المكتب اﻹعلامي بالداخل/
بتنا ليلة أخرى خارج المنزل… صوت اﻷرض ليلة أمس كان مرعبًا، صرخات اﻷطفال والنساء بلغت عناء السماء.
تجربةٌ مختلفة هذه المرة مع الزلزال، اختلفت عن تلك التي ضربت شمال سوريا، فجر الـ6 من شباط/فبراير الجاري، فهذه المرة، بدا الهلع على وجه الجميع في الطرقات، نساء وشيوخًا وأطفالاً.
توجهنا كمعظم الناس إلى المناطق المفتوحة، خشية سقوط اﻷبنية المتصدعة، من الزلزال السابق، العتمة كانت تلف المكان، لكنّ حالة من اﻷلفة بدت بين الناس.
االجميع يرغب في إعانة بعضهم، فذاك يمدك بالأغطية، وآخر يدعوك لدخول خيمته حت قبة السماء في البرد الشديد، وذاك الذي يمد أمام عينيك اﻷطعمة أن هلمّ إلى المائدة….
صوت القرآن في السيارات ارتفع واﻷكف تتضرع أن يرفع البلاء، ويعصم الدماء ويستر على النساء…
أجواء مشحونة بين التعاطق والخشية في مشهدٍ سوريٍّ ينم عن تلك الفسيفساء الطيبة للسوريين، ويرسم بعفوية “بساطةً وطيبة” قلّ نظيرها.
يستمع الرجال إلى آخر اﻷخبار عبر جوال أحدهم، يطمئن من حوله، ويهلل حوله الكبار بالسن، ويسبحون بحمد ربهم… وعلى الطرف المقابل يقيم بعض الشبان صلاة العشاء في جماعة… لم يكونوا صلوها بعد، وترتفع أصوات الدعاء مختلطة بالليل والضجيج.
اكتب هذه الحروف من أحد طرقات إدلب التي شهدت تغريبة سورية جديدة….