالمسلمين وبيان بطلانها، وتحذير المسلمين منها. وقد نهينا عن هذه النظرية الإلحادية: “وحدة الأديان” في سورة فرضها الله على المسلمين” في جميع صلواتهم في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} . وهذا من جلائل المعاني وأعظم حكم التشريع. وقد طبع هذا الكتاب – بحمد الله تعالى – من الطبعة الأولى عام 1417 أربع طبعات، داخل المملكة وخارجها، وكان منها طبعة رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء عام 1420.
والآن هذه الطبعة الثانية فيها إضافات، أهمها: 1- في ص / 16 سياق قوله تعالى: {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} [البقرة / 42] . وتفسير السلف لها: ” لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام … ” وهذا من جلائل المعاني في القرآن العظيم. 2- في ص / 49-55 نقلان مهمان عن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في أن دين جميع الأنبياء واحد لا يدخله النسخ، شرائعهم متعددة، وجميعها منسوخة بشريعة خاتمهم محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمن لم يؤمن به وبشريعته فهو كافر.
مع التنبيه ص / 45 على خطأ المقولة الحادثة: ” الأديان السماوية”.
وقال: في آخر الكتاب ملاحق ثلاثة، وهي فتاوى من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في: “بطلان الدعوة إلى وحدة الأديان” و”تحريم بناء المعابد الكفرية مثل الكنائس” و”التحذير من وسائل التنصير”.
والحمد لله رب العالمين.
المؤلف بكر بن عبد الله أبو زيد 20 جمادى الأولى 1421.


فكانت المفاجأة التى أذهلتني، هى أن الفتوى التى صدرت مؤخراً باسم اللجنة الدائمة للافتاء في المملكة العربية السعودية حول وحدة الأديان، أو ما يسمى بالبيت الإبراهيمى صدرت، منذ 27 عاما،أي فى عام 1418.
فلماذا هذا التدليس والتلبيس على الناس، باستدعاء فتاوى قديمة، لاستثمارها فى منازعات ومناكفات سياسية، ولمصلحة من؟!
والأنكى من ذلك كيف قبلت اللجنة، بهذا التدليس والتلبيس، بهذه الصورة الممجوجة.
وإن كنت على يقين، بأن اللجنة معذورة، فلا دخل لها بهذه الفتوى، ولكن وضُع أسمها وخاتمها من قبل جهات معروفة وإلى الله المشتكى.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الفتوى صدرت برقم 19402 في 25-1-1418هـ عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء (الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء) السعودية. واللجنة التي أصدرت هذه الفتوى مكونة من سماحة الرئيس العام ومفتي عام المملكة العربية السعودية (الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز) رئيسًا و(الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله آل الشيخ نائبًا) وعضوية كل من الشيخ د. بكر أبو زيد، و الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى