سياسة

العودة إلى الحضن العربي

يحيى عباس

كاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

بعد مرور 12 سنة على عذابات الشعب السوري البطل في الداخل وفي الشتات، على يد نظام عائلة الأسد المجرمة ومن التف حولها ومع اقتراب موعد القمة العربية المزمع عقدها في أواخر آذار (مارس) القادم، تتسارع دول عربية وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة لمكافأة هذا النظام على مافعله بشعبه الذي انتفض ضد الظلم والطغيان على مدى عقود من الزمن، مستغلين الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي وامتد إلى الشمال الغربي السوري وألحق أضراراً بالسكان والممتلكات.

صحيح الكوارث الطبيعية تكون فرصة لتحسين العلاقات بين الدول وخاصة بين الجوار والأشقاء، ولكن ليس على حساب الشعوب لأن دبلوماسية الزلازل يجب ألا تغير في المواقف الثابتة التي اتخذتها الدول ضد نظام مجرم قتل ودمر وهجر شعبه، لأنه لو حصل ذلك فكأنها تعزف على أوتار الضحايا والمشردين الذي تسبب به النظام والمبادرة المطروحة قديمة جديدة مدعومة من الرياض بشكل أساسي علما أن لهجة وزير الخارجية السعودي تغيرت في قمة ميونخ مثل قوله لايمكن القبول بمثل هذا الوضع في سورية، كما أن تصريحات مسؤولي المملكة كانت واضحة ضد النظام والمبادرة تضمنت عدة شروط نذكر منها:


— تنفيذ القرار الأممي 2254 المبني على الغموض.
— الوجود الإيراني المسيطر على كل مفاصل الدولة.
— إطلاق صراح المعتقلين.
— وضع حد لتهريب المخدرات وصناعتها.
— العودة الآمنة للاجئين.
— إبعاد النظام عن حضن ملالي طهران.
— العودة عبر بوابة الزلزال بعد مشاورات مع الأمريكان.

تابعنا في فيسبوك

وتعهد الأمريكان بتجميد العقوبات لمدة ستة أشهر في حال التزام النظام بالشروط السالفة الذكر دعما للمبادرة ولو عدنا إلى الشروط واحدة تلو الأخرى أن النظام سيرفضها بالمجمل لأنها ستلغي وجوده، وهو بالأصل لايمتلك قراره لأن مصدر قرارته بوتين روسيا وملالي طهران إلا إذا كان هناك صفقة سوف تتم وتكون على حساب الشعب السوري وسيجدون لها تخريجة يقنعون بها البعض لأن بقاء رأس النظام ورموزه ضمن أي حل سياسي هو إعطاء صك براءة للقتلة والمجرمين وحول ذلك سوف تتشكل لجنة من البرلمانيين العرب تذهب إلى دمشق وتقدم هذه الشروط، وسنرى ما يحدث لأني أخشى ما أخشاه، فالنظام كعادته يبدأ بالتسويف
والمماطلة على غرار ماحدث باللجنة الدستورية لكسب الوقت وسوف يعد بالتنفيذ ولا ينفذ واحدا من هذه الشروط ويعتبر مجيء ممثلين الدول العربية إلى دمشق هو رضوخ منهم له وإقرار بإنتصار نظامه والكل يدرك ذلك وتصبح المبادرة مجرد تطبيع ألف سياسي مع نظام مجرم بغطاء إنساني على خلفية الزلزال هذا ما نراه والذي سوف تكشفه لنا قادمات الأيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى