تقارير

الزلزال يبرز تغيّر الخطاب السعودي في سوريا

شهد الخطاب السعودي تجاه النظام السوري تغيرًا منذ مطلع عام 2023، برزت ملامحه بشكل أكبر منذ حدوث الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا.

وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، السبت 18 من شباط الحالي، خلال جلسة حوارية عن “الدور الجيوستراتيجي لدول الشرق الأوسط” مؤتمر ميونخ للأمن 2023، إن “هناك إجماعًا عربيًا على أن الوضع الراهن في سوريا لا يجب أن يستمر”.

وأضاف الوزير أنه تجب معالجة وضع اللاجئين السوريين في الخارج والجانب الإنساني في الداخل.

تزامن ذلك مع استجابة السعودية لكارثة الزلزال من خلال إرسال طائرة مساعدات إلى مطار “حلب الدولي”، في 14 من شباط الحالي، ليتسلّمها النظام السوري.

كما أرسلت السعودية طائرتين في 15 و16 من شباط إلى المطار نفسه، ضمن استجابة الجسر الإغاثي الذي تسيّره السعودية، بهدف مساعدة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا.

بينما أرسلت السعودية عشر طائرات إغاثية إلى تركيا، وصل جزء من مساعداتها إلى مناطق الشمال السوري، حيث تسيطر المعارضة.

وفي بيان سابق، أعربت السعودية عن تعازيها لتركيا وسوريا، معلنة استعدادها عن تقديم المساعدات لمتضرري الزلزال في البلدين.

تلميحات سابقة

منذ كانون الثاني الماضي، عادت الحديث عن تقارب سعودي- سوري، بالاعتماد على عدة مؤشرات منها رسمية وأخرى مصادرها “غير مصرح عنها”.

ومن أبرز تلك المؤشرات، تصريح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في “دافوس” بسويسرا، في 19 من كانون الثاني الماضي، إذ قال إن بلاده تعمل لإيجاد طريقة للتواصل مع الحكومة في دمشق، على نحو يؤدي لتحركات ملموسة باتجاه حل سياسي.

سبق ذلك بأيام، قرار صادر عن حكومة النظام نشر، في 16 من كانون الثاني، سمحت بموجبه للمستوردين باستيراد عدة مواد من المملكة العربية السعودية، أبرزها السكر والمواد الكيماوية والبتروكيماوية.

واستند القرار، إلى ما أوضحته وزارة الخارجية والمغتربين، بأنه “لا مانع سياسي” من التماشي مع توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة السماح بالاستيراد من السعودية.

كما تحدثت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، تحدثت أيضًا عما أسمته “الخطوات الإيجابية التي حضرت بين دمشق والرياض” خلال الأشهر الماضية، ذكرت منها زيارة مدير إدارة المخابرات السورية العامة، حسام لوقا، للعاصمة السعودية، ورفع العلم السوري في شوارع الرياض خلال القمة العربية الصينية.

وفي حديث سابق إلى عنب بلدي، قال الأكاديمي السوري- الكندي فيصل عباس محمد، الحاصل على دكتوراه في الدراسات الشرق أوسطية، إن تصريحات وزير الخارجية السعودي الأخيرة بشأن سوريا، بالإضافة إلى تخفيف القيود على التبادل التجاري بين البلدين كلها مؤشرات تنبئ عن تسارع نسبي في خطوات التقارب بين النظام السوري والمملكة العربية السعودية.

وأوضح محمد، أن هذا التقارب يندرج ضمن سياق التوجه الخليجي لإعادة تعويم النظام السوري، الذي بدأ تدريجيًا منذ عام 2018 حين أعادت دولة الإمارات فتح سفارتها في دمشق بعد سبع سنوات من إغلاقها.

جاء ذلك مغايرًا لمواقف سابقة للسعودية، إذ كرر وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال السنوات الماضية الحديث عن رفض بلاده التعامل مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد،.

وقال ابن فرحان، في تشرين الثاني 2021، في ظل تقارب العديد من الحكومات، منها دول في الخليج العربي، مع النظام السوري، إنه من المنطقي أن يكون لبعض الدول سياسة منهجية مختلفة في تعاملاتها مع الدول الأخرى، موضحًا أن تقاربها مع النظام قد يسهم في دفع المسار السياسي إلى الأمام.

ومنذ بداية الثورة السورية عام 2011، اتخذت السعودية موقفًا واضحًا من النظام السوري يتوافق مع موقف دولي وعربي حينها، إذ قطعت العلاقات وأغلقت السفارة السورية، كما دعمت وما زالت تدعم تيارات من المعارضة السورية حتى اليوم.

وخلص تقرير سابق لعنب بلدي بعنوان “الأسد يستثمر الزلزال لكسر العزلة وفتح قنوات دبلوماسية”، إلى أن الزلزال خلق فرصة لتسريع مسار التطبيع بين النظام السوري والعديد من الدول.

عنب بلدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى